مصر القاهرة – عمرو عبدالرحمن
ننشر في السطور التالية، كلمة السيد / اللواء محمود قنديل – وزير الداخلية في حضور السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال مشاركة سيادته في حفل تخريج دفعة جديدة من طلبة كلية الشرطة، بمقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة بحضور المستشار عدلي منصور والدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب والدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء واللواء محمود توفيق وزير الداخلية، وعدد من الوزراء والمسئولين والشخصيات العامة، وأسر الخريجين.
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى – رئيس الجمهورية
يوم عظيم .. يعتز فيه رجال الشرطة بتشريف سيادتكم الإحتفال بيوم الخريجين تباركون نبتهم وترعون خطاهم وقد شرفهم هذا الوطن بواجب خدمته وكلفهم بمسئولية أمنه وعندما يوازنوا بين عظمة التشريف ومسئولية التكليف يكون ذلك دوما دافعا لهم لبلوغ واقع الأداء ..مدارج الوفاء وواجب الولاء .
وبصادق عبارات التقدير .. يسعدنى وهيئة الشرطة مشاركة السادة الحضور الإحتفال بتخريج نخبة واعدة من رجال الشرطة ليشاركوا زملائهم مواصلة العمل ليل نهار من أجل ترسيخ دعائم الأمن والإستقرار.
كما أتوجه بكل التحية والإعزاز لأرواح شهدائنا الأبرار من رجال الشرطة الأبية والقوات المسلحة الباسلة فى ذكرى نصر أكتوبر المجيد وأتقدم بكل التحية والشكر لمصابينا الأبطال الذين قدموا التضحيات لرفعة هذا الوطن الغالى.
السيد الرئيس
تمضى مصر فى عهدكم وفق خارطة رسمت الطريق نحو مسار التنمية والرخاء وإعادة بناء الدولة التى كادت أن تعصف بها المؤامرات والدسائس ولقد إنحاز شعب مصر لهذا الطريق وإتخذه خيارا لا بديل عنه بإرادة وطنية تجرف فى مجراها كل العثرات وتجتاح كل محاولات التشتيت وإثارة الفرقة والخلاف بين أفراد المجتمع ومكوناته.
وأن ما تجتازه سيادتكم من تحديات لمخططات الشر والهدم والتى تحاك بالداخل والخارج للقضاء على هذا الوطن وشعبه هو بحق دحر للصعاب للعبور بمصرنا الحبيبة لبر الأمان.
من هذا المنطلق إضطلعت هيئة الشرطة بدورها الوطنى فى تأمين الجبهة الداخلية والحفاظ على أمن وإستقرار الوطن ومواكبة التطور غير المسبوق الذى تشهده الدولة على كافة المستويات حيث إرتكزت سياستها الأمنية المعاصرة على تحقيق مفهوم الأمن الشامل وتطوير كافة مقومات العمل الشرطى .
تنفيذاً لتوجيهات سيادتكم “بأن التطوير لا ينتج أثره إلا بتطوير العنصر البشرى وإعادة تأهيله” فقد قامت وزارة الداخلية بتحديث كافة مفردات منظومة مواردها البشرية من خلال الإعتماد على الأسلوب العلمى فى إختيار وإعداد وتدريب الكوادر الأمنية بمختلف فئاتها وتنوع درجاتها والإرتقاء بالأداء لتحقيق القدرة على تحمل الأعباء ومواجهة التحديات .
ولعل ما نشاهده اليوم .. يؤكد أن وزارة الداخلية تسير على الدرب الصحيح بخطى ثابتة حيث يقف أمام حضراتكم اليوم بين الخريجين أول دفعة من الملتحقين بكلية الشرطة من الحاصلين على ليسانس الحقوق والذين قضوا عامين للدراسة بكلية الشرطة تم تزويدهم خلالهما بالعلوم الشرطية والمهارات الميدانية التى تؤهلهم للإنضمام لزملائهم لأداء الرسالة الأمنية مع التركيز على تعميق الجوانب الإجتماعية للوظيفة الشرطية / وتوطيد علاقات المشاركة والتعاون المثمر مع الجمهور .
وإدراكاً بأن الأحداث المتلاحقة والمخاطر المتنوعة .. تتطلب من رجل الأمن ألا يكون نمطا جامدا تقف معارفه وعلومه عند قدر ثابت فقد تم إلحاق تلك النخبة بدورات متقدمة فى اللغات الأجنبية كما أتيحت لهم الفرصة للإلتحاق بالدراسات العليا فى القانون وذلك بهدف ترسيخ فكرمتكامل لديهم يمتزج فيه العلم القانونى بمهارات العمل الشرطى مع المستوى الثقافى المتميز والإدراك الواعى لتحديات العمل الأمنى. الأمر الذى تكون محصلته .. إعداد أجيال من رجال الشرطة مزودين بمهارات وقدرات وظيفية عصرية تحقق التفاعل المدرك مع المجتمع ومشكلاته وتعزيز قدراتها على مواجهة عالم الجريمة الذى أصبح يعتمد على توظيف الإبتكارات التكنولوجية الحديثة كأدوات تخدم أهدافه ومخططاته .
السادةُ الحضورْ
تعبر مسيرة العمل الوطنى .. مرحلة دقيقة فى خطواتها عظيمة فى إهتماماتها رحبة فى آمالها وطموحاتها والشرطة فى قلب هذه الملحمة تتلاحم وتتفاعل مع الأهداف الوطنية .
تتعامل مع المخاطر والتحديات تزود بالغالى والنفيس لحسم المواجهة مع الجريمة والمجرم لصالح أمن الوطن والمواطن عقيدتنا فى هذا راسخة .. بأن الأمن للإنسان قضية حياة ووجود وللمجتمع ضرورة للتقدم والإزدهار.
هنا تحقق الإستراتيجية الأمنية.. تطورا نحو الأفضل والأمثل من خلال إستيعاب دروس الماضى وقراءة معطيات الحاضر ورصد آفاق المستقبل فلا يمكن لأجهزة الأمن أن تسقط من حسابها ما يجرى حولها من أحداث ومتغيرات سياسية وإقتصادية وإجتماعية وتحولات إقليمية وعالمية وما قد تفرزه من ظواهر إجرامية.
وتحرص الوزارة على ترتيب الأولويات .. وتقييم الإجراءات وإعادة صياغة منظومة العمل الأمنى على أسس جادة وراسخة تتسم بالتخطيط العلمى وتوجيه الإمكانيات بأعلى المعدلات وتأسيس بيئة وظيفية ملائمة لتحقيق الأمن وتقديم الخدمات الأمنية الجماهيرية بجودة وإتقان وذلك من خلال تحديث وتطوير المنشآت والمرافق الشرطية وتزويدها بكافة الإمكانات المادية والتقنية اللازمة.
وتضع السياسة الأمنية ضمن أولوياتها تثبيت دعائم الأمن الوقائى .. حيث تم تطوير النظم التأمينية وأساليب الحماية من حيث نوعية القوات والتسليح والإتصالات والنطاقات الأمنية بالمواقع الحيوية وتنشيط وتعزيز الخدمات الثابتة والمتحركة والمتابعة الدائمة والتقييم السليم والإستعانة بالأجهزة المتطورة لإحكام إجراءات التأمين .
وقد أخذت المواجهة مع الإرهاب بعدا واسعا فى تشديد الحصار وفرض طوق من العزلة على العناصر الإرهابية لتقويض حركتها وتقليص قدرتها على تلقى التمويل وتدبير السلاح والتحريض على الإثارة والشغب وتدمير مقدرات الدولة فضلا عن الإستهداف الإستباقى لإحباط المخططات الآثمة فى مهدها وضرب البؤر الإرهابية وإجهاض التنظيمات الساعية إلى إحياء نشاطها الإجرامى وذلك من خلال منظومة معلومات متكاملة وإجراءات مقننة .
السادة أولياء الأمور
يسعدنى فى هذا اليوم.. أن أتقدم لحضراتكم بخالص التهنئة وأنتم تشاهدون أبنائكم يضعون أقدامهم على طريق العطاء بعد أن أدوا قسم وعهد الوفاء للأرض الطيبة وميثاق الولاء للوطن الحبيب وواجب الإنتماء لهيئة الشرطة.
أبنائى الخريجين
إنه ليس من سبيل نحو تحقيق أهداف الإستراتيجية الأمنية إلا الصدق فى الأداء والإخلاص فى العطاء والإلتزام بإعلاء سيادة القانون والتفانى فى خدمة الوطن وحسن معاملة المواطن إنطلاقا من جوهر دور الشرطة فى تحقيق أمن وسلامة المجتمع .
سيادة الرئيس
فى حضوركم الكريم .. تؤكد هيئة الشرطة على مواصلة البذل والعطاء للتصدى لقوى الشر ولتوفير المناخ الآمن لتحقيق طموحات الشعب المصرى خلف قيادتكم الرشيدة لبناء مصر الحضارة والتقدم والتى تجنى ثماره الأجيال فى الحاضر والمستقبل.
أجيال تحفظ لسيادتكم التقدير والإعتزاز .. وأنت تضرب المثل والقدوة وتحمل آمال وهموم الأمة لا تفرط فى حق ولا تتراجع عن واجب تسعى إلى السلام الشامل والعادل وتنتصر لحقوق الشعوب فى تجرد كامل وصدق مع النفس وإلتزام أمام التاريخ .
حفظكم الله ورعاكم وسدد بالحق كل خطاكم
إنه نعم المولى ونعم النصير
نصر الله مصر
التعليقات مغلقة.