التاريخ الأسود للسدود الإثيوبية و التهديد الدائم لدول أفريقيا
التاريخ الأسود للسدود الإثيوبية و التهديد الدائم لدول أفريقيا
★اللواء.أ. ح. سامي محمد شلتوت.
※ تعد السدود الإثيوبية مصدر تهديد دائم لدول الجوار. فيعتقد البعض أن أزمة سد النهضةوالخوف من إنهياره بسبب كمية المياه المخزنة خلف جسم السد أو بسبب الطبيعة الجغرافية للأرض التي بني عليها هي الإشكالية الوحيدة التي تواجه بلد المنشأ، لكن ما لا يعرفه كثيرون أن إثيوبيا، لديها سجل حافل مملوء بالإرتباك والتصرفات الأحادية، فيما يتعلق ببناء السدود على الأنهار الدولية.
※ ولا يقتصر ذلك على حوض النيل، حيث تبني إثيوبيا سدودا على أنهار أخرى لا تتصل بالنيل، دون التنسيق مع دول المصب لهذه الأنهار، ما يسبب ضررا فعليا ضد شعوب القارة الإفريقية، مخترقة المعاهدات وقواعد القانون الدولي الحاكمة في الأنهار العابرة للحدود، ومهددة بالإخلال بالتوازن البيئي، غير ذلك فإن معظم هذه السدود فشلت بالفعل في توليد الكهرباء.
※فقد فشل سبعون بالمائة من السدود الإثيوبية. فالدراسات الإثيوبية نفسها، تؤكد أن هناك عشرات السدود والمشروعات المائية التي إنهارت، وهي سدود صغيرة على الأنهار الإثيوبية، وبلغت نسبة الفشل في هذه السدود حوالي «70%» من إجمالي السدود الإثيوبية موزعة كالتالي:
* «25%» من السدود الإثيوبية إنهارت لأسباب فنية وجيولوجية.
* «25%» إختفت منها المياه ما يعني وجود تشققات أدت لتسرب المياه.
* «30%»من السدود ملئت بالطمي.
وتشير الإحصائيات إلى أنه خلال الـخمس عشر عاما الأخيرة، أنشأت إثيوبيا سبعون سدا صغيرا على أنهار شمال البلاد، إنهار وتهدم منها خمسة وأربعون سدا، منما يدل على خطورة إنشاء السدود الضخمة على الأنهار في إثيوبيا، بسبب شدة إنحدار الهضبة الإثيوبية خاصة في حوض النيل الأزرق، وهو أكبر أنهار إثيوبيا وأشدها قوة.
※وتمتلك إثيوبيا إثنى عشر نهرا، تتساقط عليها أمطار تقدر بـ «950» مليار متر مكعب من المياه سنويا، وهي كمية ضخمة جدا، ومن بين الإثني عشر نهرا، يتبع ثلاثة منها حوض النيل، أهمها النيل الأزرق، أما عن أكبر الأنهار الإثيوبية فهو نهر «أومو»، والذي يصب مياهه في بحيرة «توركانا» في كينيا، ويعد المصدر الرئيسي لتغذية البحيرة بحوالي «90%» من المياه بها، ولكن عمدت إثيوبيا إلى إنشاء سدود «جيبا 1» وهو سد صغير على نهر أومو، وإنشاء مشروع «جيبا 2» نفق بطول «26» مترا على نفس النهر، فيما إنهار النفق بعد عشرة أيام من إفتتاحه في يناير 2010، غير أنه إنهار مرتين خلال عملية البناء.
※ أما المشروع الثالث على نهر «أومو»، هو «جيبا 3»، وهو أكبر سد إثيوبي قبل إنشاء سد النهضة، وتم إفتتاحه عام 2015، ويولد «1800» ميجا وات، ويخزن إثنى عشر ونصف مليار متر مكعب من المياه، وتسبب هذا النهر في غرق محميات طبيعية وله أثار مدمرة على البيئة، وحجب المياه عن بحيرة «توركانا» في كينيا، لأن إثيوبيا بنت السد بطريقة منفردة دون التنسيق مع كينيا ما سبب معاناة للشعب الكيني. ولم توقع إثيوبيا، الضرر على كينيا فقط، فقد تسببت في ضرر على الصومال أيضا، بعد بناء سد «جينالي داو»، على النهر المتجه نحو الصومال، ما يرسخ السياسة العدوانية التي تتبعها« أديس أبابا» مع جيرانها، حيث تقيم السدود وتحجز المياه دون الرجوع إلى الدول الشريكة على الأنهار، وهو ما يعد إختراقا لنصوص القانون الدولي، وتعديا على حقوق الشعوب التاريخية في المياه.
※ ومن ضمن المشروعات الإثيوبية الخطيرة أيضا هو سد «تاكيزي» المقام على نهر «عطبرة»، والذي إفتتح عام 2009 وإنهار جزء منه عام 2007 أثناء مراحل إنشائه، ثم إنهار عام 2009 قبل أيام من الإفتتاح وراح ضحيته حوالي خمسين شخصا…..