بقلم :استاذ دكتور/صوفيا الجَيَّار
أستاذ علم البيئة- كلية العلوم- جامعة طنطا
من أعظم نعم الله على البشرية أن زيَّن كوكب الأرض بطبيعة فائقة الروعة تعجز الأقلام عن وصف جمالها ويتوه العقل في فهم تناغم أنظمتها مهما اجتهد وتناول كل مقومات الفهم والبحث في فك شفرة تناسقها وسِرّ بناء نسيجها
ولكن،،،
حينما تتأمل صنيع العَبَث واللامبالاة لتشويه حسنها تتأَّوه حزناً وسخطاً لما ألَمَّ بها…
فلك ياعزيزي القاريء أن تقوم بجولة لترى صنيع المستهترين بما يحيط بك من أرجاء بيئتك الرحبة الفسيحة…
فأول ماتلقاه من أعمال الإهمال في الكثير من المناطق والأَحيَاء،،،، تجد الفوضى والعشوائية في ارتفاع الأبنية وكأنه سباق للصعود إلى السماء!!!!…وكذلك عدم توحيد الطلاء فتشعر بضيق واختناق من رؤية ألوان صارخة متنوعة تخضع للأمزجة والأهواء …
ولن يقتصر الحال في الرثاء على طريقة البناء
فقد تجد مبني أو منشأة بحوائط رخامية فاخرة وقد قام موظف تمديد أسلاك الكهرباء والتليفونات وغيرها من الكابلات بطريقة هستيرية مثيرة فوضوية تُضْني القلب على الأموال المُهدرة في التشييد والتشطيب والبناء ناهيك عن جوانب الخطورة التي لم تلفت الإنتباه وتُندىَ لها الجِباه
وتلتفت لجانب آخر من عشوائية التصرفات التشويهية فتجد ملصقات الإعلانات تشوِّه الجدران وأعمدة الإنارة وأبواب كل منشأة أو عمارة ….. قمة الإهمال ياألف خسارة!!!
ومثال آخر لأنانية التصرفات بناء أرصفة أسمنتية عشوائية تلاصق الحوائط والعمارات بدون تخطيط فتحول الشوارع إلى حارات ضيقة وعشوائيات
ناهيك عن كشف أغطية البالوعات
وتغطيتها بوابل من الأحجار والمخلَّفات
يالَقسوة سلوكيات البشر … فالطرق المرصوفة يتبدد أسفلتها .. ..وتنتشر الحُفر والمَطبَّات بها…وتتراكم الأحجار ونواتج الهدم في أرجائها…
وتتناثر أكياس المخلفات على جوانبها وفي قِممها
…فتصاب بغزوٍ من الحشرات الضارة تتكاثر وتنمو بها..وتصبح مأوى للقطط والكلاب تنثرها وتنبشُ بها
ماأحوجنا إلى بتر تلك الأيادي الآثمة التى تعبث بجمال الطبيعة من حولنا فتخرِّب العَمار وتسطوا على روعة الديار فتنشر التلوث دون أي رحمةٍ أو إعتبار
هيا نُحرك مشاعرنا نحو القِيَم المنشودة والسلوكيات الحميدة المطلوبة
ونتبع تعاليم ديننا الحنيف دون إهمال أو تحريف ونحافظ على موفور النِعَم حتى لاتَحلُّ بنا النِّقَم……
التعليقات مغلقة.