نجاح المؤتمر الأول من نوعه في المملكة العربية السعودية(نسك هدايا الحاج نهج) بحضور 120 شركة

القاهرة : جمال البدراوي:
اختتمت الأسبوع الماضي بمركز المعارض والمؤتمرات بالغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة فعاليات معرض «نسك هدايا الحاج نهج» الناجح و الذي ضم نحو 120 جناحا تحت إشراف وتنظيم الدكتورة/ نهي الحليس رئيسة مجلس إدارة شركة نون للأعمال وتنظيم المؤتمرات أبرزت أنشطة وفعاليات عدد من القطاعات الحكومية والأهلية والمؤسسات الخيرية العاملة في خدمة حجاج بيت الله الحرام، إضافة لإبراز نماذج من الأعمال والحرف اليدوية والتي جاءت مشاركاتها متوافقة مع عام 2025 الذي جعلته وزارة الثقافة عاما للحرف اليدوية كأصالة ملموسة موروثة من الآباء والأجداد.

ولقد نجح المعرض في نقل صور متعددة عن الجهود المبذولة لتمكين ضيوف الرحمن من أداء نسكهم، وابراز نماذج من التراث والثقافة السعودية، فإن مشاركة وزارة البيئة والمياه والزراعة بموقع مميز داخل المعرض نقل جزءا من جهودها في مكافحة التصحر وزيادة الرقعة الزراعية، لتتوافق مع مبادرة السعودية الخضراء التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.

ومثل تدشين معالي رئيس مجلس إدارة جمعية هدية الحاج والمعتمر الدكتور حاتم بن حسن المرزوقي، مبادرة «المراكز المتنقلة»، خطوة نوعية تستهدف تحسين تجربة ضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة، وتعزيز الخدمات المقدمة لهم بما يتوافق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.

والذي قال : كنت آمل أن يكون للهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة تواجدها لتبرز مشروعاتها ومبادراتها، لتعزيز جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وما يحمله موسم حج هذا العام من مشروعات نفذت ومبادرات أطلقت.

واضاف : مثّل غياب النقابة العامة للسيارات فراغا كبيرا، إذ إن في تواجدها خطوة تبرز كيفية تطور وسائل نقل الحجاج من الجمال إلى السيارات المكشوفة والباصات غير المكيفة المملوكة لخمس شركات، إلى حافلات مكيفة تملكها خمسة وسبعون شركة نقل حجاج، فمثل هذه المشاركات تنقل للزائر صورا واقعية قريبة من موعد أدائه للفريضة ليتذكر وهو في المشاعر المقدسة ما رآه داخل أروقة المعرض.

وإن شاركت واحدة من شركات خدمات حجاج الداخل، فإن هذا يدعو لضرورة العمل على توسيع المشاركة من خلال عدد من شركات مقدمي خدمات حجاج الخارج، سواء بصفتها المباشرة أو عبر المجلس التنسيقي لشركات أرباب الطوائف ومقدمي خدمة حجاج الخارج، فالزائر بحاجة لمعرفة كيف كانت خدمات الحجاج في الماضي، وكيف أصبحت اليوم.

و نجح المعرض في استقطاب متحف صلح الحديبية، ومتجر قبلة الدنيا لإبراز نماذج من الماضي، فإنه نجح في استقطاب عدد من الحرفيين والحرفيات الذين قدموا أعمالهم للزوار، وهذا ما يفتح المجال أمام المطالبة بالتوسع في المشاركات، وإعادة ترتيب موعد افتتاح المعرض بحيث يكون متوافقا مع فترة تواجد مسؤولي مكاتب شئون الحجاج ورؤساء ووزراء الشئون الدينية في الدول العربية والاسلامية، وتواجد وسائل الاعلام المرافقة للحجاج، لتنقل أنشطة المعرض ومحتوياته بصورة جيدة للعالم الخارجي، وخاصة أنه لا يمثل فردا أو مؤسسة أو شركة خاصة، فهو ينقل عبر المشاركين صورا متعددة عن الأعمال والجهود المبذولة لراحة وطمأنينة ضيوف الرحمن.

في الختام، أقول إن ما قدم من جهد لإقامة المعرض يمثل تحديا قويا، ويفتح المجال للدعوة لإقامته خلال فترة العمرة، وشكرا للغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة التي استضافت المعرض، وشكرا للأستاذة الدكتورة/ نهي الحليس رئيسة مجلس إدارة شركة نون للأعمال التي كانت مثالا للتحدي وعملت على توفير السبل المساعدة كافة لتمكين الحجاج من الوصول إلى المعرض عبر حافلات خاصة.
وشكرا للتنظيم الجديد الذي أتاح للزوار التمتع بالتنقل بين الأجنحة بعيدا عن الازدحام والفوضى

ومن جانبها صرحت الدكتورة نهي الحليس رئيسة مجلس إدارة شركة نون للأعمال وتنظيم المؤتمرات والمعارض بأن هدف المعرض هو تعزيز ثقافة الإهداء في الحج والعمرة، وتسليط الضوء على القيم الروحية والاجتماعية المرتبطة بها ، وعرض منتجات وهدايا مبتكرة تعكس الطابع الإسلامي والتراثي، وتُناسب ضيوف الرحمن ، ودعم الأسر السعودية المنتجة والحرفيين المحليين من خلال منحهم منصة للتسويق والتعريف بمنتجاتهم ، وتحفيز القطاعات الخاصة والحكومية على تطوير منتجات الهدايا الدينية والارتقاء بها ، والعمل على إبراز الصناعات الوطنية المرتبطة بخدمة الحجاج والمعتمرين، وتعزيز المحتوى المحلي ، وبناء شراكات استراتيجية بين الجهات المشاركة في منظومة الحج والعمرة ، تفعيل ” عام الحِرفة ” الذي أطلقته وزارة الثقافة السعودية لعام 2025 تحت مسمى ” عام الحرف اليدوية ” باعتبارها تراثا ثقافيا ينبغي الحفاظ عليها ، وتوثيقا لقصص تناولتها الحرف .
كما استهدف المعرض تسليط الضوء على الحرف التقليدية المرتبطة بثقافة الحج ، وتعزيز مكانة منطقة مكة المكرمة كمركز ريادي في تنظيم المعارض المتخصصة في خدمة ضيوف الرحمن

أما رسالة المعرض فتناولت تعزيز ثقافة الإهداء المرتبطة بالحج والعمرة، والاحتفاء بقيم الضيافة والتكريم لضيوف الرحمن، من خلال إبراز أجمل ما تُبدعه الأيادي الوطنية من منتجات وهدايا ذات طابع روحي وتراثي، تسهم في ربط الماضي بالحاضر .
واستهدف معرض نُسك هدايا الحاج (نهج) ضيوف الرحمن من حجاج بيت الله الحرام ، والجهات الحكومية والخاصة العاملة في قطاع الحج والعمرة ، والشركات والمصانع المتخصصة في إنتاج الهدايا والمنتجات الدينية ، والأسر المنتجة والحرفيين المحليين المهتمين بالحِرف والهدايا التراثية ، إضافة لرجال الأعمال والمستثمرين في قطاعات السياحة الدينية والصناعات الوطنية.

وجاء تنظيم المعرض تلبية لارتفاع الطلب على الهدايا الموسمية المرتبطة بالحج والعمرة، خاصة خلال موسم الحج ، وتفضيل المنتجات ذات الطابع الروحي والتراثي ، وقلة المعارض المتخصصة التي تتيح مساحة تجمع الجهات المنتجة والمستهلكين في هذا القطاع ، ورغبة شريحة واسعة من الحجاج والمعتمرين في اقتناء هدايا تعبّر عن روحانية الرحلة ومكانة الشعائر ، والاهتمام متزايد من الشركات الوطنية لتطوير منتجات إهداء تستهدف الزوار من داخل وخارج المملكة ، والقصور في الربط بين الحِرفة والمنتج التسويقي مما يؤكد أهمية المعرض في دعم عام الحِرفة وربطه بالفرص السوقية.