بقلم:
المسـتشار
أسامـــة
الصعيدي
Osama
_elseidy@yahoo.com
دعونا نعيش فى دهاليز موضوع هذا المقال فى ظل حُمى التريندات التي تقود العقول إلى الصراع بدلاً من المعرفة، فثقافة التريندات هي ثقافة جديدة وجدت ضالتها فى عالم افتراضي “مواقع التواصل الاجتماعي” هذا العالم الذي يسعى إلى التقاط الحدث والتعليق عليه بأي صورة ممكنة، فلا يهم الدقة ولا مصدر الحدث ولا المصداقية، تلك الثقافة أو الظاهرة هي التي جعلت الجميع يتحدثون فى كل شيء تقريباً دون قواعد حاكمة لذلك ودون رابط، وأصبح الشخص الذي يؤثر الصمت على الكلام فيما لا يفقه هو الأكثر ندرة، فهذا العالم الافتراضي يتحدث بلغة السفهاء وهذه اللغة هي الجاذبة لأصحاب العقول الفارغة.
وفى ذات السياق تجد العقول الفارغة نفسها تائهة بين تريندات الفتاوى الشاذة من ناحية والفتاوى المتشددة والمتزمتة من ناحية أخرى، فيكون الصراع بين هذا وذاك لتحقيق مأرب خاصة من خلال نشر الفوضى فى المجتمع وسلبه من قيمة وتقاليده.
وفى ذات السياق أيضاً يجب التأكيد على الوعي وإعادة هيكلة فكر المتلقي عبر الفضائيات وفكر المتصدى لهذا العالم الافتراضي، عن طريق برامج توعويه تساهم فى بلورة فكر يملك الاستعداد لتلقي كل شيء بشكل واعً مع دقة معالجة كل المعلومات التي تتداولها الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي، على أن يشرف على تلك البرامج أهل الاختصاص، كما يجب التصدى بحزم لكل من يحاول بشكل فردي إصدار فتوى من الفتاوى العامة التي تتناول قضايا تهم الرأي العام.
وفى النهاية “يجب التأكيد على أن العلم دون ضمير هو خراب للروح واعتداء على قيم المجتمع وتقاليده، كما أن الجهل ليس فى غياب المعرفة فحسب بل فى رفض اكتسابها والبحث عنها”.
التعليقات مغلقة.