موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

الحياة مواقف وتجارب..

بقلم د.عصام الهادى
الحياة التى نعيشها ونأمل دائما البقاء فيها هى مواقف وتجارب وواقع حقيقى لايمكن الهروب منه، هذه الحياة ليست كلها قاسية كما يظن البعض،الحياة بمواقفها وتجاربها فيها الخير وفيها الشر، فيها الحلو وفيها المرّ، فيها السعادة وفيها الحزن، فيها الفساد وفيها الصلاح، وكل شئ يفعله الإنسان فى هذه الحياة التى يعيشها من خير أو شر سيعود إليه يوماً ما، فليفعل الشخص كل ماهو جميل فهو مردود إليه، فمن زرع شوكا حصد شوكا، ومن زرع وردا حصد وردا، وملأ دنياه بالأزهار الجميلة والبساتين التى تسرّ الناظرين.
وعند المواقف الصعبة والتجارب القاسية ربما تحزن، ربما يصيبك اليأس ويفارقك الأمل، لكن سرعان ما تجد شيئا يسرّك ويثلج صدرك، فابتسم دائما للحياة، فقد قالوا عنها:”إنها كالمرآة تعطيك أفضل النتائج حين تبتسم لها”، فلا تفقد الأمل فى الغد ولا تفارقك روح التفاؤل، فالتفاؤل هو الذى يعطيك أملا فى الحياة، والتشاؤم لايعطى معنى للحياة، فلا يتذوق طعم الحياة من فقد الأمل فى دنياه، ويئس من رحمة الله ولطف الله، وفقد الثقة فى الله، وعاش بعيدا عن مولاه، فكما قيل:” لاحياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة”، فالمتشائم لا يرى من الحياة سوى ظلها، ولا يعرف عن الشمس إلا حرها، كيف يتذوق الشخص طعم الحياة بلا أمل؟، والإنسان لاحياة له بدون أمل، حتى وإن وجد فى حياته تعبا وهمّا ومعاناة فلا يأخذها على أنها مأساة، فالحياة هى الحياة ونحن مطالبون أن نحياها كما هى، وهذا يحتاج منا أن نفهم ديننا وقيمه ومبادئه، فالدين هو الدليل الذى يساعد الإنسان على الحفاظ على اتجاهاته السليمة فى هذه الحياة حتى يفهمها فهما حقيقيا، ويحول بينه وبين الهيام على وجهه دون هدف، مما قد يعرضه إلى السقوط فى براثن الشر وبحور الضلال.
إن نظرة الحياة بالنسبة للأشخاص تختلف من شخص إلى شخص، فهى فى نظر الطفل تختلف عن نظر الشاب، وكذا بالنسبة لنظرة الفتاة الصغيرة والمرأة الكبيرة، والحياة التى نعيشها نجدها قصيرة، لكن التجارب والمواقف تجعلها طويلة، ومن يعرف هذه الحياة ويفهم حالها وحقيقتها يجد أنها حلم لايوقظنا منه إلا الموت.
نستطيع أن نحلم، ونعيش الحياة لنحقق أحلامنا كما أراد الله، وأيضا نستطيع أن نعيش الواقع بكل مايحمله لنا من نفع وضرّ، لكن لاننسى الأمل فى الله حتى نشعر بقيمة الحياة.

التعليقات مغلقة.