موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

“الوطن المسكوت عليه لليهود!!..”

0

بقلم :
د. محمد المنشاوي..

أليس من الحكمة والعقل أن يكشف العالم عن الحقيقة التاريخية التى تخفيها إسرائيل والصهيونية العالمية عن الوطن المسكوت عليه لليهود ، لوقف مسلسل الإبادة للشعب الفلسطينى وتجنيب الشعوب حرب عالمية قد تأتى على الأخضر واليابس !! ..

فبدلًا من لجوء الرئيس ترمب لإستعراض القوة والتلويح بالتهديد والجحيم والإصرار على إستمرار فرض الظلم بالقوة على الفلسطينيين وتهجيرهم قسرًا ، على أمريكا والغرب أن تعترف بإسم ومكان الوطن الحقيقي لليهود الذى تخفيه الدعاية الصهيونية منذ ٢٨ مارس ١٩٢٨ ..

وليُحَكِم الأمريكان والغرب – ولو لمرة واحدة – بإسم الإنسانية منطق العقل لوقف معاناة نحو سبعة ملايين فلسطينى على مدى ما يزيد على خمسة وسبعين عاما بسبب التهجير والتشريد والإبادة الجماعيه وعودتهم إلى فلسطين التاريخية أو القبول – على الأقل – بإقامة دولتهم المستقلة فى الضفة والقطاع ..

فالحقيقة التاريخية التى تخفيها إسرائيل والصهيونية العالمية والتعتيم الإعلامي الصهيونى المنظم والموجه ، تتمثل فى وجود وطن اليهود الحقيقي الذى تأسس فى جمهورية أوبلاست السوفيتية وعاصمتها بيروبيدجان عام ١٩٣٤ ..
وجمهورية أوبلاست الذاتية الحكم هى أول دولة يهودية فى العالم توافد اليهود عليها من بقاع العالم إبتداءً من ٢٨ مارس ١٩٢٨ ..

وبدلًا من أن يُكتمل توافد اليهود من بقاع العالم على هذه الجمهورية اليهودية ، وجهت أمريكا وبريطانيا والإتحاد السوفيتي آنذاك المهاجرين اليهود وإقتلعتهم من بلادهم الأصلية التى كانوا يعيشون بها كبريطانيا وألمانيا وبولونيا وروسيا والولايات وغيرها ، ووجتهم إلى أرض فلسطين العربية ليغتصبوا أرضها ويبنوا دولتهم المزعومة ، وليحلوا محل الشعب الفلسطينى بعد تشريده من دياره وأراضيه فى أكبر جريمة تهجير جماعى وتغيير ديمغرافي من مدن القدس وحيفا ويافا وبيسان وعكا وغيرها بفلسطين التاريخية..

إن هذه الجمهورية تمثل الوطن الأول لليهود في العالم ، وقد ظلت كذلك أن ظهرت فكرة توطين اليهود فى فلسطين ونجح الصهاينه فى تحقيقها ، فصرفت الأنظار عن جمهورية اليهود الأولى التى تأسست سلميًا ومن دون حاجة لإغتصاب أرضٍ من سكانها الأصليين..

فلو أراد الرئيس ترمب حل هذه القضية الفلسطينية ووقف إراقة الدماء وتجنب إندلاع حرب عالمية ، فإن الأمر يتمثل فى العودة الآمنة لليهود إلى دولتهم “أوبلاست ” جمهورية اليهود الأصلية وعاصمتها “بيروبيدجان” ، فهى الوطن البديل فيما لو أرادت أمريكا والكيان الصهيونى حل القضية حلًا عادلًا شاملًا يريح الشعبين الفلسطينى واليهودى ، دون معاداة للسامية وأن ينعموا هناك بالثقافة اليهودية وأن يتحدثوا اليديشية ويتركوا فلسطين لسكانها الأصليين ..

وتؤكد الإحصائيات أن مساحة جمهورية أوبلاست تعادل مساحة سويسرا ، بما يتيح لليهود حلًا عادلًا ، حيث أن الكثافة السكانية بها تبلغ ١٤ نسمة فقط للميل المربع الواحد مقابل ٩٤٥ نسمة فى الميل المربع الواحد فى الأراضي الفلسطينية المغتصبة ..

وتؤكد المعلومات أن هذه الجمهورية اليهودية فى قد تأسست أساسًا بمساعدة اليهود الأمريكان ومنهم هيئة تشكلت لهذا الغرض ضمت مشاهير مثل عالم الفيزياء اليهودى الشهير آينيشتاين والكاتب الأمريكى الشهير جولدبيرج ..

غير أن اليهود ،وكدأبهم دائمًا ، كانوا قد كذبوا عندما قالوا إبان الحرب العالمية الثانية أنهم فى حاجة إلى وطن قومى فى أرض فلسطين حيث لم تكن هناك حاجة لتشريد الفلسطينيين والإستيلاء على وطنهم، فخيار الوطن كان متاحًا لهم ، لكنهم كذبوا وأرادوا فلسطين لرغبتهم فى السيطرة والإستيلاء على القدس ..

وفى النهاية ، لا يحتاج الأمر إلى مؤتمرات سلام دولية أو كثير من مبادرات سلام لوقف العنصرية والمذابح للأطفال والنساء والإبادة الجماعية والتهجير القسرى أو الطوعى للفلسطينيين من أرضهم الأصلية لوقف ظلم دام نحو خمسٍ وسبعين عاماً ، فى ظل توفر الوطن البديل لليهود ..

فالعالم في ظل بقاء ووجود هذا الظلم ، إنما يكرس لبقاء أكبر كارثة إنسانية فى التاريخ حطبها الأطفال والنساء على يد المحتل الصهيونى الغاصب رغم توفر الحل لو أراد الرئيس ترمب ومعسكره..!!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.