كيف نتحكم في علاقاتنا الانسانيه ! وهل هي التي تحكم الروابط الاجتماعية ؟؟؟؟؟؟
مقال بقلمي : ايناس سلامة
هناك أسس وركائز تحكم علاقتنا بالاخرين سواء في علاقتنا الاجتماعية اوالعلاقه الزوجية او الاصدقاء او الاخوه او العائلية. هذه القواعد هي التي تحكم علاقتنا وتتحدد علي أساس من الود والتفاهم وتجعلك شخص مقبول اجتماعياً .. هذه العلاقه يمكن ان نطلق عليها أسم الحب الانساني : هو الحب الذي لابد ان يتواجد في داخلنا عندما نتعامل مع اي انسان بدون ان تربطنا به اي نوع من المصالح ولكن هناك فقط علاقه تشعرنا بالسعادة ، نشعر معهم بالارتياح دون قيود او اعباء نفسيه ، او خوف من فشل العلاقه . هذه القاعده التي تجعلنا نحب لغيرنا ما نحب لأنفسنا . فالتعامل مع الآخرين فن لا يُجيده كل الناس ، واكثر مشاكلنا بسبب العلاقات الأنسانية . لقد فقد البشر قدرتهم علي التواصل . فلا يعرفون كيف يتعاملون مع أهلهم ولا والديهم ولا أصدقائهم ولا اخوانهم ولا أعدائهم ولا حتى مع أنفسهم . وقد يفشلون في اقرب العلاقات كاالعلاقات الزوجية والاسريه . ومن اجل ذالك لابد من إصلاح الذات فالتغلب على النفس يبدأ بإتخاذ القرار بتحمل المسؤولية تجاه أنفسنا.فمن عرف اصلاح نفسه وتفهمها وأحبها وأحسن التعامل معها وإدارة جوانبها ومستوياتها وصراعاتها كان أقدر على فعل ذلك مع غيره , ومن فشل في ذلك فقدرته على معرفة الآخرين وحبهم وإدارة العلاقة معهم يكون من الصعب الحصول عليها . ونجد ان قانون الحب هو أول قانون في العلاقات نشأ حين أحب آدم حواء وأحبته وسكن اليها ومازال هذا الحب يتوارث في ذريتهما ويجمع المحبين لتعمير الارض وتنمو بهم الحياة وتتطور . وقانون الحب يكتسبه الإنسان في مراحل نموه الأولى حين تحتويه الأم بالرعاية وتلبي احتياجاته فينشأ لديه إحساس بأن الحياة آمنة وأن الآخرين يوثق بهم وبعطائهم وأنهم يستحقون منا المشاعر الطيبة … لكن هناك بعض المشكلات التي قد تنتج نتيجة التواصل مع بعض الاشخاص وينتج عنها قانون اخر وهو …. قانون الصراع : نشأ هذا القانون بين قابيل وهابيل نتيجه لمشاعر الغيرة والحسد والتنافس انتهت بأن قابيل قتل أخاه هابيل , واستمر ذلك القانون موجود بين البشر وينتج عنه النزاعات والخلافات والحروب في كل زمان ومكان . وقانون الصراع يتواجد عند الإنسان إذا نشأ في بيئة غير مستقره لاتعطيه احتياجاته الأساسية لذلك ينمو لديه الإحساس بأن الحياة غير آمنة وأن الآخرين لا يوثق بهم وأن عليه أن يأخذ حقه بالقوه وأن يتصارع طول الوقت مع الآخرين الذين يحاولون – في نظره – أن يسلبوه ذلك الحق. ومن حكمة الله ورحمته أن قانون الحب نشأ قبل قانون الصراع , وأنه يظل أقوى وأكثر امتدادا وتأثيراً علي الأنسان من قانون الصراع , والدليل على ذلك استمرار الحياة على الأرض وتطورها ونموها على الرغم من الخلافات والصراعات والحروب . فالإختلاف يكاد يكون هو أهم مصدر للمشاكل في العلاقات فلا شك أننا كبشر مختلفون بدرجات متفاوتة , وبعضنا يتحمل هذا الإختلاف ويتقبله والبعض الآخر لا يتحمل ويدخل في صراع . وبعض الناس لديهم توقعات بأن يكون الآخرين مثلهم في طريقة التفكير وفي السلوك , وأن من يختلف عنهم يصبح عدوا لهم لايصلح التعامل معهم . فقبول حقيقة أن البشر مختلفين , وأن الله خلقهم كذلك لحكمة , ولا يصلح أن يكونوا جميعاً متشابهين أو متطابقين , فعلينا القبول لأخطاء البشر مهما عظمت لانها الطبيعه البشرية ، فالتكيف مع الناس وخاصة أولئك الذين نضطر للتعامل معهم ولانتقبل صفاتهم وأفعالهم , فنحاول أن نتعامل مع الجزء أو الأجزاء المريحة فيهم وأن نبتعد قدر الإمكان عن مناطق الصراع في نفوسهم أو نفوسنا بمعني الإسترضاء وهذه طريقة تصلح مع من نحتاج للتعامل معهم على الرغم من وجود مشاعر سلبية لديهم تجاهنا ,فعلينا فهم مفاتيح البشر , فلكل شخصية مفتاح أو عدة مفاتيح تتصل بالمحور أو المحاور الأساسية للشخصية ,فهذا شخص عملي يحتاج إلى التواصل المباشر والسريع للوصول إلى الإنجاز , وهذا شخص رومانسي هادئ يعطي المشاعر أهمية كبيرة , وثالث يهتم بالعلاقات الإجتماعية والقيادة , ورابع يهتم اهتماما شديداً بالمال , وخامس يعطي قدر كبير للقيم والمبادئ من العناية والاهتمام , وسادس يبحث عن المتع والملذات , وسابع تحلق روحه إلى السماء عشقا للإله …… وهكذا أنماط متباينة من البشر. ومعرفة المفاتيح قد تكون لدى بعض الناس بالفطرة والتجربة الحياتية , وقد يكتسبها البعض الآخر بالدراسة والمعرفة لأنماط الشخصيات وتوجهات الناس…. وأخيراً علينا ضبط المسافات , وهي طريقة من أفضل الطرق وأنجحها في العلاقات الإنسانية , وتتلخص في أننا نقترب أو نبتعد من الشخص الذي نتعامل معه حسب ظروفه وظروفنا ودرجة قبوله وقبولنا واحتياجاته واحتياجاتنا , بحيث تكون هناك حالة من التوازن الدينامي في العلاقة فلا نبتعد إلى الدرجة التي تنقطع فيها العلاقة ولا نقترب للدرجة التي تؤدي إلى الحساسية أو الإختناق . وهذه الإستراتيجية تحتاج لحسن تقدير لحالتنا وحالة الشخص الذي نتعامل معه لحظة بلحظة ثم ضبط المسافة قرباً أو بعداً بناءا على هذه الحالة . فالقرب الشديد قد ينتهي بالبعد الشديد , والحب الشديد قد ينتهي ببغض شديد ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم موجها نظرنا إلى التوسط في العلاقات والسيطرة الواعية عليها :”أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما , وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما ” …. فالعلاقات الانسانيه لاتحتمل الحديه ولا العناد ولاالمكابره وقد نتحتاج الي التغافل والتسامح والعفو والنسيان كي تستمر العلاقه .
التعليقات مغلقة.