موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

ذكرى نصر ٦ اكتوبر .. العزة والكرامة المستشار خالد السيد مساعد رئيس حزب المصريين ​المحامي بالنقض والدستورية والإدارية العليا

ا في السادس من اكتوبر 1973 قامت قواتنا المسلحه المصريه باقتحام خط بارليف المنيع، وقد مضى على حرب أكتوبر المجيدة سنوات طويلة، ولكن ذكرى هذا اليوم ستبقى وضاءة مشرقة فى جبين الدهر وفى عرين العسكرية المصرية المجيدة يتوارثها الأجيال بعد الأجيال، وسيظل هذا النصر العملاق علامة مجد وفخار لا فى تاريخ الوطن الحبيب مصر ولكن فى تاريخ الأمة العربية بأسرها.
بعد الهزيمة العسكرية التي أصابت الدول العربية وعلى رأسها مصر وسوريا في نكسة حزيران 1967 حاولت هذه الدول استرداد المناطق التي احتُلت منها، حيث قامت إسرائيل باحتلال شبه جزيرة سيناء من مصر، كما احتلت القوات الإسرائيلية هضبة الجولان الاستراتيجية التابعة لسوريا، وقد شعرت القوات الإسرائيلية بنشوة النصر في هذه المعركة، وظنت بأن جيشها هو الجيش الذي لا يقهر ولا يغلب.
بعد انتهاء هذه المعركة ظلت القوات العربية تفكر في استرداد المناطق التي احتلتها إسرائيل، ورد الاعتبار لهيبة الجيوش العربية التي انكسرت هيبتها في هذه الحرب، وقد بدأت التحضيرات العسكرية لهذه الحرب مبكرًا، وتم التخطيط لها تخطيطًا محكمًا، وقد اتفقت القوات المصرية والسورية على مباغتة القوات الإسرائيلية في منطقتين استراتيجيتين هما خط بارليف الذي بنته إسرائيل في الضفة الشرقية لقناة السويس، وخط آلون في هضبة الجولان.
في 6 أكتوبر 1973 قامت القوات الجوية المصرية بتنفيذ ضربة جوية على الأهداف الإسرائيلية خلف قناة السويس عبر مطار بلبيس الجوي الحربي (يقع في محافظة الشرقية حوالي 60 كم شمال شرق القاهرة) وتشكلت القوة من 222 طائرة مقاتلة عبرت قناة السويس وخط الكشف الرإداري للجيش الإسرائيلي مجتمعة في وقت واحد في تمام الساعة الثانية بعد الظهر على ارتفاع منخفض للغاية.
وقد استهدفت الطائرات محطات التشويش والإعاقة في أم خشيب وأم مرجم ومطار المليز ومطارات أخرى ومحطات الرادار وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة. ولقد كانت عبارة عن ضربتين متتاليتين قدر الخبراء الروس نجاح الأولى بنحو 30% وخسائرها بنحو 40 ونظرا للنجاح الهائل للضربة الأولى والبالغ نحو 95% وبخسائر نحو 2.5% تم إلغاء الضربة الثانية.
إن حرب السادس من أكتوبر عام 1973هي معجزة عسكرية على أي مقياس عسكري، إن المدقق الحقيقي لحرب السادس من اكتوبر يجد أن القيادة المصرية والجنود قد تحملوا عبء الحرب فى ظروف شديدة الفقر من الناحية الأقتصادية للبلاد أو من الناحية العسكرية للقوات المسلحة المصرية فظروف مصر بأي حال من الاحوال لم تكن لتسمح بحرب جديدة بعد هزيمة 1967 والابادة التي حاقت بالجيش المصري فى تلك الحرب.
إن أعظم ما قامت به القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر هو العبور العظيم لخط بارليف، الذي إعتبرته الموسوعات التاريخية أنه أكبر مانع تم صنعه في تاريخ الحروب، وقد إستطاعت القوات عبوره بكل شجاعة وهمّه، واستعادت مصر السويس وبورسعيد والإسماعيلية وأجزاء كبيرة من سيناء.
لن ننسى ابطالنا العظماء الذين ضحو بارواحهم وبدمائهم من أجل الوطن فى حرب اكتوبرالمجيدة، تحية لأرواحهم الطاهرة ودمائهم الذكية التي روت أرض سيناء الحبيبة.

التعليقات مغلقة.