موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

 مشروع إحياء الموتى… “سلسلة صراع العلم والدين …. الجزء 13”

للكاتب / ياسر عامر

 استهل مقالي هذا باستهلال لا بد منه محاولاً عدم الإطالة منذ ستة اعوام تقريباً، وانا ابحث في مجال العلم والدين، وجدت خلافات شاسعة تصل لحد الإنكار للدين وما جاء بالكتب السماوية، من جانب العلماء او بمعني ادق الفلاسفة والباحثين في العلم النظري الافتراضي، وليس العلم التجريبي، ولكني اندهشت كثيراً مما وجدت عليه علماء الدين عامة والإسلامي خاصة، ألا وهو إيمانهم التام واستسلامهم لأغلب أو معظم النظريات العلمية، بل وجدت من يهرول لإثبات تلك النظريات،ولا أراهن علي ذكائك عزيزي القارئ والقارئة بأن اسمهانظريات علمية” وليستحقائق علمية”  حتى لا يختلط عليكم الأمر”….. بما يعرف بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم الذي ارفضه رفضاً تاماً قاطعاً فنحن كمؤمنين لا ننتظر نظريات علمية للثبات علي ايماننا .

منذ ان بدأت في كتابة تلك السلسلة، وانا اجد ابواباً تغلق، وأخرى تفتح امامي، مررت بأحداث غريبة عجيبة لم استطع تفسيرها، ولا سبيل لذكرها، وبعد ان كتبت بعون الله اثني عشر مقالاً في هذه السلسلة اكتب مقالي الثالث عشر الذي كنت أنوي نشره من عام مضى ولكني ترددت كثيرا لما توقعته من ردود أفعال ل مثلا او علي لم أكن وقتها استطيع الرد عليها، حتى تم الإعلان عن المشروع ولم يعد سراً.

في الحقيقة الواقع أكبر من أي خيال وما تشاهدونه من افلام امريكية تحت مسمي خيال علمي ما هو إلا حقائق واقعة قد تكون في بعد اخر، فلا يستطيع خيال بشر ان يصل لهذا الحد، اذكر علي سبيل المثال فيلمافاتارفهو ليس خيال بل واقع .

واكتفي لعدم الإطالة واذكر في مقالي هذا مشروع جديد من نسج العلم والتطور التكنولوجي وهو مشروعإحياء الموتىفعلاً  كما قلت عزيزي القارئ استغفر الله العظيم ، ولكن تمهل فكله بعلم الله نحن نتحدث هنا عن علم وكله بارادة الله.

بدأت الفكرة قديماً كما تشاهدون في الأعمال السينمائية والدرامية المصرية والأجنبية باستدعاء روح أحد الأقارب عن طريق ما يسمي بوسيط، وتأتي الروح من العالم الآخر لتتحدث وتخبر ببعض المعلومات علي سبيل اثبات وجودها، ورغم اني حضرت بعض هذه الجلسات التي اعتقد انها لا تخرج من وجهة نظري عن كونها نصب في نصب.

تطور العلم كثيرا وخطا خطوات واسعة واصبح بامكانك ان تجلس امام شاشة الكمبيوتر أو حتى الموبايل وتلاعب شيء خفي غير ظاهر يعرف ببرنامج معين شطرنج أو سباق سيارات او اي لعبة اخري.

وقررت شركة مايكروسوفت الشهيرة مالكها “بيل جيتس” فأصبح من الممكن الآن ” والآن تعني الآن ناو”  التواصل مع الموتى، نعم عزيزي القارئ التواصل الذي أقصده هنا ليس بوجود روحاني يستدعي روح احد اقاربك ذلك ممكنًا الآن بفعل التكنولوجيا الملعونةادوات الدجالوذلك باختصار شديد عن طريق مشروع تقوم به شركة مايكروسوفت العالمية .

و طور العلماء تقنية، تكون قادرة على محاكاة الشخص أوخلق” صورة الهولوغرامية للشخص المتوفى.

 

وتقوم هذه التقنية، خلال حياة الشخص، بجمع معلومات حوله وهو علي قيد الحياة طبعاً او بعد موته، وأسلوب حياته، وعاداته، وشخصيته، والطعام المفضل، وعدد كبير من المعلومات الأخرى، أي تخزين المعلومات وتحليلها ووضع جميع الاختيارات والردود والأفعال الممكنة المتوقعة وغير المتوقعة .

 

وبعد جمع ومعالجة هذه المعلومات، يتم وضعها فيصورة رقمية” (نسخة ظاهرية عن الشخص المتوفي تطابق مظهره الحقيقي) ويمكن التحدث إليها وتبادل الأراء بعد تحويلها لصورة و”تجسيدها” بطريقتين الأولى هولوجرام كما شاهدتم حفلات أم كلثوم حديثاً وهي تغني علي المسرح كنوع من أنواع استدعاء الماضي الجميل.

اما الثانية وهي الأخطر فهو الآتي وهو صنع ” خلق  كما يطلقوا عليها” روبوتات او ذكاء اصطناعي بشكل المتوفى ليعيش معك في المنزل كأنه الفرد المتوفي من أفراد الاسرة، تخيل من فقد ابن او ابنة او زوج او والد او والدة، كأنه يعيش مع من فقد، والمبرر هو تحقيق الراحة النفسية ،والتأثير الإيجابي لهذه التقنية، والتأثير الاجتماعي، بسبب ان العديد من البشر لا يستطيعون تخطي أحزانهم، منهم من يصاب بالصدمات النفسية وتتوقف حياته تماماً لفقدانهم أشخاص مقربين….  طبعاً من وجهة نظر العلماء او علي الأقل هو ما يقولونه تبريراً لما يفعلوه وقد يبدو لك السبب عاطفياً انسانياً تماماً ، ولكن تغيب عنك فكرة حكمة الله جل شأنه ونعمة النسيان التي سمي بوجودها الانسان انسان،

أضف الي ذلك خلق شخصيات تمثل القادة الملهمين ورجال الدين والمؤثرين بتلك التقنيات المجنونة واطلق لخيالك العنان عزيزي القارئ والقارئة واجعله تتخيل ما تاُثير ذلك وما يجلبه لنا من مشكلات وأزمات جديدة وخطيرة قد نتناول بعض منها في مقال آخر ان شاء الله.

ومع تقدم التقنية وانتشارها يختلط الامر تماماً وبعد مرور اعوام ليست كثيرة ستصبح تلك التقنية متوفرة بأسعار في متناول الأغنياء فمن يفقد عزيز يستطيع إيجاد البديل بماله… وليست هذه نعمة بل نقمة تسيب المجتمع في مقتل وتكون خطوة أخرى في سبيل الانطلاق الي العالم الافتراضي الوهميعالم الدجال

واحذر فان هذه ضمن سيطرة الدجال علي البشر فنحن في عصر الدجال ” فتنة الدجال” التي أخبرنا عنها رسول الله بل الرسل اجمعين، وما يفعلوه ما هو الا سموم يضعونها في العسل، وما هو إلا وهم نعيش في عصرالوهم، ويصبح كل ما هو حولنا وهم غير حقيقي، ويحاولون إسقاط جميع الأديان، ويتحول البشر من الاتباع الي التمرد والإلحاد، وظهور الدجال محاولاً نشر دينه الأوحد وهو لا دين اساساً في محاولة أخيرة لإبليس لإضلال بني آدم….. والي المقال القادم بإذن الله تعالى وتوفيقه.

التعليقات مغلقة.