كتب _ محمد داغر
قالها نجم الدين أربكان؛ الأب الروحي للإسلام السياسي في تركيا، المنتمي للإخوان المسلمين روحاً وجسداً، وكان يقصد بكلماته حلم الخلافة العثمانية، والرؤية المتمثلة في الوصول إليها، عن طريق العمل الحزبي خلف الإسلام السياسي المتمثل في الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة. أطلق أربكان أحزاب “النظام الوطني” ثم “الرفاه”ثم“الفضيلة”، ثم”السعادة”، وصولاً إلى “العدالة والتنمية” الذي أنشأه تلميذه الوفي أردوغان فوصل من خلاله إلى السلطة في تركيا عام 2002 وخلال هذه الانعطافات جرت مياهٌ كثيرة، إلا أنّها لم تنه ذلك الحلم وتلك الرؤية، وذاك الارتباط بين الأستاذ وتلميذه مع الجماعة الأم “الإخوان”، التي شكلت وصاغت وعي تيار حركة الأمة (ملي جورش) التركي. لم تختلف المرتكزات الفكرية لجماعة الإخوان عن أفكار وإستراتيجيات التيار الذي أسسه أربكان، والذي أصبح أردوغان امتداداً له. وهنا استغل أردوغان أزمة جماعة الإخوان الإرهابية في الدول العربية بعد فشلها وعزلها عن السلطة في مصر عبر ثورة شعبية كبيرة ، وتصنيفها كمنظمة إرهابية في عدد من الدول العربية، كما استغل إحباطات الجماعة بشأن انهيار ما كانت متعلقة به عبر تبني الولايات المتحدة المتمثلة في الديمقراطيين لمشروع تصعيد الإسلام السياسي للحكم، تحت عنوان “الإسلام المعتدل” بالشرق الأوسط وذلك من أجل توظيفها في مسارين. هما أولآ وراثة النظام العربي التقليدي القائم أساساً، وإطلاق مشروع خلافة إسلامي وقوده جماعة الإخوان لضرب الشرق الأوسط وإضعاف وتفتيت الدول العربية والمسار الثاني توظيفها في مسارات صراعاته مع دول الغرب استغلالاً لرغبة الإخوان في الانتقام بعد التخلي عن دعم مشروعهم السياسي في السلطة في مصر. وهنا حرص كل من أمير قطر تميم بن حمد، والرئيس التركي أردوغان، على تنفيذ خطط فوضوية في المنطقة العربية وذلك من خلال دعم الميليشيات الإرهابية بالمال والسلاح في سوريا وليبيا واليمن كما يحدث في العراق أيضآ مقابل نهب ثروات هذه الدول. وذلك الدعم للجماعات الإرهابية يكون من خلال شركة “سادات” الأمنية التركية التي يملكها أردوغان بقيادة “عدنان تانري فيردي” الصديق المقرب من أردوغان. ولفت الكثير من التقارير الأمنية الدولية إلى أن التمويل القطري بات واضحا للجماعات الإرهابية فى كل من سوريا وليبيا والعراق واليمن، مؤكداً أن قطر وتركيا تلعبان دوراً كبيراً فى كافة الدول التى طالها الدمار خاصة سوريا و ليبيا والعراق واليمن، التى مازالت تعانى من الدعم المستمر من قبل تميم بن حمد وأردوغان لجماعات الإرهاب هنا وهناك للميليشيات المسلحة والمرتزقة الأجنبية من أجل تنفيذ مخططات السلطان الواهم والأمير التابع له لسرقة ونهب خيرات الشعوب العربية. فبعد سقوط الإخوان المسلمين في مصر ومخططهم وتدمير جزء من مخطط الواهم أردوغان طمعآ في خيرات البحر المتوسط والدول العربية حدثت اتفاقية مصر واليونان وقبرص على ترسيم الحدود البحرية في المتوسط فذاد جنون هذا الطامع ضد مصرنا الغالي. فبعدها تحرك إلى ليبيا إنتقامآ عبر اتفاقيته المشبوها مع السراج الخائن وبدء في تخطيط إرسال ميلشيات إرهابية ومرتزقة السادات الخاصة به من سوريا والعراق إلى ليبيا بمساعدة جماعة الإخوان في تونس وأموال قطرية ليبسط سيطرة سريعة قبل أن يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي حتى قام مؤتمر برلين حول ليبيا والاتفاق على البنود الرئيسية بين الدول المعنية لحل الأزمة الليبية نهائيآ ولكن يبقا المجنون الحالم أردوغان لا ييأس لتنفيذ أغراضه الشيطانية حتى تفاجئ بتأييد ودعم دولي لمبادرة الرئيس السيسي (إعلان القاهرة) لنهاية الأزمة الليبية. وسيكتب نهاية حكم أردوغان ومن معه ونهاية جماعة الإخوان الإرهابية حول العالم و ستتغير أدوات الصانعين بعد كشف أوراقها في العلن فهم أصحاب نوايا خبيثه أصبحت معلنة وهنا حكموا على أنفسهم بسقوط قريب ومدوي يطول أردوغان وضياع حُلم الخلافة وسقوط تميم في مستنقع الخيانة فهذا أصبح واضح جدآ للجميع وإن غدًا لناظره قريب، وليعلمَ الذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون.
التعليقات مغلقة.