بقلم هناء خليفة
العطاء منحة من الله سبحانه وتعالى يمنحه للبعض للتواصل والمحبة بين البشر وترطيبا للمشاعر الانسانية بينهم .وهو طاقة حب.. كلمة طيبة.. ابتسامة لطيفة ..تحفيز ودعم للآخرين…تعاطف إنساني ..حب الخير للغير دون هدف او شرط او مقابل . وهو ليس مجرد كلمة ،ولاشرطا ان يكون ماديا .بل هو جبرا للخواطر، وحبا واحتراما وتقديرا للاخرين ،وهو أن تضع نفسك مكان الاخر حتى تكاد تشعر بنفس ما يشعر به وهذا النوع من العطاء هنا يختلف عن عطاء الام لولدها او الاب لاولادة اما العطاء المقصود هنا هو التعاطف اوعطاء الفرد للاخر.
يقول علماء النفس، إن التعاطف يزداد كلما ارتقى الإنسان في مراحل التطور النفسي، عندها، يتهذب سلوكه واتجاهاته وافكاره ،ويصبح تعامله أفضل مع الآخرين بنفسا راضية ،
وايضآ كلما ازداد الوعي للفرد يدرك ان هناك رابطا إنسانيا يجمعهم ببعضهم البعض مهما اختلفوا.
ولكن العطاء قد يكون لمن يستحق ،بمعني ان هناك قلوبا طيبة تستحق ان تمنح العطاء والحب والدعم النفسي والمساعدة بعدة جوانب فى الحياة وعلى الجانب الاخر
هناك قلوب خبيثة سامة لاتستحق العطاء و يجب الحذر منها لانها مصاصة للطاقة الايجابية وتعتقد ان لها الحق فى العطاء ولا تحب الخير للغير.
وهنا وفي هذا المقال نسلط الضوء على بعض السمات السلبية التي يمكن أن تكون لتلك الشخصيات السامة التي تصادفنا فى الحياة.
بهدف التوعية والتوجيه للتعرف على بعض السلوكيات الضارة لدى هذه الشخصيات لانها موجودة بيننا ويجب الحذر في التعامل معهم ،هذا مجرد توعية وتوجيه ،وليس اساءة لتلك الشخصيات. وعلى سبيل المثال
من “صفات الشخصيات السامة ”
ان لديها صفات سلبية لاتتفق مع القيم والأخلاق والدين ودائما تؤدى إلي تدهور العلاقات سواء شخصية او اجتماعية..ومنها..
الغدر و الخيانة.. فهذه شخصيات مريضة تستغل ثقة الآخرين لهم وتزيف الحقائق لتحقيق أهدافها الشخصية دون رحمة ،مما يسبب آلامًا وصدمات نفسية للأشخاص الذين تثق بهم و اصحاب العطاء الى جانب ، السيطرة و التلاعب والتحكم فى الاخرين وتضليلهم واستغلال ضعفهم و أمورهم الشخصية لتحقيق اهدافهم الخاصة دون الاهتمام بمشاعر الآخرين.نعم الشخصيات السامة..هم اصحاب الضمير الميت الذي يحاول تشويه سمعة الآخرين عن طريق نشر الأكاذيب والشائعات التي لا وجود لها من الاساس دون خجل او احراج بهدف تفتيت العلاقات بين الناس وبدافع إلحاق الضرر بهم.
و من سماتهم الدفينة أيضا الغيرة و الحقد تجاه تقدم ونجاح وطموح وانجازات الاخرين والسعي لإفساد ذلك،مما يؤدي إلى تدهور العلاقات الشخصيةو الاجتماعية .وحتما تدفعهم الأنانية لتحقيق مصالحهم الشخصية فقط دون أن يهتموا بالآخرين، لتحقيق المزيد من النجاح و الثروة والسلطة وعلو الشأن على حساب الآخرين دون رحمة ولاشفقة،ويؤدى ذلك إلى الانهيار الأخلاقي والاجتماعي.فى المجتمع و الصفات الخبيثة السامة صفات سلبية تستحق الحذر والانتباه والتوعية في التعامل معها والانتباه من علامات الاحتيال والتلاعب .
وللحفاظ على صحتنا النفسية والعاطفية يجب ضرورة الابتعاد عن السمات السلبية والاصلاح من انفسنا والتقرب إلي الله تعالي ،حتي تحيا شعلة النور والعطاء بداخلنا وهي “ضمائرنا “ويزداد حبنا لانفسنا وللغير الى جانب بعث الثقة والاحترام المتبادل في العلاقات والتعاملات،مع الاخرين و التفكير بشكل موضوعي وسليم وان نتعاون مع البعض بحب ودعم وعطاء ،وان ندرك جيدا ” ان الله سبحانه وتعالى يرى ضمائرنا قبل اعمالنا” وان الحياة مجرد” رحلة ” ويجب ان نتعامل بحب وضمير حتى نترك اثرآ طيبآ فى ذهن كل من يعرفنا ويتعامل معنا.
ومن هنا يأتي السؤال..هل يمكن للشخص السام ان يتعافي ؟ نعم يمكن ..عن طريق مراقبة افعاله وسلوكة مع الغير ثم يبدآ بنية التغيير للافضل والتوكل على الله وتغيير أفكاره وتعديل سلوكه بالتدريج وحب الخير للغير وزيادة العطاء ومن هنا يصبح المرء مُعالجًا ذاتيًا لـنفسه معطاء و ودود ،حتي ينتشر الخير على الارض ،وكما يُقال.. من لم يـكُن نورًا لنفسه لن تسعفه كُل أضواء المدينة.
التعليقات مغلقة.