على خلفية ظاهرة تهافت وهرولة ملايين الشباب وراء مطربى هذه الأيام حتى الذين لم يبلغوا منهم سن الفِطام الفنى ..!!
هذه الظاهرة تُذكرنى بأغنية الشاب خالد الجزائرى “دى دى ، دى دى وآه ” التى أحدثت ضجة عالمية شرقًا وغربًا فى التسعينيات، وحولت صاحبها الى اكثر الناس ثراءًً وشهرة على مستوى العالم بل وأيقونة الجزائر الوحيدة !!..
وما يدعو للسخرية ، أن صاحب دى دى ، دى دى وآه صاحب الإبتسامة البلهاء أصبح أيقونة جزائرية غطت على الرموز والأيقونات العظيمة لشعب المليون شهيد ، والتى لطالما تغنينا بهم نحن معشر العرب على مر العقود أمثال جميلة بوحريد وأحمد بن بيلا وهوارى بومدين وغيرهم من عظماء الجزائر الحبيبة ورموزها فى مختلف المجالات والذين كانوا جميعًا ولايزالون محل فخر وإعتزاز ..
ورغم أننى فشلت فشلًا ذريعًا فى معرفة يعنى إيه “دى دى ، دى دى وآه ” إلا أنه ما هدأ من روعى ، وفى ذات الوقت أثار دهشتى وتعجبني، هى حالة الغباء والسطحية والجهل الذى ظهر عليها هذا الشاب الجزائرى الذى يضع بأذنه قرطاً…
فعندما شاهدته لاحقًا فى مقابلة تلفزيونية ، فما أن تسأله المذيعة سؤالًا ، لا يسطيع أن يرد حتى بكلمة واحده تُفهم ، لا يتحدث ولا يتكلم مجرد يبتسم إبتسامة بلهاء لشخص غبى جاهل ، مداعبًا كلباً يحمله أثناء التصوير لزوم الوجاهة الفنية …
وتحكى كاتبة ومؤلفة جزائرية مرموقة عن هذا الموضوع ، فى نبرةٍ من الحزن والأسى والسخرية ، أنها عندما تسافر الى الخارج وتلتقى بأحد ويعرف أنها جزائرية الجنسية ، إلا وأن يبادرها بالقول :
آه أنتِ من بلد الشاب خالد ، بتاع دى دى ، دى دى وآه !!!..
وكأن بلد المليون شهيد برموزها ومثقفيها وتاريخها النضالي السياسي الكبير أختزلت فى صاحب دى دى ، دى دى وآه ..
وحزنت معها حزنًا شديدًا الى ما آل إليه حال الدنيا ليس فى الجزائر الحبيبة فقط بل فى مصر وكل بلداننا العربية ، من تغييب لأصحاب الثقافة والمنطق والعقل والتفكير وسيطرة ذوى السطحية والتفاهة والغباء على العقول لاسيما الشباب ممن هم على شاكلة صاحب ال دى دى ، دى دى وآه …!!!
التعليقات مغلقة.