موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

” المسرح الخر……..ساني “

كتب جمال البدراوي وغادة حمدي
بناء الانسان يأتي من بناء المكان، أكثر ما يقلق المسرحي هو أين سوف يمارس شغفه المسرحي، أتذكر في السابق معاناة العديد من الفرق المسرحية في إيجاد مساحات لممارسة البروفات بمختلف عناصرها، مسرح السامر في جمهورية مصر العربية هو من أطلاق شرارة كتابة هذا المقال وحفزني لكتابة هذا المقال.

مسرح السامر يعاد إفتتاحه بعد أغلاق أستمر لنحو 31 عاماً، عام 1970 تم بناء المسرح ليكون متنفس لسكان القاهرة، بعد ذلك أقر سعد الدين وهبه أول طاقم أداري به، مسرح السامر تعرض لحريق عام 1975 وبعد إعادة ترميمه تم افتتاحة عام 1978 ثم تأثر هذا المسرح من الزلزال عام 1992 وتم أغلاقه، حتى أن تم ترميمه مؤخراً وأعيد إفتتاحه مرة أخرى للممارسين والجمهور العام الحالي 2023، وأعتقد انه تم الاستعانه به لإستضافة بعض عروض المهرجان القومي للمسرح المصري لهذا العام.
المحفز في سيرة مسرح السامر أن الإنسان أصبح لديه محبه، شغف، إرتباط، إصرار لإعادة بناء وترميم البناء المسرحي لإنه يعلم بمقدار تأثيره عليه، هناك عدد من الدول العربية تفتقر للبناء المسرحي وأعني هنا بالبناء المسرحي البنية التحتية من مسارح وقاعات تدريب، يتضح ذلك جلياً في استضافة هذه الدول للفعاليات والمهرجانات المسرحية المختلفة التي تقام في مسارح للأسف اقل ما يقال عنها ان لا تصلح للاستخدام المسرحي هذه المباني اما متهالكة وتحتاج الى ترميم سريع او تفتقر الى الإمكانات التقنية المختلفة، نحن كمسرحيين نحتاج الى بناء مسرحي متكامل نستطيع ان نمارس ونقدم فيه نتاجنا المسرحي، قد يذهب البعض بعد قراءة هذه السطور لماذا لا تمارس المسرح في الشارع وتستخدم مسرح الشارع لذلك، لماذا لا تتأقلم مع وضعك الحالي أو تقدم مسرحك في الهواء الطلق والامكان المفتوحة نعم نستطيع فعل ذلك، وللتوضيح لأهمية احتياج المسرحي للمسرح كبناء، أقول وبكل بساطة ” المكان امان ” هذا البناء هو بيت لكل المسرحيين، البناء المسرحي هو أعتراف من الجميع بأن المسرح موجود ومدعوم، المسرح كبناء هو مكان التجمع، معمل التجارب، مركز التدريب.
من أهم مسببات تواجد المسرح كبناء منذ عشرات السنين هو إيجاد كادر إداري وفني متخصص لتسيير عمل هذه المنشأة المسرحية والمحافظة عليها والقيام بالصيانة الروتينية المستمرة التي تكفل استمرار هذا البناء، أتذكر في احدى الدول العربية توقفت فعالياتها المسرحية بسبب أن أغلب مسارحها بحاجة لنظام اطفاء الحرائق هل يعقل ذلك، قدمت عرضاً مسرحياً في جمهورية اذربيجان في مسرح قديم جداً، عند معاينة فريق العرض المسرحي للمبنى وقاعة العرض وجدنا أمامنا فريق فني وإداري كبير جداً يعمل في هذا المسرح أطلعنا على ورش الخياطة، النجارة، المستودعات، كان كل شيء هناك مرتب ومنظم وتحت مسؤولية شخص متخصص مما ساهم في المحافظة على هذه المباني المسرحية لوقت طويل وهي في حالة جيدة.
حديثي السابق عن بعض الدول العربية التي تمتلك مباني للمسرح، هناك بعض الدول العربية المؤسسات المعنية بالمسرح لا تمتلك مسرحاً واحداً على أقل تقدير وتدفع مبالغ هائلة لإقامة فعالياتها المسرحية في مسارح مستأجرة سيئة جداً تصرف عليها مبالغ مالية إضافية أخرى لمحاولة ملائمتها للعروض المسرحية، أليس من الأولى على هذه المؤسسات والهيئات المعنية في المسرح التوجه مباشرة لبناء بنية تحتية متخصصة في المسرح وإنعاش الوسط المسرحي بها، عموماً المسرح كبناء في دولنا العربية يحتاج إلى خطة إنقاذ سريعة والمحافظة والقيام عليه ووضع المخصصات المالية المناسبة للنهوض به، أتمنى أن تخصص بعض الندوات في المهرجانات لمناقشة مثل هذه المواضيع مع استضافة المتخصصين من مهندسين وخبراء عملوا في هذا المجال للخروج بتوصيات للمحافظة بشكل علمي على هذه المباني المسرحية.
سامي الزهراني
ممثل ومخرج مسرحي

التعليقات مغلقة.