بقلم : أ.د. محمود فوزي أحمد بدوي
أستاذ أصول التربية، ووكيل كلية التربية –جامعة المنوفية.
لا يمكن أن ننكر جميعا حجم التأثيرات التي أحدثها تفشي فيروس كورون (COVID. 19)، سواء على مستوى الفكر أو ردة الفعل، أو النظرة المقرونة به وبخصائصه التي فرضت حالة شبه كاملة للتباعد الاجتماعي والتفكير المشروط في إيجاد قنوات للتواصل بعيدة عن التواصل النمطي في التفاعلات وادارة التجمعات البشرية.
فذهبت الأقلام والأفكار والرؤى والتطبيقات الآنية الى الاستفادة الكاملة من المعطى الرقمي وتوظيف آلياته المتعددة في التواصل والتفاعل وتبادل الرسائل والأدوار المختلفة وفقا للهدف من التواصل واتجاهاته في كل ميادين وقطاعات المجتمع .
وانسحب هذا الأمر جملة وتفصيلا في الدعوات المستمرة لتطوير التعليم أو لنقل نظام التعليم ليصبح رقميا (الكترونيا) دون النظر إلى الاحتياجات الأخرى المتعلقة بالتعليم النمطي وجها لوجهة (Traditional Learning)، حتى مع الدعوة لتفعيل ما يسمى بالتعليم الهجين (المدمج) (Plended Learning) ، إلا أن النظرة العامة هي ضرورة تفعيل منظومة التعليم الالكتروني كاملة!
والسؤال الذي ينبغي أن نقف عنده بانتباه شديد وبقوة هو:
(هل يعتبر تفشي فيروس كورونا شيئا مستقرا حتى يمثل تحديا مستقبليا يتم على ضوئه التفكير في تطوير التعليم ؟!)
أم أن (كورونا) يعد مرضا من الأمراض سيتم بإذن الله التداوي منه، ومن ثم العودة الى الحياة الطبيعية مرة أخرى ؟!
إن الهدف من طرح هذا السؤال هو:
ضرورة التعامل مع كورونا على أنه مرض وسيتعافى منه العالم، ومن ثم فان حاجتنا الى تطوير التعليم ونظامه ينبغي أن يأخذ في اعتباره طبيعة الاتجاهات والتغيرات التي لها التأثير الكبير في التطوير واتجاهاته، لا الوقوف عند مرض واعتباره ركيزة للتطوير، حتى لا تضيع أفكارنا سدى، واجتهاداتنا ازدراءا، ويحدث ما لا تحمد عقباه في واقعنا ومستقبلنا!
مجرد وجهة نظر
التعليقات مغلقة.