كتب- محمد رأفت فرج
تعتبر أوزبكستان منذ قديم الزمان مركزًا للعلوم والمعرفة، وما زالت مصدرًا للحضارة.
وإن أسماء من أمثال الإمام البخاري، والإمام الترمذي، والعلامة الزمخشري، والإمام أبو منصور الماتريدي، والعلامة أبو المعين النسفي، والخوارزمي، والعلامة أحمد الفرغاني، وأبو الريحان البيروني، وأبو علي ابن سينا، والعالم الفلكي ميرزا اولوغبك، وغيرهم ممن لا تقتصر شهرتهم على العالم الإسلامي بل أيضًا لمعت أسماؤهم في تاريخ الحضارة العالمية بأحرف الذهبية.
ونخص من بين هؤلاء، كبير علماء سمرقند، الذي عاش في القرن العاشر الميلادي، والذي اشتهر بلقب “إمام الهدى”، أبو منصور الماتريدي، الذي أسس المدرسة الماتريدية التي انتشرت تعاليمها في أرجاء العالم الاسلامي.
وفي هذا الصدد فقد تقدم الرئيس شوكت مرضيائيف، رئيس جمهورية أوزبكستان، بمبادرة حول إنشاء مركز الإمام الماتريدي الدولي للبحوث العلمية، والذي سيخدم مساعي الشعب الأوزبكي الرامية إلى رفع المستوى المعنوي والمعرفي في المرحلة الجديدة من التطور، حيث يؤدي هذا المركز الذي سيصبح مكانًا مرموقًا فى العلوم والمعرفة، وسيكون له دور هام في وضع حجر الأساس لمراحل النهضة العلمية الثالثة.
ومن أجل تفعيل نشاط مركز الإمام الماتريدي الدولي للبحوث العلمية على المستوى الدولي، كان لزامًا عليه أن يقيم علاقات التعاون المتبادل مع كبريات مؤسسات البحث العلمي الدولية، ومع كبار العلماء والخبراء العالميين، وحتى يعمل على نشر التراث العلمي الغني وسيرة الإمام الماتريدي والعلماء من أتباعه وتعاليم مدرسته في أوساط المجتمع العالمي، كان لزامًا عليه أن ينشيء الهيئة العلمية الدولية لمركز الإمام الماتريدي الدولي للبحوث العلمية.
تتكون الهيئة العلمية الدولية أكثر من عشرين عضوًا من العلماء المحليين والدوليين، ويترأسها المفتي عثمان خان عليموف، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي جمهورية أوزبكستان، وعضو المجلس التأسيسي لمنظمة العالم الإسلامي، وعضو مجلس العلماء العالمي.
وقد شارك في أعمال الهيئة العلمية الدولية أعضائها من العلماء البارزين من الخارج وممثلي كبرى المؤسسات العلمية البحثية العالمية.
وكان من بين هؤلاء، الدكتور محمد نظير عياد – أمين عام مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، والأكاديمي رفيق محمد شاويش محمدشين – مدير الجامعة الإسلامية الروسية، والدكتور مصطفى تشيرش – المفتي السابق للبوسنة، ورئيس اللجنة العالمية البوسنية، والدكتور في علوم الفلسفة، والدكتور حمزة البكري، الأستاذ في جامعة ابن خلدون التركية.
وقد شارك في جلسة الهيئة العلمية الدولية علماء ورؤساء الدولة والمجتمع البارزين بعيدي الصيت، وأكد الحاضرون في الجلسة على الأهمية البالغة لدراسة تعاليم الإمام الماتريدي، إنه لشرف لهم أن يقوموا بواجب نشرها أمام المجتمع الدولي.
وقد شارك في جلسة الهيئة العلمية الدولية، رؤساء مراكز البحوث العلمية من جمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، والجمهورية التركية، وجمهورية ألمانيا الاتحادية، جمهورية البوسنة والهرسك، وجمهورية روسيا الاتحادية، جمهورية أفغانستان الإسلامية، وجمهورية ماليزيا، وجمهورية قازاغستان، وجمهورية قيرغيزيستان، وكذلك ممثلي أكثر من ثلاثين دولة عاملين في هذا المجال.
وبمناسبة بداية نشاط الهيئة العلمية، فإنها سوف تبحث خطط المستقبل، وكيفية نشر التعاليم المعتدلة بين العالم الإسلامي على نطاق واسع، ومن ضمنها دراسة تعاليم الماتريدية، وكيفية تسيير نشاط المركز على المستوى الدولي، وإقامة علاقات التعاون المتبادل مع كبريات المؤسسات العلمية البحثية العالمية، والخبراء الأجانب خاصة لتوفير التمويل اللازم لنشاط المركز، والتصديق على ميثاق المنحة الدولية التي تحمل اسم الإمام الماتريدي، وكيفية جمع المخطوطات المتعلقة بتعاليم الإمام الماتريدي، وجمع النسخ الإلكترونية وتوفيرها لمكتبة المركز، لاسيما إنشاء المنصة الإلكترونية.
كما نوقشت المسائل الأخرى ذات الاهتمام المشترك، وخطط البحوث العلمية المستقبلية التي ينبغي تنفيذها من قبل المركز.
واتفق على أن أعضاء الهيئة العلمية الدولية سوف يقومون بتوسع التعاون المتبادل في المستقبل وعقد جلسة الهيئة بصورة مستمرة.
التعليقات مغلقة.