بقلم : هناء خليفة
الضمير… هو الكنز الحقيقي للإنسان و القوة الخفية الكامنة التى يحملها داخل أعماقة ،وهو القائد ألذى يوجه الإنسان ويحكم سلوكه، وهو ألمبادىء والقيم والأحاسيس والمشاعر ،والصوت الداخلى ألذى يهمس للإنسان قبل فعل اى شيء ويقول هذا حلال وهذا حرام.
ويختلف مقياس الضمير من شخص لأخر كلآ على حسب بيئته وتربيته والظروف المحيطة به ،ويظهر ذلك فى سلوكه و دوافعه.
وهناك ” الضمير الحى ”
وهو أن أرى الله فى كل ما أفعل أو حتى مايدور بداخلي ، وأشعر أن الله يراقبنى ويراقب أفعالي ،وأيضا مراقبة النفس فى كل شيء.
وهو الذى يحيا الإنسان ويحثه على فعل الخير والصواب مهما كلفه الامر ،
لأن الضمير هو الذى يؤنب على فعل الذنب والمعاصى ،ويدعو الى التوبة والاستغفار والرجوع إلى الله ،و يزيد من إيمانك وقوتك وبصيرتك،وهو صدق الإنسان مع نفسه قبل صدقه مع الأخرين،كما أنه يقوم بمعاقبة النفس قبل معاقبة الأخرين .
اما ” الضمير الميت ”
هو غياب الأخلاق والألتزام والضمير فى السلوك والأفعال.
موت الضمير يؤذى صاحبه قبل الأخرين، ويجعله يسير نحو الإستمرار فى طريق الضلال دون ندم ودون الرجوع للحق،وهذا يؤدى إلى الهلاك ، فإذا مات الضمير لا تنتظر من الدنيا السلام .
كيفية تنمية وتعزيز الضمير ..
“مراقبة الذات وإصلاحها”
وهى أن أراقب ذاتى ،كي أعزز مقدار الإلتزام وأسلك طريق الخير والصواب، وأتعلم من أخطائي لتجنب تكرارها…فكيف لى ان أعزز تنمية ضميري وأنا لا أعترف بأخطائي ؟
وقال تعالى “إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ” سورة الرعد .
“التعاطف مع الأخرين”
التعاطف هو الإحساس بالأخرين وعدم مهاجمتهم عن الخطأ بصورة متسرعة قبل أن أضع نفسي مكانهم لكى أفسر معرفة سبب الخطأ والظروف والدوافع الذى أدت اليه ،وأعمل على حلها ..نعم أعمل على حلها وأدعوا إلى الصواب ،كى أشعر بتعزيز الإلتزام تجاه الفرد وإصلاح المجتمع اذا كان ذلك فى مقدرتي.
وقال تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ (آل عمران)
“تحمل المسئولية”
يجب على كل إنسان أن يتحمل المسئولية،ويفكر جيدآ ويسمع صوت ضميره الحي كى يحصد النتائج الإيجابية التى تعود عليه بالخير ورضى الله سبحانه وتعالى، وينصت لسماع صوت ضميره الصادق كي لا يؤذى نفسه أولآ ومن حوله،فكل من نحصل عليه من نتائج فى حياتنا ..هو نتيجة أعمالنا وأفكارنا.
قال تعالى: «فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره.. ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره»، (سورة الزلزلة).
ألكنز الحقيقي يكمن بداخلك انت ،إنه الضمير الحي و النور ألذي لا ينطفىء ،فقد خلقنا الله سبحانه وتعالى وزرع بداخلنا بذرة الخير ،ولكن علينا جميعا أن نغذى هذه البذرة ونرتقى بأخلاقنا ونسمو بمشاعرنا ونشعل شمعة النور بداخلنا وننصت لصوتنا الداخلي ونراعى ضمائرنا فى كل شيء .
” أحيوا ضمائركم وقفوا مع ذاتكم وحاسبوا أنفسكم وأرجعوا إلى الله حتى تحافظوا على هذا الكنز العظيم”
التعليقات مغلقة.