صندوق النقد الدولي: تصاعد الصراع سيكون له الضرر الأكثر مما يضفي مزيدا من التعقيد على المشهد
محمود مصطفى : مصر أدركت عقبة ارتفاع الأسعار مبكراً باستصلاح ٣.٥ مليون فدان من القمح ليغطي الاحتياج الداخلي
مصطفى : ٤٠% من صادرات القمح والشعير مصدرها أوكرانيا وروسيا
ضربة قوية يتلقاها الاقتصاد العالمي مع استمرار الحرب بين دولة أوكرانيا ودولة روسيا التي تسببت في تفاقم أزمة الطاقة وتوسع أزمة الغذاء وانهيار سلاسل الإمداد ودخول العالم في موجة جديدة من التضخم.
وبحسب مصادر مطلعة لـ”اليوم”، فإنه من المتوقع خلخلة سلة العملات السيادية ليظهر اليوان الصيني والروبل الروسي أمام الدولار الذي ظل مهيمنا على عملات العالم منذ الحرب العالمية الثانية، وقرارالرئيس عبد الفتاح السيسي السيسي بتوجيه أوامره الى بيع كرتونة رمضان من القوات المسلحة بسعر اقل لسد احتياجات الشعب قرار يتسم بالحنكة والذكاء بهدف مواجهة عقبة ارتفاع الأسعار.
وتوقع صندوق النقد الدولي، حسب بيان له، بأن العواقب الاقتصادية للحرب في أوكرانيا ستكون بالغة الخطورة بالفعل فقد حدثت طفرة في أسعار الطاقة والسلع الأولية مما زاد من الضغوط التضخمية الناشئة عن انقطاعات سلاسل الإمداد والتعافي من جائحة كوفيد-19.
والعالم بأسره سيصطدم بالأسعار وخاصة على الأسر الفقيرة التي يشكل الغذاء والوقود نسبة أكبر من إنفاقها وأن تصاعد الصراع سيكون له الضرر الأكثر مما يضفي مزيدا من التعقيد على المشهد في الوقت الذي يتعافى فيه الاقتصاد العالمي من أزمة الجائحة.
منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، رأت أن الأسعار سترتفع لاسيما فيما يخص المواد الغذائية حيث سجلت ارتفاعا قياسيا في فبراير متجاوزة الرقم القياسي السابق المسجل في فبراير 2011.
من جانبه، رأى الدكتور محمود مصطفى خبير التشريعات الإقتصادية، أن روسيا تعتبر من أكبر متزعمي العالم في الصادرات من بعض المنتجات على رأسها الغاز والفودكا وبعض المنتجات الزراعية والقمح للدول العربية والأوروبية، مشيرا إلى أن أوكرانيا تعد المعبر الأول للغاز لروسيا ثم لاوروبا.
وأضاف “محمود” فى تصريح خاص لـ”تحيا مصر”، أن أوكرانيا وروسيا من أهم مصدري الشعير والقمح لتصل الى ٤٠% من صادرات العالم، مبينا أنه عندما تقوم حرب بينهما فإنها توقف صادراتها من المحاصيل الزراعية حفاظا على أمنها الغذائي.
وأوضح خبير التشريعات الاقتصادية، أن وقف و تقليص تلك الصادرات الزراعية له الأثر السلبي على الدول المستوردة، مؤكدا أن مصر أدركت مبكراً هذه العقبة من خلال توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل سنتين بزراعة واستصلاح ٣.٥ مليون فدان من القمح ليغطي الاحتياج الداخلي وما يفيض يمكن تصديره لدول أخرى.
وأشار إلى أن اي حرب بين اى بلدين ستؤثر على العالم أجمع وسترفع أسعار منتجات عديدة، مؤكدا أن ارتفاع الدولار أمام الجنيه نتيجة ضغط البنك الدولى على مصر لتعويم الجنيه ليظهر بقيمته الحقيقيه أمام الدولار خلال الفترة المقبلة.
وتابع:”لو أن الحرب لم تكن قد حدثت لكان التعويم في صالح الجنيه وانخفض امامه الدولار الا ان العكس قد حدث نتيجة الحرب، وعليه فإنه من المتوقع أن تزيد أسعار المواد الغذائية والبترولية في مصر في القريب العاجل بزيادة لن تقل عن ٢٠% عن السعر الحالى” .
وأشاد بقرار الرئيس السيسي بتوجيه أوامره الى بيع كرتونة رمضان من القوات المسلحة بسعر اقل لسد احتياجات الشعب، مضيفا أنه قام أيضاً بزيادة المعاشات لـ ١٣% وزيادة الحد الأدنى للأجور لتساعد أبناء الطبقة الكادحة مواجهة ارتفاع الأسعار الذي فرضه واقع الحرب على العالم.
واستطرد قائلا:”من المتوقع خلخلة سلة العملات السيادية ليظهر اليوان الصيني والروبل الروسي أمام الدولار الذي ظل مهيمنا على عملات العالم منذ الحرب العالمية الثانية فأعلنت السعودية التعامل مع الصين باليوان بدل الدولار ورفضت طلب أمريكا زيادة انتاج البترول كما فرض بوتين على الدول المستوردة للغاز سداد القيمة بالروبل الروسي فرفع قيمته ٦ نقاط في يوم واحد بعد القرار”.
التعليقات مغلقة.