رؤية / أميرة شرف الدين
فيلم للمخرج الكبير محمد فاضل بطولة ( سعاد حسنى – عادل إمام ) أو – صلاح وفايزة – أبطال القصة؛ اثنين اعتيروا ان حياتهم انتهت لا أمل فى اى شئ ولاطريق للنجاة؛ دخلوا السجن طواعيه بمحض إرادتهم؛ دمروا حياتهم ليصلحوا حياة الآخرين.
أستطاع المخرج فى اربعة سينمائية فقط يقلب فيها كل الموازين؛ بتفاصيل بسيطة وقدره تمثيلية عالية من أبطال الفيلم.
يعرض الفيلم كيف كانا البطلين ينظروا الى الدنيا وكأنها فيلم ممل ليس لهم ادوار فيها وبنظرة عيون ثابتة وباردة؛ فإنها ليست حياتهم إنها حياة الأخرين وهم مجرد متفرجين ويمكن تحولوا الى كومبارس صامت.
ليصنع الفيلم بأقل لغة سينمائية ؛وفى أربعة مشاهد فقط قصة حب كبيرة وكأنها ولدت من سنوات .
- المشهد الأول
ينظرصلاح الى عالمه الجديد بتلك النظرة المتحجرة تلفت نظره فتاة صامتة لايستطيع ان يرى ملامحها او يميز شكلها؛ ولكن الغريب انه احس بإنكسار روحها وانها جلست هى الآخرى تشاهد الدنيا من بعيد بلا اى دور او اى هدف؛ ليراها هناك من بعيد جداٌ جداٌ لا يكاد يرى منها غير لون غطاء رأسها الأخضر؛ ليحاول ان يلفت نظرها بأى شكل؛ ولكنها لم تراه .
- المشهد الثانى
بأقل الأمكانيات فهو سجين القضبان وبقطعة من القماش لونها أخضر؛ يلوح بها ليحاول ان يلفت نظرها انه موجود؛ حركات فىها الكثيرمن التصميم والمثابرة لم يكل لحظة من المحاولة؛ وبالفعل لفت نظرها لقد رأته ولم تميز ملامحه ولكنها ميزت روحه وعرفت انه يحاورها هى ولا أحد غيرها ؛ لتسجيب لحركاته وتتجاوب معه بغطاء رإسها الأخضر أيضاٌ؛ حتى ان ملامح وجوههم تغيرت ونظرة أعينهم اختلفت وتتصاعد موسيقى المشهد؛ وفجاءة تفقد – فايزة – غطاء رأسها ويطير فى الهواء ليتعلق بالأسلاك الشائكة للسجن ويتلاشى كل شئ فى لحظة.
- المشهد الثالث
رسالة ترسل الى السجن النسائى بشكل بدائى وبأقل الكلمات يصف بها نفسه؛ رسالة مرسلة الى ذات غطاء الراس الأخضر فإنها المعلومة الوحيدة التى يعرفها عنها؛ وتبدأ رسائل التعارف البسيط بينهم فالقيود كثيرة ولكن ماوجد فى قلوبهم اكبر واكبر.
- المشهد الرابع
تكتمل قصة الحب فى هذا المشهد فلم تعد الرسائل كافية؛ فقد حان الوقت ليتلاقى الحبيبين لأول مرة؛ على شرط ان يكون اللقاء بدون اى علامة مميزة؛ فلقد قررا ذلك واذا توصلا بعضهم لبعض فإن ذلك معناه انهم أحبا بعض فعلا؛ وفى مشهد جميل بدون اى كلام تبدأ عيونهم فى البحث عن بعض فى وسط وجوه كثيرة وتتحرك الكاميرا بشكل سريع بين هذا وتلك؛ الى أن تتلاقى الأعين وترجف القلوب وتهدأ الملامح وتعلو الأبتسامة ليتبادلا السلامات بالعيون .
ليولد حب بينهم بدون اى مقومات للنجاح او الأستمرار؛ ولكن تتآلف القلوب بدون اى مجهود؛ هذا الشعور السحرى الذى ممكن ان يعيدك الى الحياة بعد ان تظن انك اصبحت فيها كومبارس؛ حياة ليس لك اى دور فيها ؛ انه شعور يملأ قلبك وفراغ حياتك بل انه يملأ حياتك كلها؛ وما اهمية العقل حينئذ فى التفكير؛ لقد كانا بالفعل خارج نطاق الدنيا.
فالحب وجد لهم كمنحة ؛ تسلل الحب الى قلوبهم ليعيد اليهم الحياة بأسرها؛ منحة ليكملا بها حياة وكانا قد رفضوا العيش فيها سابقا؛ حياة يعيشوها سويا من جديد حتى لو كان بينهم أسوار وأسوار.
التعليقات مغلقة.