كتب/ جمال البدراوي ومحمد العبادي (شينخوا)
شارك الرئيس الصيني شي جين بينغ، امس (الاثنين)، في قمة البريكس الافتراضية، وألقى كلمة مهمة دعا فيها دول المجموعة إلى تعزيز التضامن والتعاون.
ترأس القمة الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، وحضرها كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان والرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو وولي عهد أبو ظبي خالد بن محمد وممثلا الهند وإثيوبيا.

وفي كلمته التي جاءت بعنوان “المضي قدما في تضامن وتعاون”، قال شي إن التحولات التي لم يشهد العالم مثلها على مدار قرن تمضي بوتيرة سريعة، وإن الهيمنة والأحادية والحمائية تزداد انتشارا.
وقال شي “ينبغي على دول البريكس، التي تقف في طليعة الجنوب العالمي، أن تعمل بروح البريكس المتمثلة في الانفتاح والشمول والتعاون المربح للجميع، وأن تدافع بشكل مشترك عن التعددية ونظام التجارة متعدد الأطراف، وأن تعزز تعاون البريكس الكبرى، وأن تقيم مجتمع مصير مشترك للبشرية”.
أولا، دعا دول البريكس إلى التمسك بالتعددية للدفاع عن النزاهة والعدالة الدوليتين. “تمثل التعددية التطلع المشترك للشعوب والاتجاه السائد في عصرنا”، وفقا لما قال، مضيفا أنها تشكل ركيزة أساسية للسلام والتنمية حول العالم.
وقال شي إن مبادرة الحوكمة العالمية التي اقترحها في الآونة الأخيرة تهدف إلى حشد العمل الدولي المشترك من أجل إقامة نظام حوكمة عالمي أكثر عدلا وإنصافا.
وأضاف أنه من المهم اتباع مبدأ التشاور المكثف والمساهمة المشتركة لتحقيق المنفعة المشتركة، وحماية النظام الدولي، وفي القلب منه الأمم المتحدة، والنظام الدولي القائم على القانون الدولي، لتعزيز أسس التعددية.
وأكد شي أنه ينبغي بذل جهود فعالة لتعزيز الديمقراطية في العلاقات الدولية وزيادة تمثيل دول الجنوب العالمي وصوتها، مضيفا أنه ينبغي تحسين نظام الحوكمة العالمي من خلال الإصلاح لتعبئة الموارد من جميع الجهات ومعالجة التحديات المشتركة التي تواجهها البشرية بشكل أكثر فعالية.
ثانيا، دعا شي إلى التمسك بالانفتاح والتعاون المربح للجميع لحماية النظام الاقتصادي والتجاري الدولي. وأشار إلى أن العولمة الاقتصادية هي اتجاه تاريخي لا يقاوم، وأن الدول لا يمكنها الازدهار بدون بيئة دولية للتعاون المنفتح، ولا يمكن لأي دولة أن تتحمل التراجع إلى العزلة الذاتية.
وأكد أنه يجب على دول المجموعة الالتزام ببناء اقتصاد عالمي منفتح، لمشاركة الفرص وتحقيق نتائج مربحة للجميع في الانفتاح، مشيراً إلى أهمية التمسك بنظام التجارة متعدد الأطراف، وفي القلب منه منظمة التجارة العالمية، ومعارضة جميع أشكال الحمائية.
وأضاف أنه على دول البريكس العمل على تعزيز عولمة اقتصادية مفيدة وشاملة ووضع التنمية في قلب الأجندة الدولية وضمان المشاركة المتساوية لدول الجنوب العالمي في التعاون الدولي وكذا تقاسم ثمار التنمية.
ثالثا، قال شي إنه ينبغي على دول البريكس التمسك بالتضامن والتعاون لتعزيز التضافر من أجل التنمية المشتركة.
تمثل دول البريكس ما يقرب من نصف سكان العالم ونحو 30 بالمئة من الناتج الاقتصادي العالمي وخمس التجارة العالمية.
وقال شي إنه كلما عملت دول البريكس معا بشكل وثيق، كانت أكثر مرونة ومهارة وفعالية في التصدي للمخاطر والتحديات الخارجية.
وأعرب عن استعداد الصين للعمل مع دول البريكس لتنفيذ مبادرة التنمية العالمية، وتعزيز التعاون عالي الجودة في إطار مبادرة الحزام والطريق، والاستفادة من نقاط القوة لكل دولة، وتعميق التعاون العملي، وجعل التعاون التجاري والمالي والعلمي-التكنولوجي أكثر إنتاجية، وذلك بهدف تعزيز أسس وزخم وتأثير تعاون البريكس الكبرى وتحقيق المزيد من الفوائد العملية للشعوب.
وأكد القادة المشاركون الآخرون أن أعمال الأحادية والتنمر تُزعزع النظام الدولي، وأن القانون الدولي والقواعد الدولية تحت التهديد، وأن التجارة تُستخدم كأداة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ما يُعرض السلام والتنمية العالميين لخطر جسيم.
كما أكدوا ضرورة تعزيز التضامن والتعاون بين دول البريكس، والاستجابة المشتركة للأزمات والتحديات، وحماية التعددية، والتمسك بالنظام الدولي للتجارة الحرة والمفتوحة، وحماية المصالح المشتركة للجنوب العالمي.
وقالوا إن مبادرة الحوكمة العالمية التي اقترحها الرئيس شي ملائمة وتُحدد الاتجاه والمسار لتحسين الحوكمة العالمية.
واتفقت الأطراف على مواصلة التواصل بشأن القضايا الساخنة، مثل أزمة أوكرانيا والصراع في غزة. وشددت على ضرورة الاستفادة المثلى من مجموعة أصدقاء السلام بشأن أزمة أوكرانيا، والالتزام بحل الدولتين لحل القضية الفلسطينية والحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
وقال وانغ لي، مدير مركز أبحاث تعاون البريكس في جامعة بكين للمعلمين، إن مقترحات الرئيس شي قيمة للغاية، وتقدم توجيهات مهمة تساعد على ضخ الاستقرار في المشهد الدولي.
وأضاف أنه بالنظر إلى دورها المهم في النظام السياسي والاقتصادي العالمي الحالي، ينبغي على دول البريكس تعزيز التضامن والتعاون بشكل أكبر، الأمر الذي يعني الكثير للاستقرار السياسي والاقتصادي العالمي وإصلاح النظام متعدد الأطراف.