عبد المحسن العثمانى
من يطالع حديث اولياء الامور على وسائل التواصل الاجتماعي في موسم تنسيق الطلاب للالتحاق بالجامعات كل عام يرى وبشكل واضح ان لدي الغالبية من هؤلاء عقيدة راسخة ان المستقبل المشرق المؤمن والوجاهة الاجتماعية و النجاح والتفوق مرتبط فقط بكليات المجموعة الطبية والهندسة .. ولا احد من اولياء الامور وضع في حسبانه ميول الطالب ولا استعداده وهل ينجح في مهنة الطب او الهندسة ام لا .. الهدف الاسمى هو ان يصبح الابن مهندس او دكتور بغض النظر عن استعداده وامكاناته ورغباته.. هذه النظرة السطحية للامور كما لو كانت تعني ان بقيت الكليات العريقة بخريجيها النابغيين الذين اثروا الحياة والمجتمع بعطائهم مثل كلية التربية والتجارة والعلوم والحقوق والزراعة والاداب والحاسبات وكليات الفنون وغيرها من بقية الكليات او المعاهد والجامعات التكنولوجية هي كليات للفشلة..
ارجو من كل ولي أمر التعرف على ميول ابنه ورغباته ومواهبه ونقاط قوته ويحاول يرشد ابنه للكلية اللي يستطيع ان يوظف فيها مهاراته التي تمكنه من الدراسة فيها بسهولة ويسر وتميز.
علينا ان نشرح لابنائنا ان الكلية ليست هدف في حد ذاتها، إنما هي وسيلة لتحقيق ذاتهم ..
علموا ابنائكم أن لو كان لديهم حلم دخول كلية ما ولم يتحقق فهذا ليس نهايه الكون ولم يصل على طريق مسدود وعليه ان يستيقظ من هذا الحلم وانتم معهم ليحلم من جديد بل عليه ان يستيقظ مبكرا لتحقيق حلمه الجديد.
علموا اولادكم ان قيمة الفرد بما يقدم من تميز وعطاء في اي تخصص وفي اي مجال.
علموا اولادكم ان كل المجالات تتكامل والمجتمع وسوق العمل يحتاج للمتميزين من كل التخصصات والمهن.
علموا اولادكم ان الجامعات بها الان تخصصات جديدة ومختلفة وربنا تصنع الفارق في السنوات القادمة ومع ذلك الكثيرون لا يرون الا الكليات الطبية والهندسية.
علموا اولادكم ان هناك كل يوم وظائف تنتهي واخرى تظهر والفرص فيها للمتميز الذي تعلم وعلم نفسه كيف يطور من ذاته بالتعليم المستمر.
علموا اولادكم قيمة العمل الجماعي واحترام وتقدير التخصصات والمهن الأخرى لأن بدونها تختل الحياة ولا يستقيم المجتمع.
استقيموا يرحمكم الله
د. معوض محمد الخولي
رئيس جامعة المنصورة الجديدة حالياً
ورئيس جامعة المنوفية السابق.
التعليقات مغلقة.