هل تشعر أحيانا بأن الله يبعد عنك كل ما تحب ؟!
رغم أن حياة الآخرين تسير بسلاسة وبدون مشاكل مثلك ؟
هل تشعر بأنك بمجرد أن تفرح بشيء ، فإن هذه الفرحة تزول بسرعة وخاصة في ((جانب العلاقات)) ؟!
هل تشعر بأنك دائما ما كنت محاطا بالأشخاص الخاطئين أينما ذهبت ؟!
في الحقيقة هذا الشعور قد يكون حقيقيا وله سبب وجيه جدا ..
فأنت حقا يحدث معك شيء لا يحدث مع الكثيرين ، ولكنك لا تستطيع تمييزه ..
ولن يصدقك أحد مهما حاولت شرحه لهم
وفي الوقت ذاته قد تشعر بأنك تميل إلى الهدوء والعزلة ، بحيث تستمتع بوحدتك أكثر من اختلاطك بالآخرين ..
وأنت أيضا قد تشعر بأن الله يحبك كثيرا ويسهل لك كل أمورك ، ولكنه في الوقت ذاته يحرمك من كل شيء ..
وهذه أيضا من خصائص هذا النوع من البشر..
يوجد نوع معين من البشر ..
يكون لديهم شفافيه أعلى من غيرهم ، ومنذ الطفولة ..
ويكون لديهم فطره روحية في التواصل مع الله وحتى بدون أن يشعروا بذلك .. وهذا التواصل يكون غالبا بدون وعي أو إدراك منهم لذلك ..
وهذه النوعية إذا لم تفهم ما يحدث معها جيدا فإنها قد تتأذى بشدة .. بسبب أن هناك ((قيدا موضوعا على قلوبهم)) بأن لا يملأ هذا القلب سوى الله فقط .. والحساب معهم يكون أشد مليون مرة من غيرهم من الناس ..
وبمجرد أن يتعلق أحد أفراد هذا النوع بشخص ما ، أو أن يحبه بشدة فإن هذه ستكون هي المقدمة لفقدانه
ودعني أضرب لك مثالا عن سيدنا ابراهيم ويعقوب عليهما السلام ..
فحبهم لأولادهم اسماعيل ويوسف ليس أمرا خاطئا دينيا ..
بل هو شيء فطري وطبيعي للغاية ..
ولكنه في حالة هذا النوع بالذات هو شيء خطير جدا ..
ويمكنك اعتباره من ((الخطايا الروحية)) وليس الدينية ..
فسيدنا يعقوب عليه السلام فقد أعز أبنائه لأنه قد أحبه من أعماق قلبه ..
بينما سيدنا ابراهيم خليل الله ، وذو المكانة العالية لديه ، جاءه الأمر بأن يذبح ابنه بدلا من فقدانه بالفراق أو غيره ، فهل فهمت ما أقصده ؟!
وضعك طبيعي جدا ..
ولكنني أشرح لك في كل مرة جزءا مما يدور في داخلك لكي تفهم ذاتك أكثر .. لأن عدم فهمك لهذه الجزئية قد يجعلك في دمار دائم في موضوع العلاقات ..
والخلاصة هي أن قلبك ملك لله وحده ..
ولم يصمم لكي تملأه بشركاء آخرين من البشر ..