موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

(( الاقتصاد الصحى بين العلم و التطبيق ))

كتبت : هناء خليفة

أكد الدكتور / طارق علوانى
المدرس بكلية الطب و خبير إدارة المستشفيات . أن تعريف
الاقتصاد الصحي أو اقتصاديات الصحة هو فرع من علم الاقتصاد المهتم بالتفاعلات والمتغيرات الاقتصادية لاستهلاك وإنتاج الخدمات والمنتجات الصحية والاستثمار فيها. وقد بدأ الاهتمام بهذا الفرع من العلوم الاقتصادية منذ نحو نصف قرن. وازداد الاهتمام بهذا المجال لأسباب متعددة، أبرزها التطور الكبير في الخدمات والمنتجات الصحية، وتصاعد الإنفاق عليها، والتدخل الحكومي والخيري المكثف في المجال الصحي حول العالم، والتكاليف الاقتصادية المرتفعة؛ لتوفير خدمات صحية شاملة لجميع السكان، والاهتمام العالمي المتمثل في الاتفاقيات
وجهود المنظمات الأممية في الشؤون الصحية، وارتفاع أهمية الإنفاق الصحي في الناتج المحلي، والإنفاق الحكومي وميزانيات الأسر.

يتصف الاقتصاد الصحي بارتفاع مستويات المخاطر الاقتصادية الصحية للأفراد والمجتمعات، والآثار المتعدية أو الخارجية للأمراض، خصوصا المعدية منها، والنقص الكبير في المعلومات لدى مستهلكيها، والمهارات المرتفعة المطلوبة للممارسين الطبيين التي تحول دون التغيرات السريعة في حجم العمالة الصحية، ووجود أطراف ثالثة أهمها الأطباء وشركات التأمين، والحاجة الكبيرة إلى تنظيم وتقنين القطاع الصحي؛ للحفاظ على مصالح المنتجين والمستهلكين، وخفض النفقات، وتحقيق الأمن الصحي للمجتمع كله.

يعتبر تحديد مستوى الرعاية الصحية الأمثل من أصعب القضايا للأفراد والمجتمعات. ويبدي المرضى وكبار السن ومرتفعو المخاطر الصحية استعدادا أكثر من المجتمعات – خصوصا الأصحاء والشباب – للإنفاق على رعايتهم الصحية، وهو ما يتسبب في إشكالات وتجاذبات حول القضايا الصحية. ونتيجة لهذا، ومع اختلاف الأنظمة والأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، نشأت نماذج كثيرة للرعاية الصحية حول العالم. فهناك دول تركز على تقديم الرعاية الصحية العامة بدرجة أكثر، بينما تسعى بعض المجتمعات إلى تحميل السكان معظم تكاليف الرعاية الصحية وترك الأسواق لتوفيرها. تظهر في بعض الدول نماذج تلزم الأفراد بالمشاركة في تحمل تكاليف الرعاية الصحية مع الحكومات. وتطبق كثير من الدول خليطا من السياسات التي توفر الرعاية الحكومية أو المدعومة حكوميا، والرعاية الصحية الخاصة، بينما يشتهر عدد من الدول الأوروبية بالأسلوب التضامني في تقديم الخدمات الصحية، ويلزم الجميع بالحصول على التأمين الصحي. ويحاول عديد من دول العالم كبح جماح تصاعد تكاليف الرعاية الطبية، من خلال فرض قيود شديدة على تسعير الخدمات الصحية والأدوية. وترى بعض المجتمعات ضرورة منع التربح الفاحش من تقديم الخدمات الصحية، ولهذا لا تسمح إلا بالمؤسسات الصحية غير الهادفة للربح، ولكنها تسمح بأن تدار بإدارة خاصة.

التعليقات مغلقة.