مصر القاهرة – باريس – عمرو عبدالرحمن
احتفي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالرئيس / عبدالفتاح السيسي علي مأدبة عشاء الدولة التي أقامها بقصر الإليزيه في باريس مساء الاثنين على شرف زيارته التاريخية لعاصمة النور.
وقد ألقي الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة خلال مأدبة عشاء الدولة التي أقامها الرئيس الفرنسي بقصر الإليزيه، قال فيها؛
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس والصديق العزيز إيمانويل ماكرون.
أود أن أعرب لفخامتكم عن خالص الشكر والعرفان على دعوتكم الكريمة وعلى حفاوة الاستقبال الذي لمسته خلال زيارتي الحالية للجمهورية الفرنسية العريقة فضلًا عن محادثاتنا البناءة والمثمرة صباح اليوم بما يعكس بوضوح مدى تميز وتفرد العلاقات الثنائية بين جمهورية مصر العربية والجمهورية الفرنسية.
إن بلدكم العظيم وشعبكم الصديق يحظى بمكانة خاصة لدى الشعب المصري بأسره إذ نتشارك سويًا إرثًا ثقافيًا وحضاريًا يمتد عبر العصور.
وقد أسهم الولع الكبير للشعب الفرنسي بالحضارة المصرية القديمة في مزيد من تعميق علاقة الود والصداقة والتعاون وتلاقى الأهداف والرؤى والمصالح المشتركة بين بلدينا خاصة منذ أن نجح العالم الفرنسي الكبير “شامبليون” في فك رموز اللغة “الهيروغليفية” منذ حوالي مائتي عام.
كما أن العلاقات المتميزة التي تجمع بلدينا يترجمها التعاون القائم بين مختلف المؤسسات المصرية والفرنسية وعلى رأسها التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتعليم والنقل والدفاع والأمن وهي مجالات تمثل أساسًا راسخًا للعلاقات الوطيدة التي تجمعنا.
ولا شك أن ما يشهده العالم حاليًا من تحديات هائلة وفى مقدمتها ظواهر العنف والتطرف وكراهية الآخر والتعصب والعنصرية وازدراء الأديان إنما يفرض على بلدينا بما لهما من ثقل حضاري وثقافي أعباء كبيرة للتعاون لمواجهة هذه الظواهر السلبية والعمل المشترك لتعزيز قيم التسامح والاعتدال والوسطية وقبول الآخر وهي جميعها قيم نحن في أمس الحاجة لنشرها وتعميقها في العالم الآن أكثر من أي وقت مضى.
وتمثل زيارتي لبلدكم الصديق فرصة مهمة لتبادل الرؤى ليس فقط حول سبل الارتقاء بعلاقات التعاون فيما بين بلدينا بل لتنسيق المواقف أيضًا إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية محل اهتمامنا.
ولعل التوافق في وجهات النظر الذي شهدته محادثاتي مع فخامتكم يؤكد مجددًا على إرادتنا السياسية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين مصر وفرنسا والبناء عليها قدمًا لتحقيق التطلعات الطموحة لشعبينا الصديقين خاصة وأن هذه الشراكة باتت عنوانا لمسيرة تعاون متميز ومثمر بدأت منذ عقود حتى أضحت جهدًا مؤسسيًا نحتفى به لرسوخ دعائمه وثبات قواعده.
وفى الختام أوجه مجددًا التحية لكم، فخامة الرئيس على اهتمامكم وحرصكم الدائم على تعزيز التنسيق المشترك وتطوير كافة جوانب التعاون بين بلدينا متمنيًا لكم دوام التوفيق وللشعب الفرنسي الصديق مزيدًا من الأمن والازدهار.
وشكرًا جزيلًا.
حفظ الله مصر
التعليقات مغلقة.