موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

ثورة حروف

ثورة حروف

ثورة حروف
بقلم : ولاء زاويه
منذ صباح عمري الباكر و انا بداخلي عالم..
عالم كبير واسع بعيد الاتجاهات ..
عالم من الاشخاص و الاحداث
و الأفكار و الحوارات ..
عالم أشبه بمسرح كبير..
تعرض عليه كل يوم رواية..
رواية مختلفة الابطال ..
متعددة السيناريوهات ..
وكنت أنا لهذه الروايات
مؤلفا.. مؤديا.. وجمهورا ..
و كان هذا المسرح لي هو
بيتا.. عائلة.. بل هو كل الحياة
به الكيان مغمورا . .
كان هو مقري.. بل كان ملجئي و مفري
من لحظات احباطاتي و انكساراتي . .
و كان وقت رفع الستار
هو وقت معزلي جزئيا وكليا
عن كل من هو ذاهب و آتٍ..
و ما كانت تسدل ستاره
الا بصوت ينادي ليفيقني
من شرود حلو اللحظات..
و ظل هذا المسرح بداخلي
رافعا ستاره متواصلا في ابهاره
ناثرا لأنواره على ضفاف نهري ..
مرافقا ملازما متلازما
لفجر كل يوم من ايام عمري..
لكنه كان و مازال يمارس نشاطه سرا
حارسا عليه ضلوع صدري..
و هكذا كنت و كانت حياتي
ولا جديد من حال أمري..
حتي شاء ربي و أغاثني بيد القدر ..
فقابلت من فيهم
حلاوة الروح و نداوة البشر..
قابلت من فيهم إصرار الحياه
و عذوبة القمر ..
نعم.. قابلت من أشعل في صدري
ثورة الفكر ..
و كسر ضلوع صدري
ليخرج منه ما جال و استتر..
احسست بالخوف و ارتبكت.. بل ارتعشت ..
فكتبت.. نعم كتبت.. ثم كتبت . .
لكني مع بكر حروف ما كتبت .. صرخت ..
ما هذا الهراء !!
فيا ليتني كنت ابعثر
حروف ما كتبت في الهواء ..
ليتني ما كنت كتبت ..
فأنا كالطفل الذي يتلعثم في الهجاء..
اخطو خطوه للأمام.. فأركد عشرة للوراء ..
أجرب أحاول.. متحدية فشل البقاء..
أجرب أحاول.. فيوجعني حذري
من أن تكون تلك هي بداية الانتهاء ..
لكني في النهاية اتخذت القرار..
و لبداية حروفي أشعلت الشرار..
و سأقضي لرأيكم في حروفي فترات انتظار..
و سأصغي لرأيكم متتوجة إياه..
أكان لي انتصارا أم انكسار..
و لكنها إن لم تسرق من أولوياتكم الاختيار..
فلن أتراجع.. و سأظل أكتب..
سأظل أكتب وأكتب..
فصلتي بقلمي أصبحت اضطرار لا اختيار ..
حقا.. فلقد وجدت بين حروفي و قلمي و أوراقي
من كل ضيق.. و من كل هم و كرب.. فرار..
هادية بها لحياتي أعلى و اسمي اعتبار..
نعم.. فإنها.. ثورة حروف..
و للانطلاق اتخذت القرار..

التعليقات مغلقة.