موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

الألم القاتل !!!

0

بقلم هناء خليفة

في وتيرة الحياة المستمرة وتفاصيلها السريعة ،يمر الإنسان بلحظات يخفي فيها دموعه خلف إبتسامة ، ويحاول ان يتظاهر بالقوة بينما داخله ضعيف وهش مثل زجاج على وشك الانكسار، إنه الألم النفسي القاتل، ذلك الوجع العميق الذي لا يرى بالعين المجردة، لكنه ينهك الروح ويثقل القلب .

الألم النفسي ليس مجرد حزن عابر او حدث مؤلم أو يوم سيء ، بل هو شعور داخلي عميق بالضيق ليس له أخر ، قد يأتي بسبب خسارة، صدمة، خيبة أمل.

وربما يأتي الالم بدون سبب واضح. فهو تراكمات و معاناة
داخلية تعبر عن نفسها في صورة قلق وتوتر وضيق، اكتئاب، فقدان للشغف، أو شعور بعدم القيمة،والاحساس بالعجز.

ويبقي السؤال ..كيف يظهر الألم النفسي؟
لا يملك الألم النفسي وجهاً واحدًا

قد يظهر في:الصمت الطويل والرغبة في العزلة او البكاء بدون سبب واضح،وفقدان الشهية أو اضطراب النوم وانعدام الرغبة في الحياة أو فقدان الأمل في كل شيء

وايضا التعب المستمر والإرهاق حتي لو كنت فى وضع من الراحة.

…هل تعلم ان الألم النفسي هو موجع أكثر من الألم الجسدي؟
لأن الجرح النفسي لا يرى، وغالبا لا يفهم حتي من اقرب المقربين اليك.

فعندما تأتيك النصيحة من الغير :مثل “تشجع، كن قويا”..والخ..، هم ينصحوك ولا يعلمون كم من القوة يستهلك الإنسان ،فقط ليبتسم أو ينهض من فراشه.

..الألم الجسدي يعالج بالدواء، أما الألم النفسي فهو دوامة يعيشها الإنسان مع نفسه ،فيحتاج إلى صبر و عزيمة، وإحتواء، ووعي وهذا امر ليس بالسهل
ومن الوعي والحكمة ،عدم الإستسلام للألم القاتل،ويجب الشفاء منه، واول خطوات الشفاء هي :
..اللجوء الي الله سبحانه وتعالي ب (التحدث والذكر والدعاء والعبادة ) حتي يقوي إيمانك وتسمو بروحنياتك وتطمئن روحك وقلبك وتزيد طاقتك الإيجابية .
..اللجوء إلى متخصص” الطبيب النفسي” لانها خطوة ضرورية جدآ في الشفاء والتعبير عن مابداخلك من ألم بدون خجل او إحراج
..وجود من يدعمك و يستمع اليك ويحتضن مشاعرك قد يصنع فرقا كبير جدا في الشفاء.
وايضآ ممارسة الرياضة أو التأمل تساعد على تفريغ الطاقة السلبية.
و للكتابة عامل كبير في الشفاء ..وذلك بتفريغ مشاعرك على الورق، حتى لو لن يقرأها أحد.

وفي الختام..
الألم النفسي جزء من التجربة الإنسانية،ولا يدل ابدا على ضعف، بل يدل على أنك إنسان تشعر ولك ردة فعل من تلك التجارب التي استنزفت روحك وقلبك ،ويجب ان لا تخجل من ألمك، وتمنح نفسك الوقت والمساحة للشفاء.

فكما يقال: “ما دام الألم لم يقتلك،فهو يعلمك كيف تصبح اقوي “.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.