- قصة قصيرة _ فاطمة بدير
جنوب سيناء
فريدة وملك صديقتان منذ الطفوله لكن عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي لم يريا بعضهما طوال الفترة الماضية…
لأن فريدة من سيناء وملك من القاهرة ولم تذهب ملك إلى سيناء يوما ما لكنهما قررا أن يلتقيا في سيناء فرتبت ملك اشياءها وملابسها وقررت الذهاب الى فريدة في سيناء.
وصلت ملك إلى سيناء وقابلتها فريدة وقالت ملك لفريدة اريد أن أرى كل مكان في سيناء
لأنني لم أتخيل ابدا أنها بهذه الروعة وهذا الجمال احكي لي اولا عن سيناء
ثم اذهبي بي الي كل الاماكن فيها لانني اشتاق الي السماع والرؤيا
فقالت فريدة..
هل تعرفين اولا من نحن؟؟!!!
نحن أبناء سيناء…ولدنا في أرض الشهداء وتربينا بين الجنود الأوفياء فتعلمنا منهم الشموخ والصمود والإباء والصبر على البأساء…
وعاشرنا البدو فكنا مثلهم في الكرم وحسن العشرة وحفظ الجوار …
والتحفنا السماء فأخذنا صفاتها في الصفاء والنقاء لم نعرف غدرًا ولا حقدًا …
وافترشنا الأرض فتعلمنا البساطة والتواضع…
ومررنا بالجبال فاقتبسنا منها القوة والجسارة وعدم الإنحناء…
وكان البحر دائما أمامنا رمزًا للعطاء فتأثرنا به ولم نبخل على وطننا بالغالي من الدماء …
ترعرعنا في هذه البيئة النقية بدون سنيمات أو كافيهات أو ملاهي أو نوادي …
صقلتنا شمس الصحراء بحرارتها، وقوتنا الجبال بعلو هامتها فتحملنا السفر لأوقات طويلة معتمدين على تربية أهلنا لنا وحرصهم على تزويدنا بكل ما ينفعنا…
وفي سفرنا كلنا شوق إلى الأرض التي تربينا عليها فنحن حينما نعبر النفق ونكون في البر الشرقي نشم رائحة تراب أرض سيناء المميزة فنشتاق إلى كل ذرة رمل فيها وتهتف أرواحنا سيناء ..يا سيناء ..يا سيناء
قالت ملك ماسبب اشتياقكم لرمل سيناء
فردت فريدة لان كل ذرة رمل فيها قد ارتوت بدماء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم ووهبوهما فداء للوطن لتحرير هذه البقعة الغالية من ارضنا
قالت ملك منذ أن وطئت قدماي أرض سيناء وانا احس بروحانيات عالية وراحة نفسية كبري فهل تستطيعين ياملك تفسير هذا الإحساس لي؟!
إجابتها فريدة نعم ليس احساسك وحدك وانما هو إحساس كل من يعيش علي هذه البقعة الطيبة المباركة
وذلك لعدة أسباب
أولها : أن سيدنا عيسي مر بها هو والسيدة العذراء في رحلتهما الي مصر
ثانيها: أنها شهدت معظم الأحداث التي دارت بين سيدنا موسي عليه السلام وقومه
ففيها الوادي المقدس و جبل المناجاه وجبل التجلي والأماكن التي انزل الله فيها المن والسلوي علي بني اسرائيل
ثالثها: ان رسول الله صلي الله عليه وسلم مر بها ليلة الإسراء والمعراج
رابعها : أنها لن يدخلها المسيح الدجال
فهي مباركة ببركة أنبياء الله ورسله
لذا تقوم محافظة جنوب سيناء الان بتنفيذ اضخم مشروع في مدينة سانت كاترين وهو مشروع التجلي الاعظم
وان شاء الله حينما يتم هذا المشروع سادعوك في زيارة له لتشاهدي روعة الزمان والمكان
والتجليات العظيمة التي تتمتع بها ارض سيناء
حينما سمعت ملك ماقالته فريدة لم تتمالك نفسها وهتفت باعلي صوتها
حقا سيناء …ياسيناء… ياسيناء.
التعليقات مغلقة.