عياد : إننا أمام جيل جديد نحسبه مشروع دعاة وعلماء أفاضل ينصرون الحق وأهله
شارك الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عياد في فعاليات حفل تخرج الطلاب الوافدين في الأزهر الشريف لعام ٢٠٢٣ دفعة “شهداء غــزة”، والتي ينظمها مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب؛ وذلك بحضور د. محمد الضويني وكيل الأزهر، ود. سلامة جمعة رئيس جامعة الأزهر، الشيخ أيمن عبد الغني رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، مستشار شيخ الأزهر لشئون الوافدين د. نهلة الصعيدي، وعدد من قيادات الأزهر الشريف.
وثمَّن الأمين العام في بداية كلمته صمود الشعب الفلسطيني المرابط على كلمة الحق، الصامد أمام هذا الطغيان الصهيوني الغاشم، مضيفًا أننا وإن كنا نجتمع في هذا اللقاء المبارك لتخريج دفعة جديدة من الطلاب الوافدين من الدارسين بالأزهر الشريف ليكونوا أنموذجًا أزهريًا ينشر صحيح هذا الدين الذي ارتضاه الله لعباده لإرساء دعائم الحق بين الخلائق، فإننا في الوقت نفسه قلوبنا تعتصر حزنًا على ما تمر به فلسطين الحبيبة وشعبها الأعزل من قتل للأطفال والنساء والشيوخ على أيدي قوى الظلم والغطرسة من دعاة الإنسانية والسلام، ممن كشفت هذه الأحداث الدامية زيف ادعاءاتهم الباطلة.
أضاف عياد أن تسمية هذه الدفعة باسم شهداء غزة هي رسالة من الأزهر الشريف بقيادة إمامه الأكبر إلى ضرورة أن تحيا هذه القضية في عقول ونفوس أبنائه الدارسين خصوصًا وأنه يدرس به من الوافدين قرابة ٦٠ ألفًا من قرابة ١٤٠ دولة؛ فإن ذلك يعطي دلالة مهمة على أن أبناء هذه الدول منوط بهم العمل على تصحيح المعوج وتقويم الخطأ فيما يتعلق بهذه القضية الأبدية العربية الإسلامية؛ شاء من شاء وأبى من أبى، فالقدس عربية فلسطينية ومهما طال الليل فلابد من طلوع الفجر، مؤكدًا كما أن هذه التسمية رسالة إلى العالم أجمع على أننا جميعًا لم ولن نترك القضية الفلسطينية صغيرًا أو كبيرًا مهما اختلفت الجنسيات وأن فلسطين عربية إسلامية نسلم ذلك جيلًا بعد جيل وأننا لن ننسى أو نتناسى عروبتها وإسلاميتها.
أوضح أننا أمام جيل جديد نحسبه مشروع دعاة وعلماء أفاضل ينصرون الحق وأهله في كل مكان وزمان، ورسالة من الأزهر الشريف وإمامه الأكبر لتحيا هذه القضية في عقول ونفوس ووجدان الدارسين في الأزهر الشريف، فالطلاب الوافدين منوط بهم العمل على تصحيح المعوج وتقويم الخطأ فيما يتعلق بهذه القضية الأبدية العربية الإسلامية، فالقدس فلسطينية وعربية وإسلامية.
أوضح الأمين العام أن تخريج هذه الدفعة من الطلاب الأعزاء لهو استمرار لسلسلة يتبناها الأزهر الشريف بجميع قطاعاته بقيادة فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب شيخ الأزهر؛ كما أن هذه الاستمرارية تؤكد أيّما تأكيد على عناية هذه المؤسسة العريقة وإمامها الأكبر برسالة العلم وأهله، والتي من أولاها وأولاها العمل على إبراز الحق، والترغيب فيه، ومقاومة الباطل، والتنفير منه، مخاطبًا الطلاب قائلا إنكم أمام مسؤوليات جسام لابد لكم من أن تكونوا على قدرها وعلى قدر حقوقها؛ سيما وأن الأزهر قد فتح لكم الأبواب، وأزال لكم الصعاب وأمدكم بأدوات العلم ووسائل المعرفة، وبراهين الحجة، من خلال أسس ثابتة وبناء مستقيم، فلا يبقى أمامكم إلا العودة إلى بلادكم معبرين عن الأزهر الشريف وما أراده لكم، فقد جئتم بهدف وعدتم بأهداف جليلة، فكونوا على قدر المسؤولية، واعلموا أن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه ، وأخطر هذا الجانب ما يتعلق بالعلم وأمانة الكلمة.
أكد عياد أن هذا اللقاء المبارك وهؤلاء الطلاب الأكارم من جنود العلم، يبعث برسالة إلى الجميع أن الأزهر الشريف وما يقوم به من جهود من خلال جميع قطاعاته العلمية والتعليمية والدعوية، هو مشيئة إلهية وإرادة ربانية، وهذه المشيئة لا تتحقق إلا ببناء مستقيم مكتمل الأركان، فبناء وإعداد سفراء الأزهر لحمل الأمانة وتبليغ الرسالة، وإحقاق الحق، وإبطال الباطل، والسعي إلى رد الأمور إلى نصابها؛ لا يتحقق بالجانب العلمي فقط، وإنما يضم إليه مجموعة من الجوانب الفكرية والجسدية والنفسية والإبداعية، وهو ما يسعى الأزهر دائمًا لتقديمة لكل طالب وافد.
التعليقات مغلقة.