اين انا !! سؤال.. هل من حقي أن أسأله ؟؟ ،،،،، أين أنا !!
بقلم / ولاء مصطفي
استأذنك أيها العمر الذي انفرط مني فتدحرج و تبعثر على بساط حجرات بيتي الحبيب كاللؤلؤات ..
بيتي الذي سقيته انت بقطرات عرقي حتي ارتوي فطرح بستانا من كل لذات الفرح و الطيبات .. أين أنا !!..
أين أنا أيها العمر الذي انفرط مني علي طاولة مطبخي متبعثرا بين أواني الطهي وبين اللحوم والخضروات..
عازفين معا سينفونية رائعه تشتهي روائحها البطون الفارغة و العقول التائهة جوعا متلهفه علي حتي الفتات..
فتطمئن البطون و تستقر العقول و الاذهان شاكرين باليمن و الدعوات ..أين أنا !!
استأذنك يا عمري أن تسمح لي بالسؤال .. واستحلفك ان توعدني بالجواب .. أين أنا!!
أين انا أيها العمر الذي انفرط مني فتبعثر تحت اقدام فلذات قلبي..
نعم.. وحبيب قلبي ..
و رفيق دربي وونيس حلو الأوقات..
لقد كنت لهم انت البساط السحري الذي طار بهم لأعلى الآفاق محلقا محققا لهم كافة الطلبات و الاحلام و الامنيات..
دون كلل ولا ملل ولا تعب..
فلا تعرف لليأس صيحات ولا للأمل خيبات..
بل كنت لهم طوال الرحله خير سند وخير زاد و زواد…. و اللهم أسألك الثبات..
نعم.. أعلم تماما أن كل هذا تاج على رأسي و رأسك.. نتزين به حتي الممات..
أعلم أن كل هذا من بعد الرسالات السماوية.. هو من أعظم الرسالات..
أعلم إنك خلقت لهم ومن أجلهم ..
و لقد كنت وما زلت لهم روح الحياه و ململم الشتات..
و لكن… و لكنى .. مازلت أسألك..
ولكن تلك المرة دون أن أستأذنك..
ولا في الجواب استحلفك..
بل اأمرك.. و بكل اللغات واللهجات ..
فاني اصبحت للاجابة ظمآنة
و زاغت امام عيني الاتجاهات..
و ما زال السؤال يجري… أين أنا!!
كان بداخلي حفل مقام و كنت أنا جميع أبطاله..
فكنت أنا المطرب و انا الشاعر وأنا العازف و أنا الرسام وأنا المصمم لأضوائه و ظلاله..
و كان لكل بطل منهم أحلام في عالم الورد متلألئا مزهوا بأعماله..
فأين ذهبوا !! أين ذهبوا جميعا !!
أانطفأت الأضواء و اسدل الستار على الحفل قبل اكتماله !!
أم دخل ابطال الحفل جميعا في ثبات عميق كنوم أهل الكهف منتظرين معاناة أهواله..
أ تبعثرت براعم ينابيع الموهبة الساكنة حدائق صدري مع تبعثر حباتك يا عمري..
أم ذهبت مع الريح و تلاشت مواهبي و تبخرت فيه الطموحات ..
اغرقت في بحر الحياه.. أم تهت في متاهة الدنيا مخيفة الدروب و الطرقات ..
حقا.. لقد ذبت أنا..
ذبت كالشمعة التي احترقت لتنير ظلام الآخرين..
نعم.. لقد ذبت في حياتهم فكنت لهم بمثابة قرص الدواء أو حبة الفيتامين..
ذبت فلم تعد لطموحاتي و لا لأحلامي رائحه سوى ذكرى العابرين..
و كأنهم أصبحوا أوراق مندثرة باليه متهلهلة دفنها غبار السنين..
نعم لقد ذبت .. ذبت و ذابت معي طموحاتي و ذهبت معها ملامحي..
فأخشى أن تسكن وجهي ملامح جديدة من شجن الأنين.. و معها تسكن صدري روح اليائسين البائسين ..
و الآن… فماذا افعل يا عمري..
سألتك أين أنا..
فَأيَقظً الجواب الحنين لماض جري..
لكنه ما زال تائها بين ماض جري..
و حاضر ما زال يجري..
حائرا.. مشتتا.. بل ممزقا داخلي بين مدي وجزري..
والآن.. أتسمح لي أن أستبدل سؤالي بسؤال..
و سأعد نفسي لأي أجابه..
و سأرضخ لأي احتمال..
أيستطيع حنيني للماضي أن يرفع الستار ثانية مضيئا لحفل طموحات عمري..
متحديا عابرا بل قافزا لكل حواجز الظروف و الأوقات و السن..
معلنا توقيتا جديدا لبداية ربيع زهري..
أم أستمر في حاضري كما أنا ناسية نفسي متناسية لقهري..
محاولة التظاهر بالوداعة..
لابسة قناع القناعة..
متوهمة التأقلم.. فَلعلي حقا أتأقلم و اغلق الماضى بظهري…..
رافعة لراية الاستسلام..
ہآسمةّ فَيَ سريَ معلُنْةّ فَيَ جهري ..
راضية يا ربي.. فإنه قدري……
جميله جدا جدا يا أستاذه ولاء
كلمان كلها إحساس ولمست قلوبنا
لكِ تحياتي وتقديري 🌹