يعتبر تشكيل السلوك أحد استراتيجيات تعديل السلوك ، ويتمحور تشكيل السلوك حول التعزيز الإيجابي الذي يزيد مستوى النشاط العام للفرد، كما أن معظم ما نكتسبه من مهارات يتم عبر عملية تشكيل السلوك، فمثلاً: استخدام الأجهزة الخلوية بالطريقة المناسبة، وممارسة النشاطات الرياضية بمهارة، وتعلم لغة جديدة وغيرها الكثير مما نتعلمه تدريجيا . ولسوء الحظ، أحيانا قد تنجم عن تشكيل السلوك بعض النتاجات السلوكية غير المرغوب بها؛ فعلى سبيل المثال المعلم الذي لا يعير أي انتباه إلى الطالب عندما يؤدي واجبه بانتظام وهدوء، ولكنّه يصغي إليه عندما يتصرف بطريقة غير مقبولة وينفعل تجاه صراخه وصوته المرتفع؛ فإنه بذلك يعبد الطريق لسلوك مزعج. كما يعد التشكيل من الأساليب المهمة جدا في الإرشاد باعتباره ينصب على إكساب الفرد سلوكيات جديدة بشكل تدريجيٍ حتى نقترب من السلوك النهائي المرغوب، وهو لا يعني بالضرورة خلق سلوكيات جديدة من لا شيء، فقد نحتاج إلى تعزيز سلوك مشابه لدى الفرد وعند استخدام هذا الإجراء في البداية يتم تحديد السلوك النهائي الذي يراد تعلمه ، وبعد ذلك يختار استجابة تشبه السلوك النهائي إلى حد ما، ويبدأ بتعزيز تلك الاستجابة بشكل منظم وهذا ما يسمى بالتقارب التدريجي ، ولا يقتصر استخدام أسلوب تشكيل السلوك على فئةٍ عمرية محددة ، بل يشمل مختلف الفئات العمرية ويلبي احتياجها في تنمية المهارات الاجتماعية ، والمهنية ، والحركية . نظرية سكنر سكنر هو عالم نفس أمريكي، اهتم بدراسة الظاهرة السلوكية من خلال دراسة السلوك نفسه، وليس عن طريق أية دراسات أخرى خارج مظاهر السلوك، ويشرح سكنر مفهوم التشكيل (Shaping) بأنَّه: “تعزيز الاستجابات أو الإجراءات التي تقترب تدريجيا من تحقيق الهدف وبصيغة أخرى : خطوة …خطوة… ، إمكانية تطوير استجابات الفرد نحو تحقيق الهدف وذلك بتعزيز بعضها أو تعزيز الاستجابات الصحيحة منها “. وبذلك يكون سكنر قد استخدم مصطلح تشكيل السّلوك كأسلوب لتدريب الكائن الحي على إنجازِ الأعمال المعقدة ، والتي تكون أكبر من إمكانياته العادية ، ويتم تشكيل السلوك حسب نظرية سكنر من خلال سلسلة من الاستجابات الناجحة القريبة من السلوك المطلوب. خطوات تشكيل السلوك تكون خطوات تشكيل السلوك كالآتي: تحديد السلوك النهائي بدقة متناهية. تحديد السلوك الذي سنبدأ به، وهو ما يسمى بالسلوك المدخلي أو نقطة البداية وهو ما يتم تحديده قبل فترة وجيزة من بدء الخطة وذلك بالملاحظة المباشرة لسلوكيات الفرد. اختيار معززات فعالة بهدف الحفاظ على الدافعية وتشمل المعززات أنواعا مختلفة كالمعززات المادية ، والغذائية ، والرمزية ، والنشاطة، والاجتماعية. الاستمرار والتكرار. الانتقال تدريجيا من اكتساب سلوك إلى آخر، كونها عملية تراكمية .
التعليقات مغلقة.