كريم عادل يكتب .. قوة مصر الحضارية
شهدت مصر والعالم احتفال عظيم مهيب لنقل ٢٢ مومياء من ملوك وملكات مصر من المتحف القديم إلى المتحف القومي للحضارة المصرية، حاز على اهتمام وتغطية كافة وسائل الإعلام الدولية ، ومتابعة كافة شعوب العالم .
ويعزز هذا الحدث من قوة مصر على المستويين العربي والدولي، لما يحمله هذا الحدث للعديد من الدلالات، فهو حدث يليق باسم وتاريخ الدولة المصرية، فقد احتفلت مصر الحديثة بتاريخ وحضارة الأجداد في موكب يليق بعظمتهم وتاريخهم، وبتنظيم يليق باسم الدولة المصرية التي نجحت في تنفيذ العديد من المحافل الدولية خلال السنوات الأخيرة، حازت جميعها على إشادة المشاركين بها من أشخاص ودول، مما يجعلها تتصدر قائمة الدول القادرة على استضافة وتنظيم وتأمين كبرى المحافل الدولية .
فالدولة المصرية لا تتوقف عن كتابة التاريخ، فقد صنعت مصر الحضارة وكتبت التاريخ منذ آلاف السنين ولاتزال تثبت للعالم أجمع أن مصر بأبنائها وقدراتها لاتزال تقدم للعالم أروع المثل في القدرة على العمل والتنظيم والتأمين والإبداع، إضافةً إلى إعلان الدولة المصرية عن اكتشافاتها وقدرتها في الحفاظ على تراثها وحضارتها. فهو إنجاز جديد يكتب في تاريخ الدولة المصرية، ويعزز من قوتها، كما يعد بمثابة إعلان عن تاريخ الحضارة المصرية، وعن المتحف القومي للحضارة المصرية، الذي يعد بمثابة نقلة نوعية في المتاحف المصرية، التي باتت تنافس المتاحف العالمية بكل قوة إذ لم تعد قاصرة على المتحف المصري في ميدان التحرير، فأصبح هناك المتحف الكبير في الهرم، ومتحف الحضارة في الفسطاط.
خاصةً وأن هذا الحدث التاريخي نجح في أن يجذب اهتمامات السائحين بزيارة المتحف القومي للحضارة المصرية، وهو ما يساهم بدوره في حدوث رواج في قطاع السياحة خلال الفترة المقبلة باعتباره أحد أهم مصادر الدخل القومي المصري، لما يوفره من نقد أجنبي، ولما يساهم به من زيادة نسب الإشغال في الفنادق، ورواج حركة التجارة بالدولة المصرية، وتوفير فرص عمل في قطاع السياحة وكافة القطاعات الأخرى ذات الصلة والارتباط، مما ينعكس بدوره على المؤشرات الاقتصادية الكلية للدولة المصرية.
د. كريم عادل الخبير الاقتصادي رئيس مركز العدل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية
التعليقات مغلقة.