بقلم : د. محمود فوزي أحمد بدوي
أستاذ أصول التربية ، ووكيل كلية التربية لخدمة المجتمع وتنمية البيئة جامعة المنوفية
كلنا من تداعيات فيروس كورونا مكلوم، نشعر بغصة وألم تجاوز حد الشعور، تتلاطم فينا أفكار كلها من بعد سحيق تأتي، تعصف بكل ما يحقق لنا ثباتا أو اتزانا في النفس أو العقل أو الروح أو الجسد، او حتى التفاعل!
أصابنا ذلك البلاء –حقا-في صميم ما يدركه الانسان من وجوده، وهو أمنه واستقراره ومنعته، نعم إنه يعصف بالأرواح ويحصدها، وتعجز معه كل علل الاستشفاء أو التداوي الذي لا يترك أثرا!
سبحان الله لقد أوجعنا مصاب كورونا في أحبة وأقارب وأصدقاء ومعارف، وكثير من خلق الله، نعم قضوا نحبهم، ولم يتركوا من أعمارهم شيئا ، ووفوا في هذه الدنيا ، ولكن شعور الفقد بعلمنا أسبابه ، قد أوجعنا ومعه شعور أعمق بالضعف والعجز وقلة الحيلة ..نعم إنه مصاب يجعل العقول في حيرة شديدة ، ويدفعنا دفعا الى إعادة التفكير ، بل تغيير مداخل التفكير ، فيروس كورونا يا لك من كائن ضعيف وفقا لحالتك ، ويا لك من وحش حين تأخذ فرصتك أو تجد المجال الذي يمنحك قوتك …!
لا أشك أبدا ولا يراودني أي احساس في ايماني بأنك أكبر تحد من الخالق العظيم، الذي جعل من أصغر خلقه وأدقهم صنعه أكبر وأعظم من قدرات البشر، ومن ممكنات الانسان ذلك الذي يدعي أنه سيد الكون أو المتصرف في شئونه بغطرسة وغرور وتباهي ! ، لقد تلاشى ادعاؤك ، وذهب سدى برهانك ، أمام عظمة القدير الخالق العظيم المدبر ..
يا الله لقد وعي بعض خلقك الدرس، ولكنني أرى أن الكثيرين منهم مازالوا على عهدهم واستكبارهم وعنادهم وغلوائهم، سبحان الله ، ما الذي ينتظرون لكي يتوبوا الى خالقكم ، وأن يعلنوها صريحة قوية عظيمة مدوية ، نسلم لك يا الله بعظمتك وعظمة تدبيرك ، ونلوذ بحصنك المتين المنيع من غضبك ، ونستغفرك على اسرافنا في أمرنا ، ونتوب اليك عما صدر من قلوب انصرفت عنك ولم تستقم على طريقك وهداك المستقيم ..
يا رب كما جعلت من كورونا أثرا دامغا على عظمتك ، ومن ويلاته دليلا أصدق على قدرتك ، فاجعل لحياتنا بعد رفع البلاء آثارا أصدق من البلاء ، برحماتك وعفوك ورضاك وأمنك ، فسبحانك خلقتنا وخلقت الكون لكي نعبدك مخلصين ، ونسبح بحمدك راضين، يا قيوم السموات والأرض يا عليم يا كريم يا رحمن يا رحيم ..
يا رب اجعل آمالنا بعد كورونا أصدق في التوبة إليك والسير على منهجك الكريم المستقيم، في رضاك الكريم وفي رحابك وأمنك المستديم ..
اللهم ارزقنا شكرك وحمدك وحسن عبادتك واكتب لنا السلامة في الدنيا والدين، وفي الآخرة جنات النعيم ..
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي الكريم الكريم الرحمن الرحيم …
الحمد لله ..
التعليقات مغلقة.