الابعاد وأصل الخلائق … “مقال فلسفي”
بقلم / ياسر عامر
facebook: yasser.amer.98892@facebook.com
قال تعالى : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ (27)”. الحجر
” خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4). “النحل
أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا(67).” مريم”
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ(12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13). “المؤمنون”
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54). “الفرقان”
الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (9). “السجدة”)
وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11). “فاطر”
أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77). “يس”
فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ (11).”الصافات”
إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71 ).” ص”
خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15). “الرحمن”
إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2). “الإنسان”
أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ( 20).”المرسلات”
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8). “الطارق”
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2). “العلق”
ذكر الله تعالى في هذه الآيات الكريمة أصل العناصر التي خلق منها الإنسان والجان ، وبالاخص الإنسان من صلصال من حمأ مسنون، من نطفة، سلالة من طين، من الماء بشراً، بدأ خلق الإنسان من طين، من تراب ثم من نطفة، من طين، من طين لازب، من صلصال كالفخار، من نطفة امشاج، ماء مهين، ماء دافق، من علق.
وبنظرة بسيطة سطحية بدون تعمق يتحدث الملحدين والمتشككين، عن أن هذا تناقض في الآيات وحاشا لله ما من من تناقض ولكن مراحل وأطوار خلق الانسان، ولن اتعمق واترك التفسير للمتخصصين في علوم القرأن، فهذا مقال فلسفي كما ذكرت والفت النظر أن الله في محكم آياته ذكر الخلق من ماء وتتبعها بالبشر وليس كما تابعت الآيات خلق الإنسان لأن الإنسان فصيلة من البشر.
وألخص ما توصلت إليه في مقالي وابحاثي في الآتي وأكرر أن هذه وجهة نظر فلسفية متواضعة …..الإنسان من البشر وليس كل البشر انسان، خُلِق الإنسان من طين ، ولكنه الآن ليس بطينٍ …والجان خُلِق من نارٍ ، ولكنه الآن ليس بنارٍ …والملائكة خُلِقت من نورٍ وهي الآن ليست بنورٍ ….وكل مخلوقٍ من هذه المخلوقات يعيش في بُعْد خاصٍّ به.
فالإنسان كجسم يعيش في أربعة أبعادٍ رئيسيةٍ : الطول والعرض والارتفاع والزمن الذي يجري به إلي المستقبل ، ولا يستطيع إيقافه أو الرجوع به إلى الماضي ، ولكنه يستطيع تسريعه نسبيا بجلوسه مع من يحب ، ويستطيع إبطائه نسبيا بجلوسه مع من يكره مع الاحترام لنسبية أينشتاين .
والجن يعيش في بعد أعلى ، ولذا فنحن لا نراه ، وهو يرانا ، كأجسام، والملائكة تعيش في بعد أعلى ، ولذا هي ترى الجن ، وترانا والانسان والجن لا يراها في صورتها الأصلية إلا إذا تشكلت على صورة من الصور :
إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ(48). “الأنفال”
. قالها إبليس حين رأى الملائكة يوم بدر على صورة فرسان على خيولهم . ونحن أيضا لا نراها الآن، والبعد الذي تعيش فيه الملائكة ينعدم فيه الزمان ، لأنهم يسيرون بسرعة تساوي سرعة الضوء خمسين مرة :
تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ(4). “المعارج ”
وقد أثبت العلماء بالحساب أن سرعة الضوء تساوي ما مقداره ألف سنة ، وهي قوله تعالى :
وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ(47). “الحج”
ولكن الإنسان قد اختصه الله تعالى بروح منفوخة من لدنه ، وهذه الروح قد حوت على كل الأبعاد ، ولا تحتويها الأبعاد، والروح الإنسانية المجردة الطاهرة الشفافة ترى كل شيء ، حتى أنها ترى الله يقظة ، ولا يراها إلا الله تعالى.
كما اختص الله تعالى الإنسان فقط بعالم الخيال ، حيث يستطيع أن “يخلق” في خياله ما شاء ، كيفما شاء ، أينما شاء ، ويقول للشيء (كن فيكون) بفضل روح الله فيه، ويقول له : (زُل فيزول) وهذا بُعْدٌ لا تستطيعه الملائكة ، ولا يستطيعه الجن ، فليس لهما خيال ، ولا يستطيعون إبداعاً .
فالملائكة : يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ(6). ” التحريم”
والجن :يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ(13) “سبأ”
، هؤلاء هم جن نبي الله سليمان عليه السلام ، فهو يتخيل ويشاء ويبدع ، وهم ما عليهم إلا التنفيذ وحَسْب .
فالروح الإنسانية هي ما بَعْد بُعْد الأبعاد !
والي المقال التالي بمشيئة الله تعالى .
التعليقات مغلقة.