موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

حكاية عمر أفندي ..  من بائع أنيق بمحل سجاد إلي شريك لأكبر مؤسسه تجارية في مصر

حكاية عمر أفندي ..  من بائع أنيق بمحل سجاد إلي شريك لأكبر مؤسسه تجارية في مصر

خاضت كثير من المعارك داخيآ و عالميا و مع السطات وأخيرا مؤامرة القنبيط و مازالت تثير الجدل حتى الآن . ..

كتبت : إيمان حمدي

عمر أفندي منذ عشرينات القرن الماضي حتى الان و هو يثير جدل الجميع ..أنه الشاب الأنيق البسيط الذي يحبة الجميل لبراعه تعامله و شياكة مظهر كالأفندية و الذي كان يعمل عند اليهودي ” ريزدي باك ” بائع لسجاد العجمي فى حي الصاغة بالحسين وكان زبائن المحل يلقبونه ب ” عمر أفندي ” و كان لدى ” ريزدي ” نظرة ثاقبة ووعى سابق لعصره فرأى حب الزبائن له و لطريقته و رأي أن مشاركته له ستحقق نجاحآ لعمله ،، فطلب منه مشاركتة بالإسم في محل كبير بوسط البلد تحديدا في شارع عبدالعزيز و الذي أشتراه من عائلة ” أدولف أوروزدي ” النمساوي الأصل و كان نشأة المحل في عام 1856 بعهد الخديوي سعيد و كان نشاطها البيع بالتجزئة  و كان قد أسند أدولف تصميم المحل إلي المعماري العالمي ” راؤول براندان ” على الطراز الفرنسي  ” فن الركوكو ” و هو فن زخرفة عريق يستخدم فى القصور .

قام ” ريزدي ” بشراء المحل عام 1905 و كانت أول بدايه للفروع التجارية لسلسلة محلات  ” عمر أفندي ” و توالت و أنتشرت الفروع في جميع أنحاء الجمهورية ، و كان المقر الرئيسي لفرعه في شارع عبد العزيز

ولكن صدر قرار الرئيس ” جمال عبدالناصر ” بتأميم الشركات  عام 1957 و صدر قرار جمهوري رقم 544 عام 1967 و تم تحويل الشركة إلي شركة مساهمة مصرية تحت إدارة الشركة القابضة للتجارة ، كان للقرار السماح للشركة بالإتجار في جميع أنواع السلع و الإستيراد و التصدير و التصنيع الجزئي ، و المشاركة في تكوين شركات مصرية أو أجنبية لمباشرة نشاطها داخليا و خارجيا و أستمر العمل حتى بدأت حكومة الرئيس ” حسني مبارك ” بخصخصة شركات قطاع الأعمال العام لأكثر من 140 شركة ، و تم تخصيص جزئي لفروعها ، ثم في عهد وزير قطاع الأعمال العام الدكتور ” مختار خطاب ” عام 2004 تم طرح جميع فروع ” عمر أفندي ” للقطاع الخاص للمشاركة في إدارة الفروع فكان فرع الجامعة العمالية تحت إدارة شركة الخزف و الصيني ، و فرع 26 يوليو تحت إدارة المركز المصري للهندسة و التجارة و فرع الفيوم لشركة النساجون الشرقيون و فرع ثروت لشركة مصر إيطاليا للملابس الجاهزة  … ،.

و لم يستمر هذا طويلا ففي عام 2005 أعلنت الحكومة بيع عمر أفندي لشركة أنوال السعودية لصاحبها رجل الأعمال ” جميل القنبيط ” بقيمة 560 مليون جنية مصري . و كان هذا مثير لجدل الجميع فكانت مبيعات الشركة سنويآ حينا ذاك تتراوح بين 360 و 380 مليون جنية مصري و لكن كانت نصف قيمة المبيعات التي كانت تحققها سابقا

و تعهدت الشركة أن تضاعف المبيعات لتصل إلى 720 مليون جنية فى العام الثاني ، و مليار جنية في العام الثالث ، و 1.5 مليار جنية في العام الرابع ، و لكن حدث العكس و تراجعت المبيعات بشكل كبير ففي العام الأول 2006/2007 كانت المبيعات 180 مليون جنية أي الخسارة أكثر من النصف ، و في العام الثاني 2007/2008 وصلت إلى 90 مليون جنية ، و في العام الثالث 2008/2009 وصلت إلي 30 مليون جنية ، حتى وصلت إلى صفرآ في العام الرابع 2009/2010 و ذلك لتعمد المستثمر السعودي عدم تشغيل الشركة لكي تنهار و يتم تحويل فروعها إلي أصول عقارية .

و يذكر أيضآ أنه في عام 2007 أقترضت شركة ” عمر أفندي ” من مؤسسة التمويل الدولية 40 مليون دولار ، و أشترت المؤسسة 5 % من أسهم الشركة ، و كان ضمن شروط القرض إبرام 3 عقود رهن رسمية على 6 عقارات مملوكة لعمر أفندي لصالح المؤسسة .

و في خلال هذه الأعوام وصولا لعام 2011 صرفت شركة ” عمر أفندي ” مبلغ 30 مليون دولار من قيمة القرض .

و في عام 2011 صدر حكم من محكمة القضاء الإداري ببطلان كافة هذه الإجراءات ، و إعادة ملكية الشركة للحكومة المصرية ( وزارة قطاع الأعمال ) ، فتوقفت الشركة عن سداد قيمة أقساط القرض  .

و منذ رجوع الشركة مرة لقطاع الأعمال العام تتفاوض الوزارة مع مؤسسة التمويل الدولية بالتنسيق مع لجنة الأمانة الفنية للوزارة لتسوية نزاعات القرض ودياً ، و في 17 أكتوبرعام 2018 أنتهت المفاوضات على مشروع عقد التسوية المعروض على اللجنة ، و في 20 ديسمبر لنفس العام أعلنت وزارة قطاع الأعمال أنتهاء المفاوضات و توقيع إتفاقية مع المؤسسة الدولية بالحصول على مستحقاتها البالغة 650 مليون جنية و تسوية القرض كتسوية شاملة و نهائية و التزام كلا من المؤسسة الدولية و الشركة القابضة و شركة ” عمر أفندي ” بالتنازل عن الدعاوي القضائية المتداولة و تنفيذ التسوية الودية

و أستمرت المنازعات إلى أن قضت محكمة القضاء الإداري أوخر عام 2010 و قبيل ثورة يناير بعودة ” عمر أفندي ” مرة أخرى للدولة ممثلة في الشركة القابضة للتشييد و التعمير ، و لكنها أكدت عدم توافر السيولة المالية الكافية لتشغيل فروعها مرة آخرى حيث أنها تحتاج ل830 مليون جنية خسائر فلكي تخرج من خانة الخسارة تحتاج ل 500 مليون جنية على مدار 4 سنوات، و أيضا 83 مليون جنية للموردين و 160 مليون جنية  أخرى للبنوك .

فبدأت شركة عمر أفندي 2011 العمل تحت إدارة الشركة القابضة للتشيد و التعمير حتى توقيع إتفاقية التسوية مع المؤسسات الدولية ،

و تم ضخ استثمارات بها للعمل مرة أخرى و تم سداد نحو 35 مليون دولار ديون على أقساط يتم سدادها من خلال الشركه القابضة و بضمانة وزارة المالية و تسعى القابضة إلى نقل أصول عمر أفندي لها  .

و ما زالت المفاوضات مستمرة دون جدوى مع المالك السابق للشركة السعودي ” جميل قنبيط ” ، رغم تقديم عرض تعويض بنحو 400 مليون جنية ، و هذه هي العقبة الأخيرة في حل مشكلات الشركة لتبقى مشكلة الوديعة الخاصة بالقرض فقط .

و ما زالت الشركة تسعى محاولة اللحاق و منافسة الشركات الأخرى و التوسع في البيع الإليكتروني و الإستعانة بشركات التسويق الإليكتروني و محاولة اللحاق بالحركة العالمية للتجارة .

و الآن في أنتظار انعقاد الجمعية العمومية و وضع حلول لتطوير الشركة و حل مشكلة العاملين و مستحقاتهم المتأخرة و تسوية ديون الشركة لدى بعض المؤسسات و تفعيل التطور العقاري و النهوض مجددا بقوة .

 

 

التعليقات مغلقة.