تركي السديري ..ملك في صاحبة الجلالة . فيلمه الوثائقي ( ملك الصحافة ) يحصد الجائزة الذهبية بمهرجان السعودية.
كتب : جمال البدراوي وغادة حمدي :
حصد فيلم “قصة ملك الصحافة” الذي يحكي مسيرة الكاتب الصحفي الكبير والراحل / تركي السديري رئيس تحرير جريدة “الرياض”جائزة النخلة الذهبية لجائزة لجنة التحكيم الذي أخرجه وأنتجه الشقيقان حسن وعلي سعيد المدلوح خلال مهرجان أفلام السعودية الذي تنظمه جمعية السينما بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء”، وبدعم من هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة بمدينة الظهران (شرق السعودية..
عندما يطلق عليه جلالة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز لقب “ملك الصحافة” فهو لقب لم يأت من فراغ إذ كان مشوار الراحل الكاتب الصحفي الكبير تركي السديري مليئًا بالصعاب ولم تكن رحلته الصحفية سهلة وميسرة تفاصيل مشواره عرضها الفيلم الوثائقي “قصة ملك الصحافة” خلال مهرجان أفلام السعودية والذي فاز بالجائزة الذهبية الأولي في هذا المهرجان في نسخته التاسعه علي يد المخرج المبدع السعودي علي سعيد والذي تناول التجربة المؤثرة للأستاذ تركي السديري على امتداد نصف قرن قام بسردها نخبة من نجوم الصحافة والثقافة بكل سحر وجاذبية بين 78 فيلمًا ضمن 48 مجموعة عرض
فيلم “قصة ملك الصحافة” من إخراج حسن سعيد وإنتاج الأخوين علي وحسن سعيد.
مسيرة استمرت 50 عامًا
الفيلم يروي تجربة السديري المهمة في عالم الصحافة، إذ بدأ حياته المهنية محررًا للشؤون الرياضية، قبل أن ينتقل إلى الشؤون السياسية، ثم التحق بصحيفة “الرياض”، وأصبح في وقت قياسي مساعدًا لمدير التحرير ومشرفًا صحفيًا وإداريُا على القسم المحلّي والسياسي.
وعمل الكاتب السعودي الراحل تركي السديري، وهو من مواليد 1963 في بداية مشواره المهني كمحرر رياضي وسياسي قبل أن يلتحق بجريدة “الرياض” التي تولى رئاسة تحريرها عام 1974 عندما كان في الثلاثين من عمره واستمر في منصبه 41 عاما وانعكس وجوده على تطور وأداء الجريدة ونسب التوزيع المرتفعة ً.
وكانت للسديري مسيرة إعلامية حافلة، فقد اختير رئيساً للجنة التأسيسية لهيئة الصحافيين السعوديين، وانتخب رئيساً للهيئة في 2004 و2008، كما انتخب رئيساً لاتحاد الصحافة الخليجية في دورتي 2005 و2009.
وشغل منصب رئيس هيئة الصحفيين السعوديين وانتخب كأول رئيس لاتحاد الصحافة الخليجية منذ عام حتى وفاته في 2017
السديري سيرة وطنية لكاتب ما زالت سيرته العطره عالقة في الذاكرة الإعلامية وبالأذهان على رغم مرور 6 سنوات على رحيله إذ لقبه الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، بـ “ملك الصحافة” وعلى رغم مفارقته الحياة قبل أن يشهد عملية التحول التي تشهدها البلاد
الفيلم الوثائقي “قصة ملك الصحافة” تناول سيرة تركي السديري شارك فيه عدد من الشخصيات البارزة كالباحث والكاتب العراقي رشيد الخيون، ورئيس التحرير الأسبق لجريدة “الشرق” عبدالرحمن الراشد، ومدير قناتي العربية والحدث ممدوح المهيني، والنائب السابق لرئيس تحرير جريدة “الرياض” يوسف الكويليت، حيث سردوا قصة مشوارهم المهني مع الراحل، وما حملته من مواقف بقيت خالدة في الذاكرة.
وشهد عرض الفيلم حضوراً لافتاً من الإعلاميين السعوديين، وهو ما اعتبره المؤلف علي سعيد “دليلاً على الوفاء لشخصية تاريخية، ولا يمكن لأي شخص عمل في هذا المجال إلا ويجد نفسه متوقفاً أمامها كتجربة فريدة واستثنائية”.
وقال سعيد إن “فكرة الفيلم بدأت مع كتابة مقالة لي أشيد فيها بتجربة تركي السديري ومساهمته في احتضان المواهب الصحافية، إذا كنت أحدهم، حيث سمح لي بالعمل في الصحافة الثقافية بالمنطقة الشرقية، ووفر لي كافة سبل النجاح، عندها هاتفني ابنه كي يشكرني على المقال، وخلال المهاتفة عرضت عليه الفكرة فرحب بها وبعد ذلك انتقلنا للاطلاع على الأرشيف، ووضع سيناريو هدفه سرد الحكاية من جانب روائي وعاطفي”.
وتابع قائلاً “عملت على هذا المشروع موقناً بسهولته، كون السديري شخصية معروفة؛ لكن واجهتنا مفاجآت عدة، وكذلك معلومات تحتاج إلى تدقيق”، موضحاً أن الإعلام والصحافة في السعودية بحاجة لعدد من الأفلام الوثائقية “وفيها تناقش حالها وإلى أين وصلت، وهذا ما سنعمل عليه مستقبلاً عبر أفلام مقبلة”.”
ومن ناحية أخري أشار سعيد إلى أن العمل على الفيلم استغرق عامين ونصف، لما تطلبه من عمليات بحث عن الشخصية وتحديث المعلومات، كون السديري “شخصية وطنية وملهمة، ولها أبعادها المتعددة”.
وعن الشخصية التي لعبت دور تركي السديري، قال سعيد “اخترنا الديكودراما لتجسيد دور الكاتب الراحل؛ لأنه لا توجد لقطات عامة مؤرشفة له، كما استعنا بالممثل فيصل العتيبي ليخدم المشهد خصوصاً مع وجود تشابه كبير بينهما”.
وتعاون ابن الراحل تركي السديري الكاتب الصحفي والأعلامي مازن السديري مع صناع الفيلم وفتح مكتب الراحل وزوّد القائمين على الفيلم بأهم الوثائق، وقال: الوالد كان لديه قاعدة مهمة وهي أن الصحافة قاعدة الإعلام، وإذا كانت هنالك صحافة قوية، سوف يكون هنالك تليفزيون قوي وإعلام قوي وغيره ومن المعروف أن للراحل قامتان إعلاميتان وأدبيتان هما الكاتب الصحفي والأعلامي الكبير مازن السديري والأديبة والكاتبة القديرة / هند السديري.
وزير الأعلام .. يعلق
ومن جانبه أشاد وزير الإعلام سلمان الدوسري بالفيلم الوثائقي الذي يحكي قصة تركي السديري
وقال الوزير الدوسري في تغريدة له عبر حسابه في “تويتر”: “تابعت الفيلم الوثائقي الذي يتناول سيرة الراحل تركي السديري – رحمه الله -“.
وأردف: “هذا العمل يمثل رسالة توثيق ووفاء لقامة أمضت أكثر من 4 عقود في خدمة الصحافة والإعلام الوطني”.
وأضاف: “أستاذي أبو عبدالله مدرسة صحفية عربية مهمة، ترك بصمات خالدة في رسم ملامح صحافتنا، صحفيًا وإداريًا ووالدًا للصحفيين .”..
التعليقات مغلقة.