بقلم : مختار السداوي
مدير مدارس جادالله الخاصه بالهرم
كلنا نعرف ان البدايات هي بداية كل نهاية فما أن ينتهي عام يبدأ آخر ويحتاج الطّالب لهمّة قويّة ونشاط جادٍّ واستعداد يكون قد اكتسبه بعد إجازة سنويّة امتدّت لشهور، فيدخل عامه الدّراسي الجديد بابتسامة مشرقة، مدركاً أنّ الله يرفع الذين أوتوا العلم درجات، فهو بسعيه خلف العلم ينال رضى الله ورسوله، ويدخل جنّاتٍ واسعة.
و التّهيئة قبل بداية العام الجديد تكون عن طريق تحضير مُستلزمات الدّراسة من ثياب وزيٍّ وقرطاسيّة وكتب، ووضع خطّة للمذاكرة كل يوم؛ فيسأل الكثير من الطّلاب كم ساعة يجب أن أدرس؟ وكيف أوزّع ساعات الدّراسة مع إعطاء نفسي حقّها من التّرفيه واللّعب وممارسة ما أحبّ؟ بعد أن تكون قد خطّطتَ لكيفيّة المذاكرة، تصبح بداية العامِ الدّراسيّ الجديد أكثر سهولة وناجحاً، فادخله وأنت مستعدّ للسّباحة لتصل إلى البَرّ. إن طلب العلم يرفع من قيمة الطّالب نفسه؛ فهو بحرصه على تنمية عقله واستيعاب المزيد من العلوم يساهم في تطوير نظرة الآخرين له، فالجميع يحبّ الإنسان الملتزم الحريص المجتهد الذي يؤدّي واجباته بإتقان وإخلاص ويسعى لفعل المزيد من خلال العطاء المتزايد، فربما تكون أنت متفوّقاً بفضل قدراتٍ وهبك إياها الله، ومن خلالها تستطيع أن تعطي وتساعد من هم أقل منك قدرة في الاستيعاب . والمرحلة الدّراسية من أهمّ مراحل حياة الإنسان ففيها يلتقي الأصدقاء، ويختلط بالآخرين، ويكوّن عالمه الخاص، وينشئ علاقات طيّبة مع المعلمين فيكونوا آباءً آخرين له يرشدونه نحو الصّواب، ويبني الذّكريات السّعيدة التي سوف تخلد بذاكرته للأبد، وفي كلّ مرحلة دراسيّة جديدة يضيف أشخاصاً آخرين لحياته، وهنا يجب على الطّالب أن يُصادق الجيّدين من الطلّاب كي يرتقي معهم ويتسامى بأخلاقه، فالصّاحب صاحب، والمرء على دين خليله. تجعل الحياة أمور العلم أشياءً روتينيّة، فيجد البعض أنّه مُجبر على التعلّم دون أن يتساءل عن جدوى العلم، فهو مدفوعٌ من قِبَل والديه لدخول المرحلة التمهيديّة ومن ثم الصّف الأوّل الابتدائي، وهكذا لباقي الصّفوف والمراحل الدراسيّة، لكنّه حين يتخطّى عتبة المرحلة الثانويّة مُنتقلاً إلى العالم الأكبر حيث الجامعات والكليّات المتخصّصة والمعاهد والمختبرات سيجد الجواب الكبير أمامه: إنّك تتعلّم لتكون أنت، لتكون لك بصمة في الحياة تترك بها أثرك، فعلى سبيل المثال لو تخصّصت في الطّب سوف تعالج مستقبلاً الكثير من المرضى الذين سيذكرونك بالخير، أو يمكن أن تكون مهندساً فتبني وتُعمّر وتُمهّد الطّرق، وترفع من شأن مجتمعك وبلدك، وتصبح فخوراً؛ لذا، الإدراك والوعي الجيّد لفائدة العلم مع الثّواب الذي سيناله من الله، يدفع الطّالب إلى الحرص في الاستزادة، وشحذ الهمّة ليكون على مستوى ما يطمح إليه.. وفي النهاية..اهلا بعامنا الدراسي الجديد .
التعليقات مغلقة.