موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

جلسة مع الكاتب السيد حافظ

نهى عراقي

إنه كاتب سابق عصره وزمانه يخرج من القالب التقليدي في الكتابة إنه كاتب ومؤرخ يعرف قيمة الكلمة.

ما يسيل من حبر قلمه كماء جار من نهر عذب يشق طريقا ليروي حقولا جدبت متعطشة فتحيا به من جديد، أو كزخات حبات مطر تهطل لتحرك الماء الراكد، فكره كإعصار قام ليحرك ساكنا.  حروفه كأنها نبراس يضيء عتمة عقول سبحت طويلا في دهاليز الظلام والجهل، حروفه تعانق ثنايا الروح كما تعانق الرياح النخيل، كلماته كحبات لؤلؤ يزين بها مصر البهية.

إنه يمتطي جواد التغيير والأمل يجول ويصول وحيدا باحثاً عن التجديد لقالب السيرة الذاتية والرواية باحثا عن كلمة الحق دون انحياز.
يأخذ المتلقي في رحلة إلى عوالم الماضي الخفية ليربطه بالحاضر ويلحقه بالمستقبل، ويفتح بوابة الزمان لنغترف منه حقيقة ما مرت به تلك العصور دون تزييف، ونرتشف من فيض إبداعه ونفتش بين أروقة محرابه، إنه نهر من جنون الإبداع.

يبوح لنا بما كتبه في ثلاثيته الرائعة أنا وفاطمة ومارك وأنا ومارك ويوسف وزينب ومارك وأنا يقول أنه اختار شكلا جديدا غير مألوف يخرج عن القالب الغير معروف في كتابة السيرة الذاتية وكتابة الرواية، السيرة الذاتية جزء من العمل الروائي هى فرع من فروعه بشكل مختلف غير مألوف.
تأثر فيها بشكل كبير بالمؤرخ العظيم وفريد عصره عبدالرحمن الجبرتي، الذي سجل يوميات مصر أثناء الحملة الفرنسية وعهد محمد على الذي دفع ثمنا غاليا عن كتابته بصدق عما يحدث في مصر مما جعل محمد علي الدكتاتور يغار منه ويقتل ابنه ويجرده من تجارته ويموت كبدا وحزنا على فراق ابنه وخسارة أمواله بسبب الكلمة الصادقة لكن الفارق بين زمانهم وزماننا الآن أننا نعيش في عصر الحرية إلى حدٍ ما وهذا العصر الذي نحياه يسمح لنا أن نكتب بشكل أدبيٍ مختلف فاختار شكل الفيس بوك الذي يحتوي مشاعرنا أو من بوستات.

في 2011 أنا وفاطمة ومارك وفي 2013 أنا ومارك ويوسف وفي 2014 زينب ومارك وأنا

تعتبر هذه الثلاثية خروجا عن القالب الروائي أو قالب كتابة السيرة الذاتية التي يُقر بها الكتاب والمثقفون والمفكرون في سرد وتسجيل حياتهم، أحاول أن أكشف العام والخاص ما جرى لي وما جرى للوطن والمزج بيني كمواطن والوطن كنحن والوطن كشمول بين الفرد والجموع تلك المعادلة الصعبة الهامة والتي ينجح فيها قليل من الكتاب في تناول الخاص مع العام بشكل فني وراقي وهي مسألة حساسة كيف نتناول وكيف نضع الكلمة في وضعها وفي مكانها الصحيح هذه سيرة ذانية وسيرة ذاتية لمصر حتى أنا ومصر.
مصر التي تخبو سنوات بل مئات السنين ثم تستيقظ فجأة لتقدم علماء أو كتاب أو عالما كبيرا أو رائدة من رائدات العمل الثقافي والفني.

مصر التي تغيب عن التاريخ وتنقطع عنه وتعيش عصر اضمحلال ثم تقوم مرة أخرى ناهضة قوية بعد الف عام بعد خمسمائة عام بعد الفين عام، لكنها تقوم لتعلم العالم وتعطيهم درساً غير تقليدي غير محسوب لم ولن يتوقعه أحد تلك هى مصر بسرها الدفين الانقطاع والاستمرار سرها الدفين البناء والهدم سرها الدفين القوة والضعف سرها الدفين العطاء الشامخ والعطاء الردئ في زمن الانحلال،فهى دائما في حالة اختلاف
مصر في حالة تناقض فالكتابة عن مصر هى معادلة صعبة الكتابة عن مصر أن تنحاز اليها بعشق وتحبها حبا جما، فترى فيها من جماليات ومساوئ حتى ترى النور من خلال الكتاب والمفكرين والمثقفين، أعتقد أني اجتهدت اجتهدت وتعبت لأقدم تلك الثلاثية أعتقد أنها ستكون إضافة للذين يسعون إلى تغيير القادم في عالم الكتابة إلى تغيير قالب الفكر، تحتاج إلى رواد وأن نُخرج شبابا غير تقليدي يحترم الكلمة ويحترم تاريخ بلاده ويحترم ابداعه ويتفانى فيه ليس للخروج من باب التقليعات و إثارة الدهشة أو الالتفات، الخروج من القالب هدفه هو بناء المستقبل اكتشاف المستقبل بشكل الأدب المستقبلي،فالأدب لن يتطور إلا بتطور أشكال القوالب الأدبية التي تستحقها لذلك أقول أن هذه الثلاثية وأعتقد أنها تنتمي إلى مايسمى التجريب في الرواية أو التجريب في السيرة الذاتية.

أخيرا يقدم الكاتب شكره ويقول اتمنى أن أكون قد حققت شيئا ما في هذه الأعمال الثلاثة وأتمنى أن تنال إعجابكم.

التعليقات مغلقة.