موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

آلعآبد‏‏‏‏‏‏هہ آلزآهہ‏‏د‏‏هہ،،(رابعة العدوية)

هى العابدة الزاهدة التقية النقية فهى دخلت فى حقبة خير نساء الأرض مثلها مثل مريم العذراء ونساء بيت النبوة وغيرهن من العابدات التائبات.
هى أم الخير رابعة بنت إسماعيل العدوية القيسية ولدت فى البصرة بالعراق عام100ه/717م كان ترتيبها الرابع بين أخواتها وهذا تفسير تسميتها رابعة وُلِدَت لأب عابد فقير لا يمتلك من حطام الدنيا سوى قارب كان ينقل الناس فى أحد انهار البصرة بِدراهم قليلة نشأت رابعة نشأة دينية فحفظت القرءان الكريم والأحاديث النبوية فى سن مبكرة بل وكانت تواظب على الصلاة وكانت حياتها هادئة إلى حد ما، أب وأم وأولادهم أسرة صغيرة لا تملك إلا قوت يومها وعاشوا حامدين قانعين شاكرين لنعم الله سبحانه وتعالى ولكن تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن فما لبث أن توفى والدها ولحقت به أمها لتجد رابعة نفسها وحيدة شريدة فما كان أمامها إلا الخروج للعمل على قارب والدها وكانت تعمل طول اليوم لتعود منهكة فتُصَبِر نفسها بالغناء فكانت تكتب الشعر وتغنيه وتعزف على الناى، وعاشت رابعة بين أخواتها فى هدوء إلى أن دب جفاف فى البصرة وصل إلى حد المجاعة وعم القحط فأخذت أخواتها وتركت المكان باحثة عن مأوى ولكن عثرات الحياة كانت أقوى فتفرقت عن أخواتها وكان من الطبيعى ظهور اللصوص وقطاع الطرق بحثا عن مأوى فوقعت فى يد أحدهم الذى باعها بستة دراهم لأحد التجار القساة من آل عتيق البصرية وأذاقها التاجر سوء العذاب وعندما علم أنها تجيد الشعر والغناء والعزف أمرها بأن تغنى فى مجالسه ففعلت وهى مكرهة وكانت كل ليلة تخلد إلى خلوتها فتناجى ربها قائلة: إلهى إنى غريبة ويتيمة وأرسف فى قيود الرق ولكن همى الكبير هو أن أعرف أراض أنت عنى أم غير راض.
وظل الحال كما هو إلى أن فى ليلة من الليالى إستيقظ سيدها على مناجاتها فجاء ليسمع حديثها فنظر فوجد مصباحا فوف رأسها معلق بسلسلة غير مثبتة فى شئ وسمعها تناجى ربها قائلة :
إلهى انت تعلم أن قلبى يتمنى طاعتك ونور عينى فى خدمة عتبتك ولو كان الأمر بيدى لما إنقطعت لحظة عن خدمتك لكنك تركتنى تحت رحمة هذا المخلوق القاسي من عبدتك،.
فلما سمع الرجل هذه المناجاة ناداها فى صباح اليوم التالى وقال لها أى رابعة لقد أعتقتك لوجه الله فإن شئتى بقيتى معنا وخدمناكى وإن أردتى الرحيل فارحلى وفرحت وشكرت ربها واختارت الرحيل فاستقرت فى الصحراء لفترة ثم توجهت إلى البصرة وفيها كان مجلسها الذى ضم الكثير والكثير من الزهاد وعلية القوم أذكر منهم مالك بن دينار والزاهد رباح القيسي والمحدث سفيان الثورى والمتصوف شفيق البلخى ثم لحق بهم الحسن البصرى.
وُقــہفــہةّ
هنا وقفة ووقفة صارمة لكل من إتدعى أن رابعة مالت للإنحراف فى النصف الأول من حياتها فهذا غير صحيح ولقد إستنكر كثير من المؤرخين هذه الحادثة والأدلة كثير فرابعة نشأت نشأة دينية منذ نعومة أظافرها وكان جيران أبيها يلقبونها بالعابد وذاقت الفقر والحرمان فكيف تنحرف وهى كانت لا تملك قوت يومها فالتى تنحرف هى البنت المدللة المرفهة، ثانيا رابعة وهذا قول المؤرخين عاشت وماتت عذراء بتول طاهرة لم يمسسها بشر وهذا ما ذكره كثير من المؤرخين منهم الفيلسوف عبد الرحمن بدوى فى كتابه شهيدة العشق الإلهى
ثالثا رابعة رفضت فكرة الزواج نهائيا برغم أنه تقدم لخطبتها عِلية القوم فتقدم للزواج منها رجل صوفى يدعى عبدالواحد بن يزيد والمرة الثانية تقدم للزواج منها محمد بن سليمان الهاشمى أمير البصرة الذى وعدها بمهر كبير ومال وفير فكان ردها أن كتبت له «الزهد فى الدنيا راحة البدن، والرغبة فيها تورث الهم والحزن، فهيئ زادك، وقدّم لمعادك، وكن وصى نفسك، ولا تجعل الرجال أوصياءك، فيقتسموا تركتك وصم الدهر، واجعل فطرك الموت، وأما أنا فلو خولنى الله أمثالك وحزت ما أضعافه فلم يسرنى أن أشتغل عن الله طرفة عين».
وقيل أن الحسن البصرى تقدم للزواج منها ولكنها ترفض فكرة الزواج وتقول (راحتى يا إخوتى فى خلوتى وحبيبي دائما فى حضرتى)
رابعة وببساطة شديدة ملأت قلبها بالحب الإلهى لم تترك مكان لمخلوق ولم تشغل نفسها بشئ غيره ورفضت أن يشارك حب الله فى قلبها بشر كالزوج والولد، فكيف بحق السماء شخصية ترفض أن تنجب ولدا يشاركها حب الله فى قلبها أن تنحرف أو تسير فى الظلمات ومن يقول لى أن هذا كان قبل الإيمان أقول له النفس هى النفس وما أظن أن نفسا كنفس رابعة مالت للهوى يوما، الأمر الوحيد الذى رجحه المؤرخون هو أنها أحبت أحد الأشخاص وعندما افترقا طوعت هذا الحب ووجهته للحبيب الأكبر وهذا توجيه سليم ونهاية صائبة.
ولى وقفة أخرى مع صناع الفيلم المصرى رابعة العدوية فكيف بحق السماء تعاملوا مع شخصية بحجم هذه الشخصية بهذه الطريقة حتى وإن كان لا داعى للإشارة إليه ونسبه لشخصية مثل شخصية رابعة وكان حقا عليهم أن يتغاضوا هذا الجانب،ولا داعى لفتح الباب لللغط ولبعض المائلات لكى يقلن أنظروا لرابعة العدوية كيف كانت وأقول للعاملين فى هذا القطاع عليكم أن ترتقوا وتتأدبوا عند ذكر الأولياء والسلف الصالح أنظروا للصناعة الفنية الإيرانية وكيف تتأدب مع الشخصية وكيف يكون التعامل والأدب مع الشخصية من قبل جميع العاملين، وكيف يكون الرقى فى الحوار والأسلوب.
وكانت لرابعة فلسفة غريبة فى عبادة الله حيث كانت ترى أن من عبد الله خوفا وطمعا فإنها عبادة التجارة بل وادعت أن الأنبياء عبدوا الله خوفا ورهبة مستندة إلى قول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم..( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا) [الأنبياء: 90]
وكان لرابعة الكثير من الشعر الذى كانت تناجى به المحبوب ذلك المحبوب الذى غناها حبه عن جميع ما سواه ولا مجال لذكره لدسامة المقال، ولكنى سأذكر بيتا واحدا وهو ما أردده كثيرا. أحبّك حبّيْن حُبّ الهوى
وحُبّاً لأنك أهلٌ لذاك
فأما الذي هو حُبّ الهوى
فشغلي بذكرك عمّن سواك…
وأحبت رابعة ربها حتى سُئِلت فى يوم هل تكرهين الشيطان فقالت حبى لله لم يترك مكان فى قلبى للكره فحب الله شغلها حتى عن كره الشيطان، وقد سيطر حب الله على كل جوارحها وحواسها ولم تعد ترى ولا تشعر إلا بالله ولله وفى الله،فلله در هذه المرأة الطائعة المتصوفة العابدة.الصوامة القوامة صاحبة الكرامات المحبة لله ورسوله روت خادمتها عبدة بنت أبي شوال، أن رابعة كانت تصلي مئات الركعات في اليوم، فإذا سئلت “ما تطلبين من هذا؟”، قالت: “لا أريد ثوابا بقدر ما أريد إسعاد رسول الله حتى يقول لإخوته من الأنبياء: انظروا هذه امرأة من أمتي…
هكذا، عاشت رابعة العدوية بقية حياتها في البصرة، زاهدة متعبدة اشتهرت بحبها المنقطع النظير لربها، عذراء بتولا، تقدم لخطبتها خيرة رجال قومها، لكنها فضلت الانصراف إلى حياة التعبد وحدها دون زوج ولا ولد.
وفاتها..
في تاريخ وفاة رابعة العدوية أكثر من رواية
مِن المؤرخين من قال إنها ماتت عام 135 للهجرة، ومنهم من قال عام 180هـ، ومن قال أيضا 185هـ، غير أن كثير من الباحثين يميلون إلى الروايتين الأخيرتين حيث أن كثير من الروايات تقول أن عمرها كان 80 عاما عند وفاتها.
اما عن دفنها فهناك من يقول إنها ووريت ثرى القدس على رأس جبل يدعى طور زيتا، لكنها رواية غير مرجحة، ذلك أنها لم تخرج من البصرة ما حييت، ناهيك عن ترجيح اشتباهه على الناس، إذ هناك دفنت امرأة أخرى اسمها رابعة، لكنها قد لا تكون رابعة العدوية.
أما الراجح في ذلك أنها ترقد حيث عاشت في البصرة.
 

التعليقات مغلقة.