بقلم _ ياسر عامر
كأنه وحيدا في عالمه في بعد آخر غير الأبعاد التي يعيش فيها البشر كأنه يعيش في سكون
وقف منتصبا في منتصف الصالة الخاصة بشقته المتواضعة ممسكا تليفونه المحمول بحماس غير مسبوق بعد ان تبين بصعوبة هوية المتصل لصعوبة الرؤية كون ” الاسكرينة” تحتاج الي تبديلها منذ أشهر مضت
يااااه حبيبتي عشقي ربنا استجاب دعائي بصوت عالي موجها حديثه للطرف الآخر في المكالمة
وحشتني
وحشتني اوي وهو يكاد يبكي بكاء الملهوف
انت كريم يارب استجابت دعايا
امتي هشوفها واملي عيني منها؟ محاولا تفسير صوت الطرف الآخر
انا مشتاق هستناها علي نار
مين هيجيبها ؟
انا مش قادر اصبر
قولي امتي؟ وبدأت مقلة عينيه تتسع فرحا
وفي تلك اللحظة التي اتسمت بتدخل مشاعر مضطربة وازدياد دقات قلبه التي يسمعها الصاعد والنازل والمار صدفة بمكان سكنه
دخلت زوجته تحمل سكين المطبخ والشر يظهر عليها صارخة في وجهه بإصرار مستفسرةمين يا منيل اللي وحشتك ومستنيها علي نار؟!!!!!!!!
نسيت مراتك وعيالك ؟
يا بجاحتك وكمان جيالك البيت يا فاجر؟
ومع احمرار وجها وجحوظ عينيها وطريقة امساكها بالسكين تيقن أنه ميت لا محال حاول أن يفر من امامها لكن توتره وخوفه وجوعه جعل قدميه تتمرد عليه ترفض تماما حمله وبصوت محشرج مكتوم حاول جاهدا شرح وجهة نظره لزوجته ولكنها اذنيها وحمرت عينيها وشمرت ذراعيها وبسم الله الله اكبر رفعت سكينها المسنون وصرخت بجنون وقال انت راجل ممحون وحياة امك هدبحك بسكيني واللي يكون يكون واخليك عبرة لكل من في الكون جزاء خيانتك وطلبك لعشيقتك في التليفون
ورفعت السكين عند ذلك دق جرس الباب ونظر زوجها كأنه مسجون اهي جت وهتعرفي اني بك مهموم واسرعت زوجته بحذر وترقب لترى حبيبته من تكون .
دخل ابن اختها ميسون يحمل بين يديه اللحمه كهدية مع رسالة بتقول دي عقيقة بمناسبة ميلاد ابن اختك كلوا وانبسطوا وبالدعاء لا تنسون.