موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

بصمات المصريين فى كل الدنيا

احمد محارم كاتب صحفى ومحلل سياسى من نيويورك

ملايين البشر ذهبوا الى المملكة العربية السعودية وأدوا فريضة الحج واعتمروا وكانت لهم اجمل الذكريات ومنهم من عاد وكرر الزيارة وكان السؤال الذى تردد على السنة الكثيرين اعجابا وتقديرا او اندهاشا من مجمل الخدمات التى تقدمها حكومة المملكة العربية السعودية والاهتمام الكبير الذى توليه كافة المؤسسات لخدمة الحجاج والزائرين عند الطواف فى المسجد الحرام حول الكعبة او بين الصفا والمروة او عند زيارة المدينة المنورة والصلاة فى مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام كان الجميع فى حالة انبهار من كل ما تراه العيون والسؤال الذى تكرر عن نوعية رخام الأرضيات فى كلا المسجدين والذى لا يتاثر بحرارة الجو وقد ظن معظم الناس ان هناك نظام تبريد أسفل ارضية الرخام ولكن الحقيقة والتى ربما لا يعرفها كثيرين ان هذه النوعية من الرخام توصل اليها المهندس المصرى محمد كمال اسماعيل والذى بنى من قبل مجمع التحرير ودار القضاء العالى بالقاهرة وهذه النوعية من الرخام توجد فى جبل يقع بجزيرة يونانية ومن المواصفات الهامة لنوعية الرخام انه يعكس أشعة الشمس والضوء ويتعامل مع الرطوبة ليلا بنظام ويختلف عن تعامله مع الرطوبة نهارا ذهب الى هناك وتعاقد على الكمية المتاحة فى ذاك الوقت وتم تركيبها فى صحن الكعبة المشرفة وداخل الحرم الملكى بنجاح التجربة وبعد عدد من السنين اتخذ القرار بان يتم تركيب نفس النوعية من الرخام بالمسجد النبوى الشريف فى المدينة المنورة وعاد المهندس محمد اسماعيل ادراجه الى الجزيرة اليونانية وطلب شراء باقى الكمية وكانت الإجابة الغير متوقعة ان الكمية التى تبقت اشترتها شركة منذ ١٥ عاما وبجهد كبير توصلوا لمعلومات عن الشركة وعاد المهندس الى السعودية وبدا رحلة لم تكن سهلة للبحث عن هذه الشركة التى اشترت الكميات التى تبقت من نوعية الرخام كانت المفاجاة السارة ان الشركة كانت فى السعودية وان كمية الرخام بكاملها لازالت موجودة بمخازن الشركة صاحب الشركة انتقل الى جوار ربه وأثناء اللقاءات والحوار الذى دار ببن المهندس واصحاب الشركة او المسؤلين فيها قدم لهم شيك على بياض وقال لهم اى مبلغ تطلبونه نحن حاضرون وتملكت الدهشة اصحاب الشركة وسألوه عن سر هذا الاهتمام الكبير ولما اخبرهم بموضوع الرخام الذى وضع فى ارضية المسجد الحرام ونجاح التجربة والرغبة فى تنفيذ نفس الفكرة فى المسجد النبوى الشريف بالمدينة المنورة وكان رد اصحاب الشركة ان كمية الرخام المتواجد بالمخازن يعتبر هدية طالما ان الهدف جميل ونبيل هذه قصة ربما لم تتح الفرصة لكثيرين ان يسمعوا بها نستخلص اكثر من معنى عن معايير الحياة وتدابير القدر وعن الإخلاص والتفانى لعمل الخير وايضا ان ابناء مصر لهم بصمات قوية فى كل أنحاء المعمورة وهذا من فضل الله

التعليقات مغلقة.