موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

جيهان سويلم كتب ” التجاهل والرفض “

بقلم : جيهان سويلم

الكثير منا تعرض لتجاهل أو رفض ما يقول

نتيجة لذلك نجد صعوبة في قول أشياء نشعر بها،

أو التحدث عندما نتأذى أو نغضب،

أو قول الحقائق التي نعتقد أن الآخرين

قد يواجهون صعوبة في سماعها.

ربما نشعر أن الكلمات لن تأتي أبدا.

تخيل الوصول إلى حلقك واسحب منه العوائق التي تصنع سدا ثم ضعها على الصفحة،

تخيل لو أن لها شكل مادي كيف تبدو هذه الكتل؟، ما رائحتها؟ ما لونها أو شكلها؟

كيف يبدو صوتها؟

ما هو شعورك عند إخراجهم من حلقك؟

ماذا تقول، تصرخ، تهمس، أو تغني مع اختفاء تلك الكتل؟

امنح نفسك خمس عشرة دقيقة.

اتبع كتاباتك أينما تريدك أن تذهب.

چين كروس اتخذت بضع دقائق لأتخيل كيف هو شكل المعيقات التي تمنعني من التعبير عن ذاتي بحرية،

قبل الآن بسنوات كان لدي الكثير من الكتل التي تعيقني ليست فقط عن الكلام،

وإنما أيضا عن الرؤية، رؤية مايحدث بداخلي بوضوح، ثم التعبير عنه بوضوح ايضا،

لذلك اعتقد أن أكثر ما ساعدني للتخلص من السدود التي تم بناءها على مدار سنوات طويلة، هو النفس،

الهواء الذي استنشقه فيدور ويدور بداخلي، ثم اطلقه للهواء ببعض مما حملت به ويثقلني،

لحظات توقف العقل عن الركض خلف السيناريوهات المرعبة والذكريات الأليمة،

لأسمع صوتي الداخلي وما يريده حقيقية،

وما أن سمعت صوتي باكيا وشاكيا وحزينا وغاضبا،

وراغبا في الحياة بشدة،

حتى شعرت برغبتي في النجاة به من خرابه للسماء، للحرية، للجنة،

للتحليق بخفة و أردت بشدة هدم الكتل الرمادية،

سحبتها واحدة تلو الآخرى،

كل كلمة على الورق زحزحت تراكمها قليلا،

وبدأ السد في الإنهيار وخرج صوتي قويا واضحا، خرج كأغنية عذبة، أسمعها في كلماتي حين أعيد قراءتها،

أحب صوتي الذي ظهر، أرقص كل صباح احتفاء به. أحيانا تظهر بعض الكتل الصغيرة من جديد تتراكم كنقط سوداء هزيلة يمنعني أدبي من التصريح بها،

لكن لا بأس لدي العديد من الصديقات اللواتي يمكنني التعبير معهن بكل راحة عن اعتراضاتي بين حين وآخر

التعليقات مغلقة.