فائزة السوداني ..رائدة التمثيل الأهوازي الأيراني تتألق في سلطنة عمان ( عندما تنتهي تسقط ) يكشف عورات البشر منذ أدم حتي مجزرة غزة شاركت (الغول ) عبد الهادي والفنان الكبير تقي وتصفيق 35 دقيقة بلا أنقطاع جائزتهم الوحيدة من الجماهير بمهرجان الدن الدولي .
رسالة سلطنة عمان : جمال البدراوي :
فنانه عصرية تنتمي للقامات العملاقة من الأجيال السابقة الذين كانوا من أبرز العلامات المسرحية علي مر العصور فهي لا تقل بأي حال من الأحوال عن هؤلاء الفنانين العالميين الكبار مثل العملاقة سميحة أيوب وسناء جميل في مسرحية المحروسة وأمينة رزق في راسبوتين وسميرة عبد العزيز وغيرهن من النجمات المصريات المحفورات في الذاكرة السينمائية والمسرحية ..فهي فنانه تأخذك لعالمها السرمدي حين تشاهد أدائها كسيدة مسرح من الطراز الأول تؤدي بكل طاقتها تنغمس في توصيل الدور الذي تؤدية بفلسفة جسدية وأداء راقي يجعلك تذوب بين المشاهد وتغوص في أعماق الرواية التي تحكي تفاصيلها ..لا تعبأ بأنوثتها الطاغية الكامنه خلف ردائها الملطخ بالأتربة التي تكسو خشبات المسرح لكي تنجح بأمتياز في تقديم دورها ولايمكن أن تجمع بين أدائها بالمسرح وعذوبتها ورقتها خارجه ..
هكذا أطلت الفنانه العملاقة التي جمعت بين الموهبة الفنية المسرحية وبين مواهب الألقاء والتعبير اللفظي والأبداع أنها الفنانه الأيرانية الأهوازية / فائزة السوداني التي كانت بطلة عرض عندما تنتهي تسقط”.. تلك المسرحية الأهوازية التي تروي جرائم البشر بحق الكرة الأرضية بداية من أول حادث قتل أنسان لأخيه الأنسان ( هابيل وقابيل ) حتي عرض أكفان أطفال غزة في ختام العرض والذي كان خير شاهد علي العصر الذي نحيا ونعيش فيه …وبالرغم من أن العرض لم ينل أي من حقوقه لا الأدبية أو المادية في نتائج ختام مهرجان الدولي الذي أختتم منذ أيام في سلطنة عمان إلا أن العمل نال أحترام الجمهور الذي شاهد العرض وظل يصفق بحرارة للأبطال لأكثر من 35 دقيقة كاملة .
وظهر بجوار النجمة العالمية فائزة السوداني ..الفنان الكبير والمخرج عبد الهادي ( غول ) التمثيل في المسرح الأهوازي الأيراني وشاركهما النجاح المبهر في أداء لشخصية أدم ب الفنان الكبير (تقي )
هكذا رأيت وشاركني الرأي العديد من كبار الفنانين والنقاد الذين شاهدوا عرض ( عندما تنتهي تسقط ) الذي قدمه الوفد الأيراني بفريق ( شمايل ) الأيراني في مشاركته بمهرجان الدن الدولي المقام بسلطنه عمان في الفترة من 21 أكتوبر وحتي أول نوفمبر 2023 والذي نال أستحسان الجميع بالرغم من بساطة العرض المؤثر والمفعم بالحركة والأداء الجسدي ولغة الجسد التي عبرت عن الصراع العالمي الدائر والحروب التي لا تنتهي منذ بدء الخليقة منذ قتل قابيل لأخيه هابيل وكيف نجح الفنان القدير تقي عبد العزيز في دور أدم طوال العرض منذ البداية للنهاية وظهر بمكياج عالي الدقة في توصيل الصورة وكانت براعة الفنان الممثل وكاتب ومخرج العرض عبد الهادي عبد الرزاق الجرف طوال العرض جعلته يستحق لقب ( غول ) المسرح والأداء الأهوازي الأيراني وشريكه في العرض الفنان الرائع عقيل حمادي وثلاثيتهم الفنانه القديرة الرائعة صاحبة الأحساس الصادق فائزة سوداني التي جسدت بملامحها الجميلة والبريئة وبلغة جسدها المكسو بأزياء تناسبت مع كافة العصور وبأداء بارع وصل للجمهور فلم تبالي هي وزملائها بالتراب الكثيف الموجود علي خشبة المسرح وخرج الثلاثه مضرجة ملابسهم به لتوصيل واقعية الحدث ..
وعمل الفنانون الأربعة علي العمل من خلال أدائهم الرائع من أجل إحلال السلام وإنقاذ الأرض من الدمار الذي لحق بها جراء تصرفات بني آدم
وجسدته العواصف الترابية وفي الختام خرج أبطال العرض حاملين أكفان ونعوش أطفال غزة الشهداء بإذن الله ليعاصروا الأحداث الراهنه وكم المجازر والجرائم التي يرتكبها بني البشر في حق أخوانهم من بني أدم موضحين أن “سلوك الإنسان أضحى أشد قساوة تجاه الأرض وطبيعة البشر وأنه لا بد من تدخل يد الله لأنقاذ الشعوب ل وإحلال السلام فيها من جرائم بني البشر.”.
قال المخرج والفنان عبد الهادي عبد الرزاق الجرف ومؤلف مسرحية “عندما تنتهي تسقط” إن السيناريو يحكي قصة خليقة أبي البشر وتدمير الأرض وخلقها مرة أخرى مؤكدا أن أحداث المسرحية تروي الجرائم التي يقوم بها بنو آدم بحق الكرة الأرضية وبحق أنفسهم وتسلط الضوء على الدمار الذي لحق بالعالم والبيئة خلال السنوات الماضية ومجازر اليهود التي يرتكبوها الأن في غزة ..فهذا هو العرض السادس للمسرحية وفي كل عرض تضيف لنا الأحداث الراهنه والجارية حدثا جديد نختتم به العرض ولعل أهمهم وأكثرهم بشاعة مشهد الأكفان والنعوش لأطفال غزة .
وفي النهاية أختتمت الفنانة الرائعة فائزة السوداني بعذوبة صوتها وهدوئها المغاير لطبيعتها علي خشبة المسرح قائله : بأن فريق العرض لا يملك إلا الدعوة إلى السلام في العالم وهو ما حاولنا تقديمه وتوصيلة في رسالتنا بهذه المسرحية والعرض شارك فيه الفنان قاسم سلطاني والفنان مهدي منصور للموسيقي والأضاءه والمؤثرات الصوتيه وفاطمة حزباوي للمكياج والمخرج المسرحي القدير محسن سراج .
والهدف الأساسي من مسرحية “عند ما تنتهي تسقط” هو الدعوة إلى السلام ونبذ الكراهية والحروب التي لم تجن الأرض منها سوى الدمار المسرحية اعتمدت العربية الفصحى في عروضها داخل إيران وخلال مشاركتها في مهرجانات عربية خارج البلاد .
بقي أن نعرف أن الفنانه فائزة السوداني ممثلة بالمسرح ولها مسلسلات تليفزيونية عديدة بالتليفزيون الأيراني بالأضافة الي أفلام سينمائية قامت ببطولتها لتستحق لقب أيقونه التمثيل الأيراني بلا منازع . ..
التعليقات مغلقة.