موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

النيل أمن قومي مصري

بقلم _ محمد داغر

لازم نفهم ما يحاك من مؤامرات صهيونية على مصر دائمآ النيل ما بعد نهب الفرات بالعراق ف للمياه أهميتها الكبرى في الفكر التوسعي الصهيوني و يمكن الاستدلال على ذلك بأقوال و تصريحات كبار رموز الحركة الصهيونية حيث قال هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية أن المؤسسين الحقيقيين للأرض الجديدة هم مهندسوا المياه فعليهم يعتمد كل شئ و صرح بن جوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل أن اليهود يخوضون مع العرب وخصوصآ مصر والعراق معركة مياه و على نتيجة هذه المعركة يتوقف مصير إسرائيل. و لم يشد ليفي اشكول رئيس الوزراء الاسرائيلى السابق أثناء حرب 67 و المدير العام لشركة ( ميكورث ) المائية الإسرائيلية عن الركب حيث قال أنه بدون المياه فإن الحلم الصهيوني لا يمكن تحقيقه فمن غير المياه لا تتسع الرقعة الزراعية و بدون توسع الزراعة لا يمكن أن يكون هناك أساس لحياة الشعب اليهودي في أرض إسرائيل بل و ذهب إسحاق شامير رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق إلى أبعد من ذلك حيث أعلن استعداده لتوقيع معاهدة حظر أسلحة الدمار الشامل

و قبول التفتيش على المنشآت النووية الإسرائيلية مقابل اشراك إسرائيل في اتفاقيات إعادة توزيع المياه في المنطقة و لعل هذا يفسر الأطماع الصهيونية في الموارد المائية العربية المتمثلة في نهر الأردن في فلسطين

و الأردن و نهر النيل في مصر و نهر الليطانى في لبنان. وتعود جذور الأطماع الصهيونية في مياه النيل إلى عام 1902 عندما تباحث هرتزل مع وزير المستعمرات البريطاني جوزيف تشيمبرلين على توطين اليهود في شبه جزيرة سيناء و اقترح هرتزل توصيل مياه النيل إلى سيناء عبر أنفاق تمر تحت قناة السويس و ذلك من أجل تهيئة سيناء لكي تكون صالحة لسكنى اليهود إلا أن المشروع تم رفضه بسبب تخوف بريطانيا من أن يؤثر مقترح هرتزل الخاص بتوصيل مياه النيل إلى سيناء على كمية المياه المخصصة لزراعة القطن في مصر و الذي كان محصولا هاما للسياسة الاستعمارية البريطانية في مصر. وتجددت الأطماع الصهيونية في مياه النيل مرة أخرى في عام 1974 عندما نشر اليشع كالى أحد مسئولي شركة ( تاحال ) المائية الإسرائيلية و التي تملك الحكومة الإسرائيلية 52% من أسهمها مقالا زعم فيه أن مشاكل إسرائيل المائية يمكن أن تحل و لفترة طويلة باستخدام واحد في المائة فقط (1%) من مياه النيل أى ما يعادل 800 مليون متر مكعب من أصل 80 مليار متر سنويا هو مجموع إيراد نهر النيل. وفي عام 1979 أكد اليعازر افتاى رئيس لجنة المياه بالكنيست آنذاك على ضرورة مطالبة إسرائيل لمصر بتوصيل مياه النيل إلى صحراء النقب قائلا: «انه ليس من المعقول أن تصب مياه النيل في البحر المتوسط بينما تعانى اسرائيل من مشكلة نقص المياه». تذكر هذه المقولة دائمآ فهذه الأطماع دفعت الكيان الصهيوني إلى إقامة علاقات وثيقة مع الدولة الإثيوبية دولة المصب و الانفصاليين التابعين لما يسمى بالحركة الشعبية لتحرير السودان في جنوب السودان و ذلك من أجل خنق مصر مائيآ و وضعها في موقف مائي صعب لإذلال مصر و التي تعد من إحدى دول المواجهة مع الكيان الصهيوني حيث كشف الخبير الاستراتيجي الإسرائيلى ارنون شوفير في كتابه ( صراعات المياه في الشرق الأوسط )

أن بلاده تقوم بدور مهم في أزمة مياه النيل مؤداه التأثير على أمن مصر المائي لأهداف سياسية و استراتيجية حيث اعترف شوفير أن إسرائيل يهمها زيادة حصة إثيوبيا من مياه النيل لأن هذا الأمر يعنى من وجهة النظر الإسرائيلية إعادة تقسيم مياه النيل بشكل جديد بما يناسب أهدافهم. وفي كتاب صدر عام 2003 عن مركز ديَّان لأبحاث الشرق الأوسط و إفريقيا التابع لجامعة تل أبيب بعنوان

( إسرائيل و حركة تحرير جنوب السودان نقطة البداية و مرحلة الانطلاق ) كشف موشيه فرجى العميد المتقاعد وثيق الصلة بالدوائر الاستخباراتية الإسرائيلية أن إسرائيل قد ساهمت في إنشاء ما يسمى بـ( الحركة الشعبية لتحرير السودان ) في عام 1983 بقيادة جون جارانج الضابط الجنوبي المنشق عن الجيش السوداني حيث زودته بأسلحة متقدمة

و دربت عشرة من كوادر الحركة على قيادة مقاتلات جوية خفيفة لمهاجمة القوات التابعة لحكومة الخرطوم ووفرت له صورا عن مواقع القوات الحكومية التقطتها أقمارها الصناعية كما أرسلت إسرائيل خبرائها لمساعدة الانفصاليين على وضع خطط القتال. و في دراسة قدمتها يهوديت روبين الباحثة بمركز ديان تناولت الدعم الصهيوني لمتمردى جنوب السودان قالت أن إسرائيل لعبت دورا في تعميق الفجوة بين الأطراف المتصارعة من أجل بلوغ هدف تفتيت السودان وحدث بالفعل لتجريد مصر من عمقها الاستراتيجي و شغل السودان بهمومه الداخلية. وعلى الرغم من تعاقب الأنظمة السياسية على إثيوبيا إلا أن العلاقات الإسرائيلية الإثيوبية ظلت قوية في عهود كلا من الإمبراطور هيلاسلاسى و الزعيم الشيوعي منجستو ماريام و رئيس الوزراء الراحل ميليس زيناوى حيث قامت إسرائيل بتوظيف قدراتها العسكرية لتقوية النظام السياسي الإثيوبى من خلال إرسال خبراء في المجال الأمنى و العسكري لإعداد

و تدريب القوات المسلحة الإثيوبية و بفضل الدعم الإسرائيلى المستمر و تشجيع الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت إثيوبيا من القوى الكبرى في القرن الأفريقى التابع لإسرائيل. وقد سعت إسرائيل في عهد منجستو ماريام لاتخاذ إثيوبيا قاعدة للتنسيق مع متمردي جنوب السودان الذي يحتوى على حوض بحر الجبل المكون الأول للنيل الأبيض و الذي يعد أحد روافد نهر النيل و بذلك تكتمل حلقات السيطرة على منابع النيل.

2 تعليقات
  1. ايمن يقول

    مقال مميز
    كل التحية والتقدير لمجهود الاستاذ محمد داغر
    وبالتوفيق دائما إن شاء الله

  2. Khalifa يقول

    هيلاسلاسى امبراطور اثيوبيا السابق يطلق عليه أسد يهوذا ولهم علاقة عضوية قديمة جدا باليهود وقد أفلح اقباط مصر قديما عندما أدخلوا المسيحية الى أثيوبيا
    واحتلال إيطاليا لاثيوبيا فى الثلاثينيات كان بهدف منع النيل عن مصر للأضرار ببريطانيا ومن هنا تم توقيع العديد من الاتفاقيات لضمان تدفق النيل
    وتم شراء المنطقة التى فى سد النهضة من الحكومة المصرية بإسم حكومة السودان عام 1902 لأنها المنطقة الوحيدة التى يمكن ان يقام فيها سد يممع النيل عن مصر
    ومنحت مصر اثيوبيا مقر منظمة الوحدة الإفريقية بدلا من القاهرة لإرضاء هيلاسلاسى الذى رفض الاضرار بمصر
    حرك الأتحاد السوفيتي الشاويش منجستو الشيوعى للإطاحة وقتل هيلاسلاسى نكاية فى السادات بعدما أعلن 99 من اوراق اللعبة فى يد امريكا
    فى عهد المعز لدين الله الفاطمى انقطع النيل وجاعت مصر وأخبر احد التجار عن حدوث زلزال ضخم فى الحبشة أسقطت صخرة ضخمة منعت تدفق النيل الى مصر فأرسل الخليفة هدية ثمينة الى حاكم الحبشة الذى قام بالفعل بتحريك الصخرة وعاد النيل الى التدفق
    هناك حديث عن سبدنا النبى ان النيل أحد انهار الجنة وشقة سيدنا جبريل بجناحة
    النيل هبة الله الى مصر التى هى هبة المصريين وللعالمين

التعليقات مغلقة.