كتب_ أبوبكر أبوالمجد
أثناء خطابه للشعب فى 26 يناير الماضي وخلال الاجتماع الموسع للحكومة، أشار فخامة الرئيس قاسم-جومارت توقايف، رئيس جمهورية كازاخستان إلى أن المهمة الرئيسية التي تواجه السلطة التنفيذية هي استعادة النمو الاقتصادي، وجذب الاستثمارات وزيادة الدخل الحقيقي لمواطني كازاخستان. كما أكد على أهمية دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة الأكثر تضررا من الوباء والتدابير التقييدية وعرقلة الصلات التجارية.
وتلعب الكتلة الاقتصادية التابعة لوزارة الخارجية بجمهورية كازاخستان والبعثات الدبلوماسية الكازاخية في الخارج دورًا مهمًا في حل هذه المشكلات، وتقدم مساعدة شاملة للشركات الصغيرة والمتوسطة في إقامة علاقات مع الشركاء الأجانب، بما في ذلك المساعدة في عرض إمكانات المنتجين الكازاخ. لذلك وبفضل الجهود المنسقة، قامت وزارة خارجية جمهورية كازاخستان بالتعاون مع سفارة كازاخستان لدى جمهورية مصر العربية، وفي إطار تنفيذ تعليمات فخامة الرئيس قاسم-جومارت توقايف، بالتخطيط لعقد منتدى الأعمال المصري الكازاخي في الفترة من 5 إلى 7 فبراير 2021 بمدينة شرم الشيخ.
وينبغي النظر إلى منتدى الأعمال باعتباره عملية مستمرة لتعميق التعاون التجاري بين كازاخستان ومصر، وكذلك استعادة النشاط التجاري والاقتصادي والاستثماري بين البلدين في ظل جائحة كورونا.
ويتمثل الهدف الرئيسي لمنتدى الأعمال فى تسهيل إقامة اتصالات مباشرة بين المصنعين والمشترين المحتملين، وتبادل المعلومات حول مؤشرات الجودة وأسعار المنتجات، ومناقشة تفاصيل عقود التصدير. منظمو المنتدى من الجانب الكازاخي هم لجنة الاستثمار التابعة لوزارة الخارجية بجمهورية كازاخستان، والشركة المساهمة «Kazakh Invest»، والغرفة الوطنية لرجال الأعمال بكازاخستان «Atameken»، ومركز تطوير السياسة التجارية «QazTrade»، وشركة تأمين الصادرات «Kazakh Export»، والمركز الكازاخي للصناعة والتجارة «QazIndustry» وغيرها من مؤسسات الأعمال بكازاخستان. أما المنظمين من الجانب المصري فهم وزارة الخارجية، ووزارة التجارة والصناعة، ووزارة التعاون الدولي، ومحافظة جنوب سيناء، والاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، والهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة وغيرها من الجهات. ومن المتوقع أن تشارك في المنتدى أكثر من 70 شركة كازاخية و 200 شركة مصرية.
ووفقا لبرنامج منتدى الأعمال، من المخطط عقد لقاءات ثنائية بين الشركات الكازاخية والمصرية بصيغة B2B، ومعارض للمنتجات الكازاخية، وكذلك تنظيم عرض لإمكانات المنتجين الكازاخ والمشروعات الاستثمارية فى شكل كلمات لرؤساء الهيئات الحكومية وممثلي الشركات الكازاخية المشاركة. وقد أظهر 12 إقليما بكازاخستان اهتماما كبيرا بالمشاركة فى منتدى الأعمال من خلال مشاركة وفود رجال الأعمال التى تمثل تلك الأقاليم.
هناك علاقات تجارية واقتصادية وثيقة بين دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومصر، مما يساهم في تعزيز التجارة المتبادلة لمجموعة واسعة من السلع حتى في هذا الوقت الصعب بالنسبة للتجارة العالمية. وفي المستقبل القريب، من المخطط توقيع اتفاقية للتجارة الحرة بين الدول الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومصر، والتي ستوفر فرصًا كبيرة لزيادة تصدير المنتجات الكازاخية من خلال الوصول إلى السوق المصرية التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة. ونظرًا لسوق المبيعات الواسع، ستكون المنتجات الكازاخية مطلوبة في مصر والدول العربية في شمال إفريقيا، مثل المغرب والجزائر وتونس والسودان. كما ستضع هذه الاتفاقية الأساس القانوني اللازم لدول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، التي تعتبر مصر “بوابة” إلى إفريقيا ومستعدة لتنفيذ مشروعات توطين الإنتاج في مصر.
تعتزم كازاخستان ومصر بناء تعاون في مختلف المجالات لزيادة مستوى العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية بين البلدين. ومن المقرر عقد الاجتماع السادس للجنة الكازاخية المصرية الحكومية المشتركة للتعاون التجاري الاقتصادي والثقافي الإنساني والعلمي التقني خلال العام الحالى، بالإضافة إلى الجولة السابعة من المشاورات السياسية والقنصلية. ومن المنتظر أن تعطى هذه الفعاليات دفعة إضافية لتنمية التعاون متعدد الأطراف في هذه المجالات.
كما أن كازاخستان مهتمة بإقامة شراكة متكاملة مع مصر في مختلف المجالات وبالأخص في المجال الاقتصادي. حيث سيعطي منتدى الأعمال المنتظر دفعة إضافية لتنمية التعاون التجاري والاقتصادي الذي يلبي المصالح الإستراتيجية للبلدين.
التعليقات مغلقة.