موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

التعليم الهجين (المدمج): الاتجاه نحوه وآفاقه المستقبلية في ظل ما يشهده العالم من تغيرات كبيرة

بقلم :أ.د. محمود فوزي أحمد بدوي

أستاذ أصول التربية ووكيل كلية التربية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة جامعة المنوفية

التعليم الهجين (المدمج): الاتجاه نحوه وآفاقه المستقبلية في ظل ما يشهده العالم من تغيرات كبيرة ذات أبعاد متباينة في مسيرة المجتمعات وتطلعها لمستقبل يفي بأغراضها للتطور والارتقاء والتنافسية، ما بين ثورات معرفية ومعلوماتية وتكنولوجية والكترونية ورقمية، وثورة صناعية رابعة، وتطبيقات تتعلق بالذكاء الاصطناعي والشبكات وآفاق السموات المفتوحة في البيانات الضخمة ومسارات الإدارة الكونية الفائقة في سرعتها ودقتها وشموليتها،…الخ.

هذه الأبعاد الخطيرة في مسيرة العالم، لا شك وأنها أوجدت حاجة ملحة وخطيرة في التوظيف المقرون بها على كل المسارات، وخاصة المسار التعليمي الذي يضمن نموا مستقرا وارتقاءا ثابتا للمجتمعات نحو التفرد وبلوغ الغايات المقترنة بالطموحات المستحدثة والتي ترافق هذا الزخم الكبير في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والثورة الرقمية بكل أشكالها. وفي هذا السياق المقترن بالتطور الرقمي واستراتيجياته، نجدنا نتحدث وعن كثب عن التعليم الالكتروني (الرقمي) بكل أشكاله سواء من حيث الشكل أو المضمون، أو النمط والأسلوب أو آلية التنفيذ، ولم يعد في الامكان التفكير في تطوير التعليم بمعزل عن الاستثمار الايجابي والأمثل للمعطيات الالكترونية والرقمية في العملية التعليمية وتطوير منظومة الأداء التعليمي برمتها. واتجه العالم ومازال يتجه بشكل كبير صوب التعليم الالكتروني “E.learning” بديلا شرعيا للتعليم النمطي (وجها لوجه) ، وفي تفعيل معطيات التطور التقني والرقمي والمعلوماتي في التعليم ، وربما في اطار تكاملي مع التعليم النمطي في اتجاه فريد يصف ما يمكن أن نطلق عليه (التعليم الهجين أو المدمج)” Blended Learning” والذي يجمع ما بين أساليب التعليم والتعلم النمطية وبين الأساليب الالكترونية (الرقمية) في تكاملية تستهدف تحسين العملية التعليمية التعلمية التفاعلية سواء داخل الفصول الدراسية أو خارجها ، بشكل متزامن أو غير متزامن ، بالتوظيف الكامل أو التوظيف الجزئي المتوازن ما بين هذه الأساليب أو تلك ، وأخذت الجامعات بهذا المنحى وكمحاولة ايجابية مهمة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للتعليم في اطار عصري حداثي تفاعلي يضمن توفير الوقت والجهد ويعمل على تحسين الخدمة التفاعلية بين أطراف المنظومة التعليمية في كل زمان أو مكان ، وكذلك لجعل التعليم أكثر جذبا ومتعة للمتعلمين ، وللتخلص من ملل ورتابة الأساليب التقليدية في التعلم ، وازداد الأمر أهمية بالغة في ظل ما عايشته المجتمعات ومازالت في ظل تفشي أزمة (فيروس كورونا) ، وفرضه لحالة من حالات التباعد الاجتماعي ومراعاة الإجراءات الاحترازية تجنا للعدوى وانتشار الفيروس بشكل أو بآخر . ولامرية أن التعليم الهجين سيخلق حالة دافعة لتحسين التفاعل التعليمي وفق المسارات التي سيفرضها نظام التعليم وللاستفادة الكبيرة من الخدمات والتيسيرات الالكترونية المقترنة به عبر المنصات الالكترونية أو أنظمة ادارة التعلم الالكتروني، أو البرامج التعليمية الالكترونية المتعارف عليها والمطبقة في العالم. ويبقى للواقع دائما منطقه وقانونه وحكمه حول جدوى الأنظمة المطورة للتعليم، ومدى استحقاقها في سياق ما يعبر عنه و يصفه أطراف التفاعل من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والمجتمع المحلي ، وغيرهم . نظرة يمكن أن تتجدد في رؤاها في السياق المستقبلي الذي سيمنحنا الفرصة الكاملة للاستمرارية أو اعادة النظر ..

التعليقات مغلقة.