موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

( نصفى الاخر ) بقلم اميرة مهران

0

ضاعَ نصفُ عمري الأوّل دون أن ألمح عينيك،

لكنّ روحي كانت تعرفك…

كنتَ تسير بجانبي في الغياب،

تُحادثني من وراء الحُجب،

وتترك في قلبي علاماتٍ من نور.

 

التقينا برهةً خاطفة،

كأنّ الزمن أراد أن يذكّرنا بوعدٍ قديم،

ثم افترقنا…

أهرب عنك، وتهرب عنّي،

نخشى المرايا التي تُظهر حقيقتنا.

 

واليوم، في نصف العمر الباقي،

أراك بين وجوهٍ غريبة،

وجوهٍ لا تنتمي إليك،

ولا تنتمي إليها.

سرقت منّا الأيامُ نصَفَينا،

حتى بتنا نُهدر الحاضر كما أُهدر الماضي.

 

وسيمرّ العمر يا توأمي،

وتمرّ تجربتنا على هذه الأرض،

لنلتقي من جديد، في موطن الروح،

ونكتشف أنّنا لم ننجح في الاختبار الإلهي…

إذ كان المطلوب أن نجد أنفسنا في بعضنا،

لكنّنا تهنا في مرايا البشر.

 

وستبقى الأسئلة معلّقة بيننا:

ماذا لو تجرّأنا على الحقيقة؟

ماذا لو مددتَ يدك نحوي،

ومددتُ يدي نحوك،

وتركتُ العالم خلف ظهري،

وتركتَ أنت العالم خلف ظهرك؟

 

لكنّنا صمتنا…

واخترنا أن نحيا بنصف قلب،

ونكمل الرحلة بأجنحة مكسورة،

ونترك الوعد السماوي معلقًا،

إلى أن يشهد الله علينا مرة أخرى،

في لقاءٍ آخر، أو حياةٍ أخرى،

حين لا يكون للهرب مكان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.