موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

السوشيال ميديا وتأثيرها على الشباب

 

المستشار خالد السيد مساعد رئيس حزب المصريين رئيس لجنة الشؤون القانونية بالحزب

في الآونة الآخيرة أصبح العالم يدور في فلك الرقمنة والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي الذي فرض سيطرته على كافة القطاعات وأصبح يشكل قوى عظمى للحكومات وفي اتخاذ القرار ومنصة تجارة دولية وسوق تنافسية شرسة وغيرهم الكثير ممن تعددت منتجاتهم وأفكارهم وطروحاتهم وآرائهم حول كل شي ، بات معها العالم مختلف عما أعتادنا عليهِ في العقود التي مضت ، قبل الثورة التكنولوجية الهائلة وتوابعها من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وسهولة الدخول والتعامل مع الشبكة العنكبوتية مع ظهور الهواتف الذكية والحياة المثالية على مواقع السوشيال ميديا ، بصرف النظر عن ما يشهده من انتهاكات حقوق الملكية الفكرية . ونجد القطاع العريض من مرتادي وجمهور السوشيال ميديا يُبدون إعجابهم بهذهِ الحياة التي تستعرض أمامهم محاولين تقليدها أو السعي لعيش شيء مشابه لها، معتقدين إنها حياة كاملة لا تشوبها شائبة ؛ تحاول أن تؤكد أنها تعكس الحقيقة لا شيء سوى الحقيقة . ومحاولات غسيل ذهني وفرض منهج معين على الجمهور من الشباب الذي لا يملك المعرفة ولا الخبرة الكافية للتمييز بين الحق والباطل ، والخطأ والصواب ، وما يشاع زيفاً وما ينقل حقيقاً حتى الأمر اصبح يختلط على الجميع مع انتشار استخدام برامج الفوتوشوب والمونتاج والقص واللزق والتركيب وحذر المختصون من تأثير السوشيال ميديا على المجتمع والأفراد أنه برغم جوانبها الإيجابية كأكتساب المعرفة والتواصل مع أقرانهم في مجتمعات آخرى تعزز لديهم فكرة تقبل الآخر ، على الرغم إنها تفتح مجال واسع لهم للتعبير بحرية عن آرائهم ورغباتهم لكنها تساعدهم في خلق عالم خاص يشبه ما يرغبون أن يعيشوه على أرض الواقع مما قد يؤدي إلى أصابتهم بحالة عُزلة عن محيطهم وتطرف افكارهم وانضمامهم لجماعة لها توجه معين معادي للمجتمعات ، كل ذلك يجعلهم يعيشون تحت ضغط نفسي من الترقب والقلق ، بخلاف فئة أخرى تستهويها مواكبة الموضة والتطلع لكل ما هو جديد وحب الذات والرغبة في السيادة والسيطرة على أقرانه من أصدقائه ومتابعيه ومع كل تفاعل مع منشوراته أو تعليقاته يصل إليهم إحساس تحقيق الذات الوهمي بعد إعجاب الآخرين بما يعبر عنه وهذهِ تعتبر من الحالات الأكثر شيوعًا في المجتمع وتصيب فئة المراهقين والشباب من كلا الجنسين فعلى مستوى الانتاجية والعمل ، نجد الكثيرين يقومون بتصفح مواقع التواصل خلال فترة عملهم مما يؤثر على جودة العمل وانتاجيته بشكل كبير . على المستوى الصحي الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يؤثر على صحة الإنسان، وكشفت دراسة في جامعة ميلان في إيطاليا إلى أن قضاء ساعات طويلة أمام الهاتف على وسائل التواصل لها تأثير ضار على صحة الجهاز المناعي للإنسان مما يتسبب في الإصابة بالأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم.أو انعدام الاتزان بين النظام المعرفي والنظام السلوكي في المخ، بما قد يتسبب في حدوث خلل بوظائف المخ. والشعور بالأرق والإصابة بالضعف في الانتباه، وعدم القدرة على التحصيل العلمي الجيد للطلاب. على المستوى النفسي والإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو استخدامها بشكل خاطئ يتسبب في الكثير من الأضرار منها النفسية والحالة المزاجية للأشخاص بشكل سريع عبر المنشورات المختلفة التي من الممكن أن تؤثر تأثير إيجابي أو سلبي، حيث أن المنشورات السلبية لها دور في الإصابة بالمزاج السيء والشعور بالتوتر والقلق. وأكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والميل إلى العدوانية والعزلة عن الآخرين. فيما كشفت أحدث الدراسات في علم النفس أن الفئة الأكثر تأثرًا بما يعرض على مواقع التوصل الاجتماعي هم من النساء ففي حال شاهدن إحدى الشخصيات تقوم باستخدام منتج أو ترتاد مكان معين أو تتبع أسلوب ونظام حياة معين يتفاعلن مع ما شاهدن من خلال الشراء أو الذهاب لذات الأماكن وتصويرها ونشرها للآخرين لتحقيق حالة إشباع نفسي والشعور بالرضا. يؤثر اجتماعياً بما يجعله رغم التواصل الاجتماعي بين الأشخاص عبر وسائل التواصل، إلا أنه يظل تواصل افتراضي ويفقد الكثير من الأشخاص التواصل الإجتماعي الحقيقي، وقلة المقابلات مع الآخرين وعدم الاندماج في الأنشطة الإجتماعية المختلفة، ومن هنا يميل مستخدم مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مفرط إلى العزلة مع الأخرين والميل إلى الوحدة. على المستوى الأمني ، ترتكب العديد من جرائم التحرش والتنمر والابتزاز من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بما يؤثر على وحدة المجتمع والاسرة ويعتبر عالم خفي للجريمة لا يقتصر فقط على معتاد الاجرام بل أبطاله وضحاياه من ذات الفصيل الذي قد يتسم في الواقع الظاهر بالهدوء والخلق والمكانة الاجتماعية والعلمية ، مما يشجع على الانحراف والانخراط في عالم الجريمة ختامًا لابد لنا أن لا نسعى ونطمح لأن نكون نسخة من حياة أشخاص آخرين ولا نتأثر ونصدق كل ما نقرأه ونشاهده من خلف الشاشات ، وأن نحسن استخدام هذهِ الوسائل فيما ينفع كنشر الوعي والعلم بصورة تجعلنا نحافظ على القيم الإنسانية الخاصة بنا كأشخاص مستقلين محايدين غير متعصبين ، ولا نكون مجرد نسخة مكررة ومشابهة ، بل نتعلم ونفكر كي نبدع ونقدم رأي جديد .

التعليقات مغلقة.