موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

العالم بين الحقيقة والوهم: هل فقدنا أنفسنا؟ بقلم: د. إيفا فارس خبيره الاتيكيت والبروتوكول

0

خلال الفترة القصيرة الماضية، شهد مجتمعنا ظواهر غريبة لم نعتد عليها، أبرزها جرائم القتل البشعة التي انتشرت في الأيام الأخيرة. ويرى العديد من المتخصصين أن هذه الجرائم تعود في جزء كبير منها إلى تفشي المخدرات، التي أصبحت تُنتج بأنواع جديدة ومجهولة، تتطور بشكل مقلق مع تطور الحياة نفسها.

لكن، ما هذا العالم الذي نحيا فيه؟ هل أصبح الإنسان عدو نفسه؟ هل باتت القسوة والشر والكراهية سمات أساسية في مجتمعاتنا؟ هذا هو المشهد الذي نراه أمامنا، لكن عندما نتوقف فقط عند هذه الصورة السلبية، فإننا نجذب إلى عالمنا طاقة من خيبة الأمل والإحباط.

البحث عن الحل في المكان الخطأ

تخيل معي المشهد التالي: أنت في منزلك، ومعك مفاتيح سيارتك، ثم فجأة ينقطع التيار الكهربائي، فيعمّ الظلام. تبدأ في البحث عن المفتاح لكنك لا تراه بسبب العتمة. وبعد محاولات فاشلة، تلاحظ ضوءاً ينبعث من الخارج، فتقرر أن تخرج إلى الشارع للبحث عنه في النور. تستمر في البحث هناك، ويأتي جيرانك لمساعدتك، حتى يسألك أحدهم: “أين كنت عندما فقدت المفتاح؟” فتجيبه: “كنت في المنزل.” فيسألك متعجباً: “إذاً، لماذا تبحث عنه في الشارع؟”

قد يبدو الأمر مضحكاً، لكنه للأسف يمثل واقعنا في كثير من الأحيان. عندما نواجه مشكلة أو موقفاً صعباً، نهرب من داخلنا، ونبحث عن الحلول في الخارج، في أماكن بعيدة عن ذواتنا. تتراكم الهموم، تزداد الانكسارات، ويستمر الهروب، فيجد بعض الشباب في المخدرات وسيلة للهروب أو لفقدان الوعي، بدلاً من البحث عن ذواتهم الحقيقية.

التغيير… هل يعيدنا إلى فطرتنا أم يجرّنا إلى الضياع؟

هناك من يكتشف أن ذاته لم تعد كما كانت، فقدرة العالم على تغييرنا تفوق أحياناً قدرتنا على التمسك بأنفسنا. وهنا يبرز السؤال: هل هذا التغيير يمكن أن يعيدنا إلى فطرتنا الأولى، أم أنه سيجرفنا إلى أنهار من اليأس وعدم الرضا حتى نصل إلى نقطة اللاعودة؟

أترك لك الإجابة… فربما يفتح هذا السؤال آفاقاً جديدة للتفكير، تساعدنا على إعادة صياغة عالمنا بطريقة أفضل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.