تأمين الحياة وليس تأمين علي الحياة !!
بقلم :خبير التأمين / أحمد نبية
إستساغ البعض – دون عمد بالطبع- تسمية برامج تأمين الحياة التي تقدمها شركات التأمين، سواء في مصر أو في العالم، بأنها تأمين علي الحياة، وهو توصيف خاطئ ولن أقول مُضلل، بل علي الأقل ينفر ضعاف الوعي منه كليًة.
المسمي الدقيق والمنضبط هو تأمين الحياة، وليس التأمين علي الحياة.
قد يتساءل البعض، ما الفارق بين كلاهما، وهل يؤثر علي تسويق منتجات التأمين أو البرامج التي تصممها شركات تأمين الحياة وتكوين الأموال؟
الفرق بين تأمين الحياة والتأمين علي الحياة
ببساطة، ودون تعقيد ليس في صالح القارئ ولا كاتب المقال نفسه، هناك فرق وفارق شاسع بين تأمين الحياة والتأمين علي الحياة ، فالأول يعني توفير ميزة تأمينية يستفيد منها العميل في حياته، معني ذلك أن الاصل في الموضوع ليس تغطية خطر الوفاة، فإذا كان ذلك كذلك ، لهجر أغلب العملاء التأمين، لكن تغطية خطر الوفاة هو جزء من برامج التأمين التي توفرها شركات تأمين الحياة
بمعني أخر، تأمين الحياة، هي علاقة تعاقدية تنشأ بين شركة التأمين والعميل، بموجبها توفر الشركة برامج تأمينية أو تغطيات، مثل برامج تأمين الزواج والتعليم وغيرها، يحصل من خلالها العميل علي مزايا أو منافع وليس تعويض، بعد إنتهاء مدة الوثيقة أو البرنامج.
اقرأ أيضا المدير الإقليمى للمركزية لإعادة التأمين «SCR» لـ«المال»: لدينا إستراتيجية نمو قوية لمواجهة التحديات المستقبلية
أما التأمين علي الحياة، فتعني أنني كعميل أرغب في تحصين حياتي ضد خطر الوفاة، وهو ما يستغله ضعاف النفوس للتشكيك في التأمين ذاته، والإذعان بأنه حرام شرعًا.
حياة الإنسان لا تُقدر بثمن ، فهي أغلي ما يملكه ولايمكن تقديرها بثمن، والتأمين لا يغطي أو يحمي الإنسان من خطر الوفاة، بل يمنحه ميزة سيستفيد بها في حياته، أما في حالة وفاته لا قدر الله، سيستفيد الورثة سواء أبنائه أو زوجته من هذه المزايا وتلك المنافع.
التأمين كعلاقة تعاقدية
التأمين بشكل عام ومنه تأمين الحياة، هو علاقة تعاقدية أو تشاركية بين شركة التأمين والعميل، يتشاركا معًا في إقتسام الخطر،.
بدون إسهاب لا يخل بالمعني، ما أقصده أن الحياة والوفاة ليست قرارات إنسانية، بل إلهية، الله وحده يعلم متي يولد الإنسان واين يولد وعُمره الذي سيعيشه.
قد يتساءل البعض، إذًا كيف تتشارك شركة التأمين والعميل في الخطر؟ والإجابة علي ذلك ببساطة أنهما يتشاركا في النتائج المرتبطة بحدوث الخطر نفسه.
الخطر ليس شرًا كليًا، قد يثير اللفظ نفسه الخوف، لكن هذا خطأ، فالخطر يعني الوعد بمعني أن شركة التأمين تعد العميل أنه سيدفع قسط شهري أو ربع سنوي أو نصف سنوي- بغض النظر عن مواعيد السداد- لكن لمدة معينة او فترة زمنية محددة، مقابل منحك – اي منح العميل- المبالغ التي سددها كاملًة مضافًًا إليها أرباح يتم تحديدها وفقا لسياسة كل شركة، نهاية مدة الوثيقة.
السؤال الذي قد يطرحه البعض الأخر، وماذا لو توفي العميل؟ الإجابة ببساطة أن ورثته سيحصلون علي تلك المزايا كاملة حتي وإن لم تنتهي مدة الوثيقة.
بمعني أن العميل قد يتفق مع شركة التأمين علي سداد قسط سنوي ألف جنيه لمدة 20 عاما، وبعد إنتهاء المدة سيحصل العميل علي الأقساط كاملة أي الـ 20 الف جنيه، مضافًا إليها عوائد استثمارها ، وفي حالة وفاة العميل- لاقدر الله- بعد يوم واحد من صدور الوثيقة وسداد أول قسط ، سيحصل الورثة علي مبلغ التأمين بالكامل، وهو ليس تعويض عن حياته، ولكن هي ميزة أو منفعة تم الإتفاق عليها.
دور الرقابة المالية في وهج تأمين الحياة
تأمين الحياة، موضوع ليس شائك ، بل كله مزايا وفوائد لو عرفناه حق المعرفة، وسنعتبر هذا مدخل أو بداية للتعريف به ، وللخدمات التي تقدمها شركات تأمين الحياة، في المقالات المقبلة بإذن الله، وهذا دورنا كعاملون في هذه الصناعة التي تساهم بشكل كبير في إجمالي الناتج القومي، وتوفر المزيد من فرص العمل، وتعد غطاء حماية للإقتصاد المصري.
هذا الدور ما كان له الظهور بهذا الوهج في هذه الفترة، لولا الخطوات المحمودة والجهود الحثيثة التي تبذلها الهيئة العامة للرقابة المالية، بقيادة الدكتور محمد عمران، ونائبه الأول المستشار رضا عبد المعطي.
والله من وراء القصد ،
التعليقات مغلقة.