كتب: أمير رفاعي
قال الدكتور “فريد شوقي”، عضو الهيئة العليا لحزب العدل وأمين محافظة الإسكندرية، إن العدو قد تمكن من إحداث دمار شامل في الشرق الأوسط، حيث نجح في تفتيت الوحدة الوطنية وزرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، مما أدى إلى تآكل الجسد الآمن إلى كيانات متناحرة، تتصارع فيما بينها دون أي جهد من العدو، ودون أن ينفق دولاراً واحداً. لقد خرج الوطن العربي جريحاً، ينزف يومياً من دماء الأبرياء الذين لا ذنب لهم، وذلك على مدى 13 عاماً متواصلة. وبنهاية عام 2024، ستكون النتيجة خمس دول كبيرة ومؤثرة بلا رؤساء (لبنان، سوريا، السودان، اليمن، ليبيا)، وهي دول كانت تمثل قوة كبيرة للعالم العربي، لكن بإذن الله ستعود أقوى من ذي قبل إذا اتفقنا على هدف واحد، وهو الصمود وتوحيد الصفوف في مواجهة الكيان المحتل.
الذئب يظهر الآن متغطرساً، يتحدث كالبومة التي تقف على تلال الخراب، ويخاطبنا من منابره الإعلامية ليعلن أنه سيغير وجه الشرق الأوسط. وللأسف، نرى بعض الناس قد ابتلعوا الطعم، واحتفلوا بالأسماء التي بدت للوهلة الأولى رحيمة، ولكن باطنها كان عذاباً.
ففي اليوم التالي لانهيار الأنظمة، يتسارعون لاحتلال الأراضي العربية دون أي مقاومة تُذكر، حتى يُقام الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى. متى سيحدث ذلك؟ بينما ينزلق العالم العربي في الفوضى. ليت الزمن يعود إلى الوراء، حين كانت الدول العربية في أوج قوتها وسلامتها، وكان العدو ضعيفاً، يسعى فقط للسلام.
لكن الشوكة التي زرعتها إنجلترا والولايات المتحدة في قلب المنطقة العربية، مهما طال الزمن، ستظل شوكة، ولن تكون إلا شوكة، وسننتزعها في النهاية.
والآن، على الشعوب العربية أن تقرأ هذه الكلمات بتمعن، لضمان أمن وسلامة المنطقة العربية ككل، وإلا سنسقط جميعاً في الهاوية.
هذا الذئب لا يستطيع عبور الأبواب المغلقة، بل ينتظر أن تُفتح له من خلال تكرار ثورات الربيع العابر. مرة أخرى، سيعيد نفس العبارات (عيش حرية وعدالة اجتماعية)، ولا شك أن الظروف الاقتصادية، التي أفسدها بيده، هي البيئة المثالية لتحريض الشعوب على أنظمتها، مما يؤدي إلى فراغ سياسي وتحييد الجيوش.
هل تذكرون كوندليزا رايس، التي كانت أول من تحدثت عن مفهوم الفوضى الخلاقة؟ كنا حينها نجهل معناه، والآن أصبح واضحًا لنا. يجب أن نغلق الأبواب بتكاتف الأمم، وأن تكون الجيوش في حالة تأهب، فلا مجال للغفلة بعد الآن.
وعلى الإعلام العربي أن يعمل بجد لتوعية الناس بخيانة العدو وكشف الخطط التي يستهدفنا بها، معتمدًا للأسف على غفلتنا. سنحافظ على شعوبنا وأراضينا من التمدد السرطاني للعدو.
في أوقات الشدة، الشعب هو الجيش، وللحفاظ على كل حبة رمل، أدعو الله أن يرزقنا الشهادة.